الجزائر
الجزائريون في مسيرات الجمعة 13:

بالسلمية منتصرون.. ولا رئاسيات حتى ترحل كلّ “الباءات”

الشروق أونلاين
  • 1618
  • 0
تصوير: جعفر سعادة

بنفس الحماس والحيوية، أعطى الجزائريون في الجمعة رقم 13 والتي يبدو أنها لن تتوقف عند هذا الرقم، دروسا في الصبر والحكمة والإصرار في تحقيق جميع مطالبهم رغم الصيام، الحرارة والرياح القوية، مستمرين في نفس التجنيد ومحافظين على “أجندة” أولوياته، ومنها رحيل الباءات ورفض انتخابات 4 جويلية والانتقال إلى الحل لسياسي وهو برنامج “Vendredi 13 “، لكن بلمسة سلمية تحضرية يصنعها الجزائريون.
أبدى المتظاهرون سواء في العاصمة أو باقي الولايات إصرارا كبيرا لمواصلة المشاركة الفعالة في الحراك إلى غاية تحقيق كل المطالب التي خرج لأجلها إلى الشارع منذ 22 فيفري الفارط، ليؤكدوا بصوت مدو الاستجابة لمطالبه في مقدمتها رحيل رئيس الدولة والوزير الأول ورئيس المجلس الشعبي الوطني، مع إصرارهم على إلغاء انتخابات جويلية تحت شعار “لا لانتخابات 4 جويلية”.

من غلق “غار الحراك” إلى غلق البريد

عقارب الساعة كانت تشير إلى الساعة التاسعة صباحا عندما بدأ يتوافد المتظاهرون إلى ساحات الحراك، إلا أن جمعة الـ13 من عمر الحراك عرفت طوقا أمنيا غير مسبوق من طرف قوات مكافحة الشغب، مدعومة بمدرعات الشرطة، بمحيط مبنى البريد المركزي، أو “ساحة الحرية” كما أطلق عليها منذ 22 فيفري الماضي، ما حال دون وصول المئات من المحتجين الذين أصروا على الوصول إلى سلالم البريد المركزي ورفع شعاراتهم والهتاف ضد رموز نظام بوتفليقة، مع تعليق يافطات ولافتات للتعبير عما يختلج صدورهم، حيث تم غلقها ولأول مرة في وجه الجزائريين، رغم محاولتهم لاختراق الحاجز الأمني، مرددين “من غلق غار الحراك، إلى غلق بيت الكعبة والنصر إن شاء الله لنا”، وفي هذه الأثناء امرأة في العقد الستين تصنع الحدث وتنجح في كسر الحاجز الأمني وترفع العلم في مدرجات البريد المركزي، وتهتف بـ”تحيا الجزائر”، تحت تصفيق المتظاهرين الذين رددوا بصوت واحد “حقارين حقارين ويقولو وطنيين”، وكذلك “شعب جيش خاوة خاوة”.

إلى ذلك، ورغم التعب والإرهاق بسبب سهرات رمضان والحواجز الأمنية فإن المتظاهرين لم يفقدوا رباطة جأشهم ولا حماسهم، بل إن المضايقات والعراقيل زادتهم عزما من أجل المضي قدما، مردفين “لن نترك من سلبوا الوطن يجهضون ثورتنا.. صامدون صامدون في طريقنا ماضون”، كما رددوا مطولا هتافات “الحراك حراك الشعب مطالبنا ماشي لعب”، قبل أن يطلقوا العنان لحناجرهم في سماء ساحة موريس أودان، الجامعة المركزية وساحة البريد المركزي، لترديد شعارات “لا شربة ولا شربات حتى تسقط العصابات”.

ولم ينس المتظاهرون كما جرت عليه العادة التأكيد على ضرورة رحيل كل من بن صالح وبدوي وكل رموز النظام البوتفليقي بعد ما رفعوا لافتة عملاقة كتب عليها “من قصر المرادية إلى دار البلدية.. تتنحاو قاع”، في الوقت الذي تم فيه التذكير بالنتائج التي حققها الحراك حتى الآن بعد ما تم ترديد هتافات “نحينا الخامسة وما زال فرنسا” في إشارة ضمنية إلى من بات يصطلح عليهم بـ”عملاء باريس”.

