منوعات
في ندوة ستتعرض لأعماله ومساره

بجاية تحتفي بالفنان الراحل إيدير في 25 سبتمبر الجاري

زهية منصر
  • 460
  • 0

“إيدير أبعد من صوت، عمل فني”.. هو عنوان اللقاء، الذي سيخصص لتكريم الفنان الكبير، إيدير، في بجاية، خلال تظاهرة فنية وثقافية، ستقام خلال الفترة الممتدة ما بين 25 و27 من الشهر الجاري.

الندوة التي يحتضنها مركز البحوث في اللغة الأمازيغية، ينتظر أن يحضرها عدد من الأكاديميين وطلاب الدكتوراه. وستخصص لمسار الفنان إيدير، وجهوده في إيصال الأغنية الجزائرية إلى العالمية، وكذا دوره في إعطاء الأغنية الأمازيغية بعدها العالمي، بمزج الفلكلور والآلات الموسيقية المختلفة.

وستجري أشغال الملتقى في شكل محاور، منها دراسة في الألحان والتهويدات التي اعتمدها إيدير في أغانيه، ومن خلال مسار إيدير، ستفتح الندوة نوافذ على الأغنية الأمازيغية بين غناء المؤلف والأغاني الشعبية والأصوات الشعرية الأمازيغية، وجماليات الأداء والموسيقي في أغاني إيدير التعبير عن الآخر، التعددية اللغوية الحوار الثقافي حضور المرأة في غناء إيدير.

وكان مركز البحوث في اللغة الأمازيغية قد وجه دعوة للمهتمين والباحثين لإعداد أوراق بحثية، بالأمازيغية أو العربية أو الفرنسية أو الإنجليزية، لتنشيط أطوار الندوة التي ستستعيد مسار واحد من المطربين الكبار، الذين فقدتهم الجزائر قبل عامين.

ولد إيدير، أو حميد شريت، في 1949 أيث لحسين باث ياني، بأعالي منطقة القبائل، قبل أن يغادر إلى باريس. وسكن أيضا حي ديار السعادة بالعاصمة، وهو طفل.

درس إيدير الجيولوجيا، لكن القدر أراد له مشوارا آخر، عندما عوض سنة 1973 أحد المغنين بالإذاعة الوطنية، لتسجيل أغنية للأطفال. وبالصدفة، كانت الأغنية التي ستخلد اسمه للأبد، وتخرج الأغنية الأمازيغية من الدشرة إلى العالمية “أفافا ينوفا”.

لم يكن إيدير ينوي أبدا دخول الفن رغم امتلاكه موهبة الأداء والتشويق، منذ الصغر، وكان يذكر دائما فضل أستاذه الذي قاده إلى العزف على الغيتار. اكتشف زملاؤه روعة عزفه، فصار عزفه أنيسه وأنيس زملائه، بعد ساعات العمل في إحدى المؤسسات البترولية، التي عمل بها لفترة. وكانت الصدفة هي التي حملت إيدير إلى الفن، عندما طلب منه أحد المنتجين تعويض مغنية غابت لأسباب قاهرة، فسجل “أفافا ينوفا”، التي كان لها نجاح غير متوقع، ووقعت شهادة ميلاد فنان.

في رصيد الفنان الراحل تسعة ألبومات فقط، لكنها تعادل مسارا كاملا، فلم يكن إيدير من الذين يصدرون كل سنة ألبوما، فقد كان يغيب لفترة، وعندما يعود تعود معه الأضواء والإعجاب والإبهار.. فقد نحج إيدير في المزج بين أنواع عدة من الموسيقى والآلات. الأمر الذي أعطى أغانيه عمقها الإنساني وبعدها الفني العالمي.

صدر له “أفافا إينوفا” عام 1973، “أراش ناغ” (أبناؤنا) عام 1979، وعاد بعد عشر سنوات عام 1986 بألبوم “القرية الصغيرة”، “الباحثون عن النور” عام 1993، و”ضفتان وأمل واحد” سنة 2002 “فرنسا بالألوان”، و”أذرار إينو”، وكان آخر ظهور له عام 2017 مع شارل أزنافور.

“لقد نشأت في عائلة متواضعة، تربيت على صورة والدي، وهو يخرج أغنامه فجرًا، ويعود بها مع غروب الشمس، نشأت مع جدتي ومع أمي، التي كانت تمخض حليب ماشيتنا. كان ما تقوله لي أمي ليس مجرّد كلمات، لقد كانت مدرستي الأولى، لقد كانت شاعرة بمواصفات زمنها، كان الناس يأتون من قرى بعيدة لسماعها، السبب في ما وصلت إليه، هو أنني لم أنس من أين أتيت”. هكذا قال إيدير يوما، متحدثا عن فنه، فموسيقاه مسكونة بالجذور مسكونة بيوميات وحياة البسطاء.

مقالات ذات صلة