الرأي

بحر الشيطان

وهل للشيطان بحر؟ لا توجد خريطة جغرافية يحمل أي بحر هذا الاسم، ولكن بعض الأوروبيين أطلقوه على ما يسمى “مثلث برمودة” في المحيط الأطلسي، ومن قبلهم أطلقه بعض العرب على ظاهرة طبيعية هي “السراب”.
والسراب هو “خداع بصري يوهم الشخص برؤية أشياء لا وجود لها، مثال ذلك ما يراه السائر في الصحراء بحيرة ماء عن بعد حيث لا وجود للماء، وذلك نتيجة لانكسار الضوء الصادر عن الأجسام عند مروره خلال طبقات الهواء المختلفة الكثافة، فيعمل السطح الفاصل بين طبقتين هوائيتين مختلفتي الكثافة عمل مرآة تعكس الأشعة الضوئية الساقطة عليها بزاوية كبيرة”. (أنظر: الموسوعة العربية الميسّرة. مادة سرب”. وقد ورد هذا الاسم في القرآن الكريم عدة مرات منها قوله – عز وجل – في الآية 39 من سورة النور: “والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء، حتى إذا جاءه لم يجده شيئا…”.
لقد رأى الناس عربهم وعجمهم المجرم الصهيوني نتنياهو، رئيس الكيان الصهيوني المجرم في الحوار الذي أجرته معه قناة “LCI” وهو يحمل خريطة الوطن العربي باللون الأخضر، إلا إقليم “الصحراء الغربية” فكان باللون الأبيض، ومعنى ذلك أن هذا الاقليم ليس تابعا لمملكة مراكش، التي استولت عليه في وضح النهار بمؤامرة دنيئة حقيرة مع إسبانيا التي كانت تحتل الصحراء الغربية. ولعلها فعلت ذلك بعد ما تعهدت مملكة مراكش بعدم المطالبة بإقليمي سبتة ومليلة والجزر المراكشية التي تحتلها إسبانيا..
لقد أوهم الكيان الصهيوني المجرم نظام مملكة مراكش بالاعتراف بالاستيلاء على الصحراء الغربية كجزء من المملكة المراكشية في مقابل “ركوعه” أمام هذا الكيان الصهيوني واعترافه به. ومادامت القضية قضية “ركوع” فمملكة مراكش قائمة على هذا “الركوع”، الذي يمكنهم إلغاءه من “الصلاة” ولا يمكنهم إلغاءه من تقاليد المملكة التي يسمونها “شريفة”.
لقد سقط في أيدي نظام مملكة مراكش، فعاش متوهما أن الكيان الصهيوني المجرم يعترف بما يسميه “مغربية” الصحرا، فإذا برئيس هذا الكيان المجرم نتنياهو يرفع أمام “الأعمى والبصير” في العالم كله خريطة ليست الصحراء الغربية فيها جزءا من مملكة الحشيش التي يأمر “أمير المؤمنين” فيها بالفحشاء والمنكر، وينهى عن المعروف، ويتوقح فيزعم أنه من “آل محمد”.
لقد عاش نظام مملكة مراكش على وهم، وأوهم به نظما عربية أخرى، وظن الجميع أن رضا الكيان الصهيوني عنهم أهم من رضا الله – عز وجل – فسارعوا في إرضاء هذا الكيان، وفي النهاية سيكونون كمن رأى سرابا فظنه شرابا، فدعهم في سكرتهم يعمهون. فأي ثقة للعرب وللمسلمين فيكم – أيها الخانعون لبني صهيون – وأنتم لدينكم وقومكم خائنون؟

مقالات ذات صلة