الشعب سيذهب إلى البحر وليس الانتخابات

انتهاء المصلين من صلاة الجمعة، كان إيذانا بانطلاق الحشود البشرية في مسيرات جابت الشوارع الرئيسية للعاصمة التي غصت كالعادة بالمتظاهرين الذين رددوا “هذا الشعب لا يريد الانتخابات” بعدما هتفوا بضرورة إسقاط حكومة بدوي، فيما استحضر البعض الرئاسيات المقبلة بطريقة هزلية، من خلال رفع لافتة كبيرة كتب عليها “النشرة الجوية ليوم 4 جويلية.. طقس مشمش وحار.. اذهب والعائلة إلى البحر”، كما كشف “الحراكيون” وسط ساحة موريس أودان النقاب عن “تيفو” عملاق حمل جملة من الرسائل المشفرة التي يود “فخامة الشعب” إيصالها إلى أعلى هرم في السلطة، مثل المطالبة برحيل بن صالح وحكومته المنبوذة شعبيا وسط رفض قوي وجماعي للإبقاء على يوم 4 جويلية كتاريخ لإجراء انتخابات رئاسية بعدما ردد المتظاهرون هتافات قوية مفادها “مكانش انتخابات يا العصابات” و”بن صالح فوطي وحدك الصندوق راهو عندك”، وكذلك “صائمون صامدون، للحراك مواصلون.. بالسلمية منتصرون”، “لا لانتخابات 4 جويلية”، “جيش بلادي يا عساس، الحراك هو الأساس”، وغيرها من اللافتات التي رفعها المشاركون في المسيرة.

بالمقابل، أشهر المتظاهرون العلم الوطني على امتداد مسافة المسيرة التي تموقعت في ساحة أول ماي عقب صلاة ثاني جمعة من الشهر الفضيل فيما تعالت لافتات وهتافات التحدي والتمسك بالسلمية ورباطة الجيش والثبات في وجه أي انشقاقات أو اختراقات أو مثبطات لعزيمة السعي المستميت من أجل التغيير الجذري والذهاب صوب جزائر غد جديدة خالية من الخوف والتبعية لأهواء فرنسا وعملائها في السر والعلن.

الأميار يصنعون الحدث في الشارع

وأهم ما ميز الجمعة رقم 13 هو المشاركة القوية للعشرات من المنتخبين المحليين، ورؤساء المجالس البلدية خصوصا من بجاية وتيزي وزو، البويرة، بومرداس وجيجل، حيث جابوا شوارع العاصمة انطلاقا من ساحة البريد المركزي وصولا إلى ساحة موريس أودان، وهم متوشحون دلالة على أنهم مسؤولون محليون، حيث هتف الأميار ومعهم رئيس المجلس الشعبي الولائي لتيزي وزو، على طول شارع عبد الكريم الخطابي إلى غاية البريد المركزي بشعارات “مكانش انتخابات”، إضافة إلى الهتاف بـ”النضال النضال حتى يسقط النظام”، فيما قال أحد الأميار وهو رئيس بلدية في بجاية للصحافة “أتينا اليوم هنا من أجل التأكيد على قرارنا بعدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية للرابع جويلية، لأنها مجزرة انتخابية” كما دعا إلى تنظيم مرحلة انتقالية تكرس فيها الديمقراطية.

