الرأي

بن فليس و”الذبّان”!

قادة بن عمار
  • 4421
  • 16

لا نجد سببا ولا مبررا واحدا يفسِّر هذا التهافت الكبير من طرف عددٍ من الأحزاب السياسية المجهرية ولجان المساندة، لدعوة علي بن فليس للترشح وربط مصير البلاد والعباد بمسألة قبوله “هذا الرجاء الحار”، إلا إذا كان هؤلاء يريدون دفع الرجل لمنصب القاضي الأول بكل الطرق المتاحة، والوسائل المباحة وغير المباحة، ثم الالتفاف حوله”كالذباب” لتشكيل بطانة جديدة تخلف تلك التي تحيط بالرئيس بوتفليقة حاليا وتمسك بمقدّرات هذه الأمة، بل وتخنق الشعب والرئيس معا!!

زمرة من “السامطين” سياسيا و”اللقطاء” إيديولوجيا، لا يتوقفون هذه الأيام، عن الترديد: بن فليس هو الأمل الوحيد…بن فليس هو المنقذ والملهم، والفارس الذي يملك جميع الحلول لكل المشاكل التي يتخبط فيها الشعب..بن فليس هو وهو…الخ، حتى أصبح الرجل محاصرا، فلا يكاد يفرق بين مناصريه “حبا واقتناعا” والمطبلين له “زورا وبهتانا”!!

 شخصيا، أشفق على بن فليس، فقد بات مضطرا لاختيار رجاله قبل تحديد أو وضع برنامجه، كما أن عددا من أولئك الذين “يزعمون” الاجتماع به وتأييده، ينبذهم الشعب تماما، وقد يمثلون عقبة أساسية للرجل في حال وافق على “المطلب” المتزايد بترشيح نفسه..أماّ ما يجعلنا متيقنين من “مبرر اختلاط الحق بالباطل في الدفع بالأمين العام الأسبق للأفلان نحو قصر المرادية” أن بعض هؤلاء الذين يتوسّلون ويتسّولون ترشحه، لا يهمهم برنامجه السياسي الذي سيقترحه على الشعب، ولا حتى رغبته الشخصية في تولي المنصب، أو إمكانية فوزه شعبيا إذا ما جرت انتخابات حرة وشفافة بعيدا عن “غلق اللعبة” من طرف “سادة السرايا”، لكن ما يهمهم أكثر هو موافقة “السي علي” على مبدأ الترشح، وبعدها “ساهل الحال”!

أحد رؤساء “الأحزاب” سمعناه يقول قبل أيام: لا يهم برنامج علي بن فليس، ولا شعبيته حاليا، بل المهم موافقته على الترشح، “فنحن معه ظالما أو مظلوما”..الواقع أن هذا الكلام، يذكرنا بالحملة التي مهدت الطريق لظهور مرشح الإجماع ممثلا في شخص الرئيس بوتفليقة، هذا الأخير، بات اليوم “ضحية صراع” بين معسكر يناصره دفاعا عن مصالح لا يريدها أن تتبدد، ومعسكر آخر “يخاصمه” بحثا له عن بديل، تتشكل معه “مصالح جديدة” وطبعا لا مكان للشعب وسط كل هذه الحسابات المعقدة، فضلا عن تهميش الديمقراطية والحق في ممارسة التغيير!

ومثلما تحوّلت بعض المناسبات العائلية الضيقة لبن فليس مؤخرا إلى “حملة انتخابية ودعائية”، على غرار وفاة شقيقه، فإنه ليس مستبعدا أن يكون لقرار الرئيس بوتفليقة بعدم الترشح، ربما محفزا لمن لم يفصل بعد في “قراره” للانضمام إلى هذه “القافلة” التي يبحث معظم من ينتمون لها عن إعلاء مصلحتهم لا مصلحة الوطن، وسيجد حينها بن فليس وحده محاصرا بعدد كبير من “الانتهازيين” المستحيل ترضيتهم جميعا، وإن كان ليس خافيا على رجل مثله تمرس السياسة لسنوات، أنّ مساندة “مجانية” من هذا النوع، لا تنفع إذا حضرت، ولا تضر إذا غابت أو انقلبت!!

مقالات ذات صلة