رياضة
بعد أن تعرض الجزائري حجام للإبعاد في رمضان

بن زيمة يقلب كل النظريات الخاطئة عن الصيام بتوهجه

ب.ع
  • 9492
  • 0
أرشيف

انتقل الجدل الصحي والاجتماعي والديني، في فرنسا إلى سرعته القصوى، حول صيام لاعبي الكرة، ففي الوقت الذي أصرّ مدرب فريق نانت الفرنسي كومبواري على استبعاد حجام جيمي لاعب الخضر الجديد، صاحب العشرين ربيعا عن المنافسة، وحتى عن لقاء نصف نهائي الكأس الذي فاز به نانت وبلغ النهائي على حساب رفقاء عوار.
وقال مدرب نانت بأن حجام لن يكون مع الفريق بسبب صيامه إلا ما بعد عيد الفطر، في هذا الوقت برز كريم بن زيمة كظاهرة كروية جديدة وانفجر بطريقة غير مسبوقة، حيث صار ما يقوم به على كل لسان، وفي رمضان، فبعد أن ردّ على الفرنسيين بصورته بالقميص الأبيض وهو يتناول فطوره بالتمر واللبن، قام في الثاني من أفريل الحالي بتسجيل ثلاثية كاملة في مرمى فلادوليد، سجلها في ظرف سبعة دقائق وكلها بطريقة في منتهى الإبداع بين الرأس والمقصية والقذيفة، وبعد ثلاثة أيام فقط سافر إلى برشلونة وسجل ثلاثية أخرى مع تمريرة حاسمة، حققت لريال مدريد أكبر فوز لها في الكلاسيكو على حساب برشلونة في ظرف عشرين سنة، وحدث كل هذا وكريم محترما للشهر الكريم، ليرد على الفرنسيين بأن رمضان هو من يمنحنا القوة والمقدرة على العطاء، وإذ حقق كريم لريال مدريد هذا الموسم لقب رابطة أبطال أوربا، فسيصبح الأسطورة رقم واحد عبر تاريخ النادي الملكي.
كريم بن زيمة الذي أمضى أكثر من 12 موسما مع النادي الملكي، صار المدلل الأول وظاهرة كروية لا تعترف سوى بالشباك وبقيادة فريقه إلى الانتصارات بالتمرير والتوجيه وبزرع الإرادة التي يهندسها من خط التماس المدرب المخضرم أنشيلوتي، الذي لم يجد ما يقوله بعد فوز فريقه على برشلونة برباعية وثلاثية سجلها كريم بن زيمة، سوى أن اللاعب كريم هو قلب ينبض إبداعا سواء كان صائما أم في ما بعد الصيام.
في 19 ديسمبر الماضي 2022، صار عمر كريم بن زيمة 35 سنة، وفي رصيده من الأهداف في حياته الاحترافية التي اقتصرت على فريقين هما ليون الفرنسي وريال مدريد الإسباني في الدوري فقط دون بقية المنافسات مع الأندية والديكة، 276 هدف، وقد سجل كريم في ثلاثة أيام رمضانية سداسية كاملة، واحدة فقط من ركلة جزاء، ولم يتلق كريم من البطاقات على مدار كل هذه المواسم سوى 11 من البطاقات الصفراء وهو رقم فريد من نوعه في العالم، كما أن كريم بن زيمة الذي تتهمه فرنسا بالتهور وعدم التحضر، لم يتلق في حياته الكروية أي بطاقة حمراء سواء في ناديه أم في المنتخب الفرنسي، ويعتبر من القلائل في العالم من النجوم الذين لعبوا هذا الكم الكبير من المباريات ومنها المصيرية التي تتميز بالاندفاع البدني ولم يتلق أبدا البطاقة الحمراء، مع أنه كان دائما عرضة للعنف مما جعله يغيب لأشهر عن الميادين بسبب تلقيه لإصابات بعضها خطير.
منذ خريف 2009 وكريم بن زيمة بألوان ريال مدريد، حصل مع النادي الملكي على كل الألقاب الممكنة، وتوجه لنفسه بالكرة الذهبية مرة واحدة فقط، لأنه لعب لمدة تسعة مواسم كاملة تحت مظلة كريستيانو رونالدو الذي كان يتكفل بركلات الجزاء وبكل الأمور التهديفية تاركا كريم للعمل في الظل، مع استثناء واحد حصل في موسم 2015 / 2016 عندما سجل بن زيمة 24 هدفا في موسم كروي ابتعدت فيه الإصابات عن كريم، ولو منحه النادي ركلات الجزاء بدلا عن كريستيانو لكان أحسن هداف في مدريد وفي الدوري الإسباني.
وكلما تألق الريال ولاعبه بن زيمة عاد طرح السؤال عن حكايته مع منتخب الديكة الذي استبعده في المونديال القطري الماضي بالطريقة المعروفة وفضل عليه جيرو الذي يزيد سنه عن كريم الذي قرر الاعتزال الدولي وهو الذي كان دائما غير دولي.
مازال ريال مدريد عصيّ على اللاعبين الجزائريين أو الذين اختاروا اللعب للخضر، فمهندس نجاحاته سابقا هو زين الدين زيدان كلاعب وكمدرب وهو من أصول جزائرية، والأوفى لألوانه والأكثر عطاء في تاريخ الفريق هو كريم بن زيمة الجزائري الأصل، ويبقى النادي مغلقة أبوابه في وجه لاعبين جزائريين وحتى أسماء محرز أو بن ناصر حاليا ريان شرقي التي طُرحت سابقا والآن بقيت خافتة ومرت الأسابيع والأشهر من دون أن نرى لاعبا جزائريا بقميص النادي الملكي.
الشيء الجميل في حكاية كريم بن زيمة مع المنتخب الفرنسي أنها كانت درسا جيدا لكل الذين يبحثون عن المجد مع فرنسا على حساب الجزائر، فلحد الآن لا أحد يعرف ما فعل بن زيمة حتى يغلقوا باب المنتخب الفرنسي في وجهه ويرمون المفتاح، وقد أجاب مدرب نانت بالدليل القاطع على أن رمضان هو شهر العطاء، فماذا لو استبعد أنشيلوتي كريم بن زيمة عن مواجهة برشلونة؟

مقالات ذات صلة