-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بايدن “الإسلامي” و ترامب “العلماني” .. لمن ننحاز ؟

بايدن “الإسلامي” و ترامب “العلماني” .. لمن ننحاز ؟
ح.م

احتدمت معركة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وستدخل في أطوارها النهائية، بين جو بايدن المرشح الديمقراطي الراغب بالعودة للبيت الأبيض رئيسا يحمل إرث الرئيس السابق باراك أوباما حيث كان نائبا له، والرئيس دونالد ترامب المرشح الجمهوري الراغب بالبقاء لعهدة رئاسية ثانية يكتمل بها برنامجه الرئاسي المعلن .

بدأ جو بايدن يدور بحملته الانتخابية في الولايات الأمريكية حاملا أطباق “البيتزا” لإغراء الناخبين، وجذب تأييد القوى الإقليمية في أوروبا وآسيا وإفريقيا عبر الإعلان عن مواقف تتوافق مع سياساتهم التي تتعارض مع سياسات دونالد ترامب المغيرة لوجه التاريخ السياسي المعاصر، وتعزز دور القيادة الأمريكية للعالم على أنقاض البناء التقليدي المتوارث منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية .

لم ترق سياسة باراك أوباما لمعظم الدول العربية عندما كان بايدن نائبا له طيلة ثماني سنوات، إذ رأته الدول العربية المشرقية عرابا للتقسيم الذي اقترن باسم ” جو بايدن”، ومغذيا عشوائيا لما عرف بثورات “الربيع العربي” بالتزامن مع دبلوماسية هيلاري كلينتون، وعاملا بجهد كبير على إعادة تأهيل دور إيران في منطقة الشرق الأوسط عبر هندسة الاتفاق النووي دون اكتراث بالأمن القومي العربي .

سقطت ليبيا باسقاط نظام العقيد معمر القذافي المحكم، وألقت بالبلد الآمن الموحد في المستنقع الذي أطلقت عليه إدارة ” أوباما – بايدن- كلينتون ” اسم “الفوضى الخلاقة” .

وسبقها سقوط النظام التونسي بأيام في حراك شعبي لم يكن يملك أية رؤية مستقبلية، جاء بمختلف القوى السياسية غير المتجانسة فدخلت البلاد في أزمة سياسة اقتصادية أمنية، استقطبت القواعد الإرهابية على غفلة من الزمن .

ومهد سقوط نظام حسني مبارك في مصر إثر حراك شعبي مماثل، لصراع بين المؤسسة العسكرية وحركة “الأخوان المسلمون” التي استلمت السلطة لوقت لم يدم طويلا، خلف بؤرا إرهابية مازالت تنشط في شمال سيناء ومدن أخرى .

عمت الفوضى والخراب في مدن سوريا التي تشتت شعبها في حرب أهلية وانقسمت مدنها في خارطة مصالح القوى الخارجية الدخيلة وفق مخطط “الفوضى الخلاقة”، وقسمت اليمن وفقدت عاصمتها السياسية صنعاء في حرب طائفية داخلية دعت إلى تشكيل تحالف عربي لمواجهة تنظيم “الحوثي” المدعوم إيرانيا.

وتمكنت دول عربية أخرى من قطع مسار “الفوضى الخلاقة” وضمنت استقرار أنظمتها، وحافظت على أمنها القومي، لكنها اضطرت إلى إحداث تغييرات في هياكلها السياسية الحاكمة وتصالحت مع القوى الإسلامية التي أصبح لها تمثيل في تشكيلات حكومية .

مازالت سياسة “أوباما – بايدن ” آثارها التخريبية شاخصة في عدة دول عربية، وهددت أمن دول الاتحاد الأوروبي بموجات من النازحين هربا من هول كوارث حلت ببلدانهم جلبتها “الفوضى الخلاقة” .