مباركة شعبية لمحاكمة العصابة ومطاردة المفسدين

وتركت الشعارات المرفوعة اليوم، بمسيرة جمعة “النصر” كما أطلق عليها البعض بوجود آمال شعبية عريضة وهي معلقة على جهاز العدالة لأجل محاسبة كل من تورطوا في نهب أموال الشعب، على غرار تلك الهتافات التي رددت مطولا والقائلة: “يا قضاة الجمهورية شعبكم هو الشرعية”، إضافة إلى “يا قضاة يا قضاة حققوا في الملفات ولا تخونوا الأمانات” وكذلك: “يا عصابة جاء وقت المحاسبة”، “العصابة تحت المراقبة.. والعدالة مطالبة بتسليط أقصى عقوبة”، في إشارة إلى إقدام القضاء العسكري على اعتقال السعيد بوتفليقة، والمديرين السابقين لجهاز المخابرات محمد مدين وبشير طرطاق، الذين رفعت بشأنهم شعارات تطالب بمحاسبتهم على ما يصفها بعض الناشطين بـ”جرائم” مترتبة عن توقيف المسار الانتخابي في جانفي 1992.

يواصل صنع الحدث بمسيرات سلمية
الحراك الشعبي متفائل بالرقم “13” ومتشائم بالفلول

وقّع مواطنو شرق البلاد في الجمعة 13 مسيرات أخرى، حضورا قويا مع اختلاف الأجواء بين الربيعي في المدن الساحلية والمائل إلى الحرارة في المدن الداخلية والجنوبية، حيث انطلقت المسيرات بعد صلاة الجمعة وشارك فيها الجميع من مختلف الأعمار ومن الجنسين برغم تعب الصيام، وبقيت الهتافات والشعارات هي نفسها المطالبة بمحاسبة كل أفراد العصابة ورحيل الجميع بما فيهم السيد جميعي الأمين العام الجديد للحزب القديم.

متظاهرو جيجل: من أجل القطيعة مع النظام السابق

خرج الآلاف من سكان ولاية جيجل في مسيرة الجمعة الثالثة عشر من الحراك الشعبي المطالب بإخلاء النظام من كافة الوجوه القديمة، حيث تم رفع شعارات عديدة عاد بها غالبية المتظاهرين إلى المطالبة بإنهاء جذري لكل ما له علاقة بنظام بوتفليقة السابق.

ورغم اختلاف الرؤى حول مستقبل الحراك والحلول اللازمة، غير أن الهدف واحد للمتظاهرين ما جعل مسيرة الجمعة من أنجح المسيرات في الولاية منذ انطلاق الحراك الشعبي، وفيما أيّد الكثيرون مقترح الذهاب للانتخابات كحل عاجل لإنهاء الأزمة والدخول في مرحلة بناء جديدة، ردد آخرون شعارات مؤيدة لمقترح تأجيل الانتخابات لغاية الانتهاء من تصفية النظام واختيار وجوه جديدة لتسيير البلاد.
كما حافظ المتظاهرون على نفس المسار السابق انطلاقا من أمام مقر بلدية جيجل مرورا بمبنى الولاية إلى غاية الحي الإداري، ثم العودة إلى نقطة البداية مرورا بحي الوزيز والسيرك، وهناك تجمع المتظاهرون الذين استعملوا مكبرات الصوت في ترديد شعاراتهم المختلفة والتي صبت في مجملها حول المطالب الرئيسية للحراك وخطه الافتتاحي الذي ينص على إنهاء نظام الرئيس المستقيل بعد أن أوصل البلاد إلى طريق مسدود أدى إلى استفحال ظواهر اجتماعية غريبة عن المجتمع الجزائري، ما يستدعي استئصاله وتكوين نظام جديد وفق أسس تضمن مستقبلا واعدا للوطن.

