الجزائر
مختصون يدعون إلى تأمين الحياة في هذه الأماكن

بعد الإرهاب.. الحرائق تحوّل الغابات إلى “بعبع” يهجّر الأهالي

وهيبة سليماني
  • 1134
  • 0

خليفاتي: 0.1 بالمئة فقط من قاطني الغابات يُؤمِّنون على الحرائق

كبّدت الحرائق التي اشتعلت في العديد من غابات التراب الوطني، القاطنين بالقرب من هذه المناطق خسائر فادحة، حيث أتت على المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية والسكنات، وفي انتظار تعويض هؤلاء من طرف الدولة، تبقى حالة الألم والحسرة تنزف من قلوبهم التي احترقت باحتراق ممتلكاتهم.

ولولا الحملات التضامنية، وهبة المساعدة من طرف الجزائريين، لبقي هؤلاء في العراء تحت رحمة الجوع والعطش، حيث إن أغلبهم لم يفكروا يوما في التأمين ضد الحرائق.

وأصبحت الغابة بالنسبة للكثير من هؤلاء المتضررين والمنكوبين، مصدر قلق وإزعاج، ورغم أن الأغلبية لا يمكنها مغادرة هذه الأماكن، إلا أن الخوف يلازمهم جراء ما حدث خلال هذا الصيف من نيران امتدت ألسنتها إلى مساحات غابية شاسعة.

واعتبرت الباحثة في علم الاجتماع، الدكتورة ثريا التيجاني، في تصريح للشروق، أن العائلات القاطنة بالقرب من الغابات أو وسطها تتميز ببال واسع وخصائص الإنسان الحقيقي الأصلي لكن بعد أن أصبحت الحرائق تطارد الغابات باتت هذه الاخيرة مصدر قلق وخوف، ويحتاج الشخص إلى شجاعة لدخولها أو العيش قربها.

وفي هذا السياق، يرى الدكتور مصطفى زبدي، رئيس المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك، أنّه ينبغي لمؤسسات الدولة توفير الوسائل والتجهيزات سواء للفلاحين الذين يملكون أراض في الغابة أو بالقرب منها، أو للسكان الذين يقطنون في هذه المناطق، حيث إن تأمين الحياة مطلوب اليوم بشدة.

وفي هذا الصدد، أكد نائب رئيس الاتحادية الوطنية لشركات التأمين وإعادة التأمين، حسان خليفاتي، لـ”الشروق”، أن أغلب الفلاحين والسكان القاطنين في الغابات والجبال لا يأمنون ممتلكاتهم من الحرائق، وأن نسبة التأمين على الحرائق من طرف هؤلاء ضئيلة جدا حيث لا تمثل سوى اقل من 0.1 بالمائة.

وأوضح المتحدث أنّ الجزائر أصبحت تخسر سنويا 500 مليار دج، للتعويض عن أضرار وخسائر الكوارث الطبيعية كالفيضانات والحرائق والزلازل، وأنه في حال إقرار إجبارية التأمين على سكان الغابات والجبال وخاصة الفلاحين، فإن ذلك سيجعل بعضهم يغادر المنطقة، لاسيما وأنهم غير متعودون على التأمين على الحرائق.

وأشار خليفاتي إلى أنه يتم التفكير في خلق تجمعات بين الشركاء في التأمين وشركات إعادة التأمين للاستعداد والتخطيط لجعل التأمين على الحرائق اجباريا، حيث أن 99.99بالمائة تقريبا من إتاوات ومداخيل التأمين من الحرائق في الجزائر تأتي من الشركات الكبرى فقط والمصانع.

جمعيات تتهم جهات بالتخطيط لطرد سكان الغابات بالحرائق

وحول ذات الموضوع، قال رئيس اللجنة الولائية لحماية البيئة والمناخ بتيبازة، بن عزة دوادي، إن أعمال الحرائق في الغابات مدبرة، حيث أنّ هناك عصابات منظمة، تقوم بهذه الأفعال بهدف طرد الأهالي، والاستيلاء على الأراضي الغابية لتحويلها إلى مستثمرات.

وأكد أن بعض السكان في غابات بتيبازة غادروا سكناتهم وأراضيهم المتواجدة قرب الغابات، وهذا بعد حرق الغطاء الغابي، وبعدها تم الاستيلاء على هذه المواقع، لتحويلها إلى مستثمرات، حيث أن ما يحدث حسبه، في جبل شنوة من حرق للغابة، هو تحضير لتحويل الجبل إلى مصدر الحصول على الحصى “القرافي”، وهذا بعد تفتيت بعض الصخور والحجارة من الحجم الكبير.

وناشد بن عزة السلطات للتدخل، خاصة أنّ الكثير من العائلات غادرت الغابة والجبل في سنوات التسعينات خوفا من الإرهاب واليوم تغادر بعضها خوفا من الحرائق، وقال المتحدث إن الغابة باتت مصدر قلق وإزعاج في وقت يفترض أن تكون أماكن للراحة والهروب من ضجيج المدن.

مقالات ذات صلة