سياسات كارثية في عصر حكم الديمقراطيين، رؤيتها لا تتفق مع قواعد الأمن القومي العربي، تخشى الدول العربية أن يذكي جو بايدن جذوتها لو عاد حاكما للبيت الأبيض، راعيا لـ “الفوضى الخلاقة” مستندا على مخطط “إعادة تأهيل دور إيران في الشرق الأوسط” عاملا على إسقاط نظام الرئيس التركي الطيب رجب أردوغان “العلماني بقيادة إسلامية” رغم ما سيخلفه من أزمة سياسية أمنية لها تأثيرها على الأمن الإقليمي والعالمي .

أعترف الرئيس دونالد ترامب الذي انطلقت حملته الانتخابية من البيت الأبيض بأخطاء سلفيه بوش الأبن وباراك أوباما، ورفض الالتزام بما أبرماه من اتفاقيات نقضها كليا، وانطلق متجاوزا آثار سياساتهما، مرسخا برنامجه في دورة رئاسية ثانية .

سياسة الرئيس دونالد ترامب،هي الأخرى لا تروق لبعض الدول العربية على صعيد الصراع “العربي – الإسرائيلي” ونظرته التي لا تضمن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية عبر كل أشكال الإجحاف التي تضمنتها “صفقة القرن” واعترافه بالقدس عاصمة موحدة لـ “الكيان الإسرائيلي”.

سياستان مختلفتان “ترامب – بايدن ” تجاه العالم والشرق الأوسط، وضعت العالم العربي في موضع الاختيار بينهما، وهو يترقب حسم معركتهما الانتخابية، فبين جو بايدن الديمقراطي الليبرالي اليساري، النازع نحو استقطاب التيار الإسلامي بشقيه، ظنا بقدرته في احتواء الإرهاب المتنامي، وبين دونالد ترامب الجمهوري المحافظ الراغب في استقطاب التيار العلماني “التنويري” الرافض لـ “أدلجة” الإسلام في كيان سياسي ستشتد معركة الانقسام العربي على ضوء الانقسام الأمريكي “الديمقراطي – الجمهوري”.

 فأيهما أفضل لمستقبل عربي مجهول بايدن أم ترامب ؟؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • من الحراك

    هده زؤيتك للمشهد وانت حر.. نحن نري العكس تماما ان سياسه بايدن كما تسميها كانت بشره خير علي بعض الدول المشرق والمغرب لانها بكل بساطه تخلصت من الديكتاتوريات التي كانت تجكمها القدافي صدام جسين ووووووقضت علي قهر وتهميش الاقليات في تلك البلدان تحت دريعه الامه والقوميه انه ريح الحريه الدي بدات هده الشعوب تستنشقه ثم ان مصطلح الوطن العربي لم يعد له مفهوم في هدا الزمان الواقع فرض نفسه اليمن السعوديه سوريا مصر ما يفرقهما اكثر مما يجمعهما العالم الجديد بتوجهات جديده وهده هي دينامكيه البقاء

  • Zinadine

    كلاهما يعادي العرب والمسلمين ولكن تاريخيا وإستراتيجيا الديمقراطين أكثر خبث وعداء للعرب والمسلمين من الجمهوريين أما حاضرا فترامب هو أقل الضررين فترامب مثل الديمقراطيين ولائهم للصهاينة واضح! ولكن ترامب لا يحابب إيران ويحاول إسقاط نظامها الإجرامي الذي سيخدم مصالح شعب العراق وسوريا ولبنان واليمن الذي يعاني من بطش وإجرام إيران الدامي!

  • امرك عجيب

    بايدن يغازل الاسلاميين لحاجة في نفس يعقوب .. والدليل انجازات اردغان تقلقه وقالها لو فزت ساحطمه ويريد تحطيمه مثلما حطموا العراق .الدول الاخرى الاسلامية يعتبرها بايدن خضرة فوق طعام ..ترامب الذي اظهر سياسته للعلن بانه عدو ولم يراوغ واكد للعالم انه يبتز في ال سعود ..العدو الظاهر افضل من المخادع