أبناء بريكة يساندون الجيش ويتمسكون برحيل بقايا العصابة

لم يثن الصيام والحرارة المرتفعة أبناء بريكة بباتنة وهو يوم الجمعة الثالثة عشر من الحراك الشعبي، عن الخروج في مسيرة شعبية حاشدة بعد صلاة الجمعة مباشرة، حيث التقت جموع المواطنين في وسط المدينة وجعلوا منه نقطة انطلاق نحو مختلف الشوارع الرئيسية.
وقد بدا المتظاهرون أكثر إصرارا على تحقيق مطالبهم من خلال الهتافات والشعارات التي رفعوها، وألحوا فيها على رحيل بقايا العصابة، كما أبدوا تمسكهم بالجيش الوطني الشعبي وثقتهم المطلقة في قائد أركانه الفريق أحمد قايد صالح، وتكررت في المسيرة كثيرا هذه الهتافات: “جيش شعب خاوة خاوة، لا بدوي لا بن صالح رانا معاك يا قايد صالح”، “في رمضان خارجين ماراناش حابسين”، “النضال النضال قوتنا في وحدتنا”، “كي عرفوها قارصة هربوا الكل لفرنسا”، “ديقاج ديقاج والشعب دار الكوراج”، “شياتين سراقين نقولوها ماناش خايفين”.
وكانت المسيرة كسابقاتها سلمية وحضارية، راعى فيها الشباب الأماكن التي تتطلب خفض الأصوات كمحيط المستشفى، أما عند مرورهم بالمؤسسات الأمنية كمصالح الشرطة والدرك الوطني فقد كثفوا من ترديد الشعارات والهتافات المساندة للجيش الوطني الشعبي، والتي تؤكد ثقتهم في هذه المؤسسة السيادية. ولم يفترق المتظاهرون إلا بعد ترديد النشيد الوطني، لينصرفوا في سلم وهدوء تام.

إفطار جماعي للقادمين من خارج الولاية
إصرار بسكيكدة على تحقيق جميع مطالب الحراك
“الجيش جيشنا والدرك والشرطة إخواننا والسلمية سلاحنا”

لم يمنع ارتفاع درجة الحرارة في اليوم الثاني عشر من شهر رمضان المعظم سكان ولاية سكيكدة من الخروج للمشاركة في المسيرة السلمية الثالثة عشر منذ بداية الحراك الشعبي الذي انطلق في الثاني والعشرين من شهر فيفري الماضي والثانية منذ حلول شهر رمضان المعظم، حيث أصر فيها أبناء الولاية 21، على مواصلة النضال إلى غاية تحقيق مطالبهم وهو ما لخصه الشعار الذي تم رفعه خلال المسيرة السلمية التي انطلقت من حي 20 أوت 1955 وجابت الشارع الرئيسي وصولا إلى ساحة الحرية، حيث تمكن المتظاهرون من اجتياحها.
وتضمن الشعار عبارة “سنواصل النضال إلى غاية تحقق جميع مطالبنا في شهر رمضان المعظم” و”الشعب صبر 7 سنوات لتحرير الأرض، سيصبر 7 سنوات لتحرير الإنسان”، و”تحيا الجزائر- يا شعب اقطع الغدر وارموها في البحر أو النهر أو احرقوها بالنار والجمر”، مرددين هتافات تندد بالباءات الباقية ومن خلفها وتطالب بسقوطهم وكل رموز الفساد.
كما ثمنوا الاعتقالات الجارية في الجزائر إثر توقيف رموز الفساد المتهمين بالفتنة والتآمر ضد الجيش الوطني الشعبي، وأشادوا بدور الجهات الأمنية المشتركة وهذا ما لخصه شعار “الجيش جيشنا والدرك والشرطة إخواننا والسلمية سلاحنا”، وطالبوا برحيل العصابة والآفلان والارندي، كما رفضوا المشاركة في انتخابات 4 جويلية، مرددين لا انتخابات مع العصابات، كما حملوا أيضا شعار “لا لمسرحية الفراغ الدستوي”، مطالبين بتطبيق المادتين 7 و8، كما ختموا هذه المسيرة الضخمة بتنظيم إفطار جماعي بساحة الحرية لفائدة المشاركين في الحراك الشعبي والقادمين من مختلف بلديات الولاية البالغ عددها 38 بلدية.

