الرأي

برلمان الغمّة لإنقاذ الأمة!

قادة بن عمار
  • 7710
  • 21

ليست السلطة وحدها من يبيع “الخرشف” والهف للشعب بل هنالك أيضا المعارضة التي لم ترتح بعد من تبادل الاتهامات ونشر الفضائح والخلافات حول شرعية البرلمان، وما تزال حتى الآن تتنازع حقها في الكراسي، لتنطلق بعض الأصوات داخلها منادية بضرورة تشكيل لجنة من أجل حلّ أزمة الخليج والدفاع عن قطر في مواجهة الاتهامات التي تتعرض لها!!

عشنا وشفنا.. البرلمان غير الشرعي يريد أن يدافع عن شرعية قطر باستضافة حماس والإخوان!!

على الأقل النائب البرلماني الموريتاني الذي قيل إنه عرض بيع شمال بلاده للجزائر (ما دام نظامه يبيع ويشتري “والجار أولى من الغريب”) كان متصالحا مع نفسه، ويعرف جيدا قواعد اللعبة عكس لجنة البرلمان عندنا والتي تريد حلّ مشكلة عجزت عن حلها أمريكا وروسيا وتركيا وبريطانيا العظمى !!

-الأكثر إضحاكا في بيان الدعوة إلى تشكيل لجنة برلمانية لمساندة قطر، اهتمام أصحابها بما وصفوه “تنوير الرأي العام العربي والإسلامي بأبعاد المخطط الذي تتعرض له الإمارة الصغيرة ومن ورائها المقاومة”..هكذا ، الرأي العام العربي والإسلامي “حتّة وحدة” على رأي أشقائنا المصريين !!

البرلمان الذي لا يحترمه الرأي العام الجزائري، ولم يسمع به أحد، وصوّت عليه بضعة آلاف من الجزائريين في انتخابات قاطعها الملايين يريد تشكيل لجنة لتوضيح أبعاد المؤامرة للرأي العام العربي والإسلامي برمته !!

كيف لبرلمان متآمر على شعبه أن يفضح أبعاد المؤامرة التي تتعرض لها شعوب أخرى في المنطقة !؟

-يبدو أن هؤلاء البرلمانيين، أرادوا توسيع نشاط بزنستهم، بعدما لم يعد “الداخل” يسع طموحاتهم فقالوا إن الأزمة بين قطر والسعودية، فرصة من ذهب للحصول على مزيد من الفوائد (البنكية) وجني المكاسب، وليس غريبا أن نسمع غدا بلجنة مضادة لدعم السعودية في حربها من أجل تكريس الزعامة على المنطقة، خصوصا أن موسم الحج على الأبواب ونحن نعلم أن أكثر فئة تحصل على جوازات سفر و”كوطة المجاملة” هي فئة المسؤولين والبرلمانيين!!

-اللجنة تريد الدفاع عن قطر باسم فلسطين ودفاعا على المقاومة (رغم أنها تستطيع أن تفعل ذلك مع غزة وحماس مباشرة !!).. وأخطر (بل وأتفه) جملة قرأتها في بيان الدعوة لزيارة قطر (فورا) هو “محاولة الضغط على حكومات المغرب العربي من أجل لعب دور لحل الأزمة والحيلولة دون وقوع العالم العربي والإسلامي في مستنقع دم جديد”!!

اللجنة التي لا تستطيع الضغط على وزير واحد في الحكومة من أجل حفظ كرامة الجزائريين ولم تضغط على حكومة سلال لأزيد من 6 سنوات من أجل أن يقدم برنامجه أمامها بل عجزت عن الضغط حتى للحصول على حقها الدستوري في جواب شفهي أو مكتوب لأسئلة نوابها، تريد أن تمارس ضغطا على الأنظمة والحكومات العربية لإنقاذ المنطقة!

هذا ليس مجرد “خرشف” مقلي بالزيت في ظهيرة يوم رمضاني حار، وإنما باذنجان بالياوورت في صبيحة العيد!!

مقالات ذات صلة