القسنطينيون متمسكون برحيل بن صالح وبدوي

جدد سكان قسنطينة، ظهر الجمعة، خروجهم في مسيرات حاشدة إلى الشارع، للتعبير عن تمسكهم بمطالبهم التي رفعوها خلال الأسابيع الماضية من الحراك، وفي مقدمتها ضرورة إلغاء الانتخابات الرئاسية المقررة مطلع شهر جويلية المقبل، ورحيل ما تبقى من الباءات من وجوه النظام القديم، وفي مقدمتهم رئيس الدولة عبد القادر بن صالح ونور الدين بدوي وحكومته.
القسنطينيون من رجال ونساء، وشيوخ وشباب خرجوا، ظهر أمس، في مسيرة حاشدة بوسط المدينة، رفعوا فيها شعارات مكررة لمسيراتهم السابقة للتعبير عن تمسكهم المطلق برفض إجراء الانتخابات الرئاسية في ظلّ بقاء عبد القادر بن صالح كرئيس للدولة، ونور الدين بدوي وحكومته.
المتظاهرون الذين لم تمنعهم درجة الحرارة المرتفعة ولا الصيام، في ثاني جمعة من شهر رمضان، من ترديد العديد من الشعارات الداعية إلى ضرورة مواصلة محاسبة الفاسدين وهتفوا “كليتو البلاد يا السراقين” كما هتف المتظاهرون المتظاهرون “جيش بلادي يا شجعان.. احم بلادك من العديان” وعبروا عن تمسكهم بمواصلة حراكهم ومسيراتهم السلمية إلى حين تلبية كل المطالب المرفوعة وارتفعت أصوات المتظاهرين بوسط المدينة “سلمية سلمية.. مطالبنا شرعية” وغيرها من الشعارات الأخرى، التي أبدع المتظاهرون في نقلها من خلال هتافاتهم أو من خلال اللافتات التي رفعوها.

في مسيرة حاشدة تحت درجة حرارة مرتفعة
القالميون بصوت واحد: لا انتخابات حتى يرحل بن صالح والحكومة

تحدى المواطنون بولاية قالمة، ارتفاع درجات حرارة الجو، في ثاني جمعة من شهر رمضان المعظّم، وخرجوا، ظهر أمس، بالآلاف من مختلف فئات المجتمع، في مسيرة حاشدة، جابت المسلك المعتاد للمسيرات التي دأب القالميون على تنظيمها بعد صلاة كل جمعة منذ بداية الحراك الشعبي.
المتظاهرون جددوا مطالبهم الأساسية المتمثلة في ضرورة رحيل كل من تبقى من رموز النظام السابق، وخاصة منهم رئيس الدولة عبد القادر بن صالح ونور الدين بدوي وطاقمه الحكومي، ومواصلة محاسبة كل الفاسدين، حيث رددوا شعارات “كليتو البلاد يالسراقين “.. “الأفلان ديقاج.. الأرندي ديقاج” وغيرها من الشعارات الأخرى التي رددها المتظاهرون الذين جددوا رفضهم القاطع للانتخابات الرئاسية المقررة في الرابع من جويلية المقبل، بوجود بن صالح وبدوي، وهتفوا “ماكانش انتخابات مع العصابات”.
المتظاهرون الذين جابت مسيرتهم مختلف الشوارع الرئيسية بوسط مدينة قالمة، على غرار شارع أول نوفمبر، وشارع سويداني بوجمعة الذي أضحى ملتقى المتظاهرين للجمعة الثالثة عشرة على التوالي، قبل الوصول إلى ساحة 19 مارس أين يوجد النصب التذكاري المخلد للرئيس الراحل هواري بومدين، ومنه إلى أمام مقر الولاية.
المتظاهرون الذين لم تمنعهم الأجواء الحارة المتزامنة مع الصيام من مواصلة حراكهم، رددوا “صامدون .. صامدون” في تأكيد منهم على تمسكهم بمواصلة الحراك والخروج في المسيرات السلمية ، حتى تحقيق المطالب المرفوعة من طرف الشعب، الذي أبدع في صنع أجمل الصوّر في التعبير عن مطالبه وبشتى الطرق السلمية.

حراك ميلة يتمسك برحيل الباءات

خرج المواطنون بولاية ميلة، عقب صلاة الجمعة، في مسيرات شعبية ضمن الحراك المتواصل للجمعة الثالثة عشرة، في أغلب البلديات الكبرى كعاصمة الولاية ميلة، شلغوم العيد، تاجنانت، القرارم قوقة، وادي العثمانية، التلاغمة، فرجيوة وغيرها، للتأكيد على ضرورة الاستجابة لمطالبهم التي يرون بأنه لم يتحقق منها سوى القليل، متمسكين بعدم إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة إلى غاية رحيل كل رموز النظام السابق بباءاته الثلاثة.
وقد شهدت  الشوارع الرئيسية والساحات العمومية خروج آلاف المتظاهرين متوشحين الرايات الوطنية بعاصمة الولاية ميلة، أين تجمعوا بساحة عين الصياح لتنطلق المسيرة كالعادة باتجاه مقر الولاية، مرددين هتافات وشعارات تؤكد على رفض الانتخابات المقبلة إلى غاية رحيل “العصابات”، مرددين العبارة الشهيرة “ترحلو يعني ترحلو”، “صائمون للنظام رافضون”، “لا بدوي لا بن صالح لا لحكومة المصالح” ـ “مصممون مصممون إلى غاية استئصال الورم”، “يد واحدة للتغيير وبناء الوطن” ، “صايمين خارجين فاطرين خارجين”.

“جيش.. شعب.. خاوة خاوة” تدوّي في تبسة

رغم حرارة الطقس والتي فاقت الثلاثين، في مدينة تبسة، فإن المئات من سكان ولاية تبسة، خرجوا في مسيرة تأييدا للمطالب المرفوعة من الجمعات الماضية، وقد رفع المتظاهرون، الذين تنقلوا بين ساحة النصر وجدارية الشهداء، لافتات وشعارات تأييدا للجيش الوطني الشعبي، ومؤيدة للقرارات المتخذة خاصة ما يتعلق بمحاربة الفساد ومحاكمة رؤوسه، وندد المتظاهرون، بمن يحاول زعزعة الثقة بين قيادة الجيش والشعب، حيث رفعوا لافتة كبيرة عليها شعار “جيش شعب، خاوة خاوة”، مؤكدين بأن أبناء بن باديس، سيهزمون وأنصار باريس والذين سيجرون خيبتهم مثل ما جروها بالأمس على يد أبناء نوفمبر، الذين حرروا الأرض والآن يتم تحرير الإنسان من عصابات ظلت جاثمة على عناق البشر.

المطالبة برحيل بدوي وبن صالح في أم البواقي

شهدت مدينة أم البواقي، ظهر الجمعة، مسيرة حاشدة، لتجديد مطالب الحراك والتعبير عن إصراره على رحيل كل رموز النظام السابق، دون استثناء، وسار المتظاهرون هاتفين بإلغاء الانتخابات، ورحيل نور الدين بدوي وعبد القادر بن صالح حالا، مع تطبيق القانون، ومواصلة مسيرة المحاسبة، حتى تطال كل رؤوس الفساد على المستوى الوطني والمحلي. المسيرة كانت قد بدأت بتجمع المتظاهرين بالساحة العمومية، بوسط المدينة، ليتضاعف عددهم بتوافد المواطنين من أحياء ومساجد المدينة، لتنطلق المسيرة الحاشدة، عبر الشوارع والأحياء الرئيسية، رافعين الأعلام الوطنية، ولافتات تطالب بتغيير النظام، ورحيل رموزه وتسليم البلاد للشباب الأكفاء، للدخول إلى الجمهورية الجديدة، بوجوه جديدة وبنظام سياسي واقتصادي واجتماعي جديد، وبعدالة حرة مستقلة، داعين إلى الوحدة الوطنية والمحافظة على الوطن بمرافقة الجيش الوطني الشعبي وكافة الأجهزة الأمنية.

عاصمة الحضنة تهتز على وقع الحراك
متظاهرون بالمسيلة: “ترحلون بإذن الله”!

جدد المتظاهرون سلميا في الجمعة 13 بالمسيلة، منذ بداية الانتفاضة الشعبية، بالمطالب المرفوعة خلال الأسابيع الماضية، وبدا المحتجون متمسكين بها من أجل الوصول إلى جزائر أفضل تسود فيها العدالة الاجتماعية والحرية والنمو الاقتصادي والحقوق والحريات، وهي الجزائر التي ضحى من أجلها مليون ونصف شهيد من أجل رؤيتها.
ولم يتخلف المئات من المواطنين في كل من بوسعادة وعاصمة الولاية، عن ضرورة رحيل كافة رموز النظام البائد الذي خرب البلاد ونهب خيراتها وثرواتها ورهن مستقبل أبنائها، ولم تمنع الحرارة وتأثير الصيام في المحتجين الذين أقسموا على رحيل بن صالح وحكومة الوزير الأول الجديد، مع رفض إجراء الانتخابات الرئاسية المقررة في 4 جويلية المقبل، حتى يرحل باقي رموز النظام وترحل العصابات التي عاثت في الأرض فسادا.
وقال هؤلاء الذين رددوا هتافات وشعارات لا تختلف عن الجمعات السابقة، من أبرزها “باذن الله ترحلون ولا تراجع لا استسلام حتى يرحل النظام”، و” يا ديغول هز أولادك”، في إشارة إلى بعض المسؤولين المتهمين بموالاة المستعمر وغيرها من الهتافات.
كما شدد المتظاهرون على ضرورة أن يلعب جهاز القضاء الدور الرئيسي في تطهير البلاد من براثن الفساد والمفسدين، من خلال عدم التسامح مع الموقوفين مؤخرا بتهم التآمر على سلطة الدولة والجيش وكذا الوزراء والإطارات الذين يتم سماعهم، حيث يستوجب عليهم نيل نصيهم من الحساب والعقاب بعد عقدين من النهب والفساد على حد تأكيدات المحتجين، خاصة في ظل الضمانات التي قدمتها قيادة الجيش.

البجاويون: قلنا “لا” يا بن صالح.. لا أنت ولا انتخاباتك!
مائدة إفطار جماعية للصائمين القادمين من مناطق بعيدة

خرج آلاف البجاويين، من مختلف الأعمار والفئات، في مسيرة الجمعة رقم 13 والثانية منذ بداية شهر رمضان، كلهم حيوية ونشاط، انطلقت من ساحة دار الثقافة الطاوس عمروش بشعار “صائمون صامدون وللنظام رافضون” وصولا إلى ساحة حرية التعبير سعيد مقبل، مرورا بمقر الولاية قبل أن يجوب الطوفان البشري باقي الشوارع الرئيسية لمدينة بجاية باتجاه الميناء أين تم إنزال أول “تيفو” بهذه الولاية، وذلك منذ بداية الحراك من أعلى ساحة أول نوفمبر “ڤيدون” سابقا.
وردد المشاركون في هذه المظاهرة العديد من الشعارات التي تطالب في مجملها برحيل بقايا النظام، وذلك طوال مسار المسيرة منها “تتنحاو ڤاع وتتحاسبو ڤاع” و”لا بن صالح ولا بدوي” و”قلنا لا يا بن صالح.. لا أنت ولا انتخاباتك” و”كليتو لبلاد يالسراقين” و”لا لانتخابات 4 جويلية” و”نعم لتفعيل المادتين 7 و8″ و”جزائر حرة ديمقراطية”، حيث أصر في هذا الصدد المشاركون في مسيرة بجاية على إسقاط الانتخابات الرئاسية في ظل غياب ظروف نزاهتها وشفافيتها.
ووجه البجاويون مرة أخرى رسائل قوية للسلطة التي ترفض حسبهم إلى غاية الساعة الاستجابة لمطالب الحراك، حيث قالوا إن هذه الأخيرة التي لا تزال تواصل سياسة الهروب إلى الأمام بحلول ترقيعية، إذ طالب في هذا السياق العديد من الموطنين بضرورة “وضع حد للمسرحيات والاستجابة لمطالب الشعب على رأسها رحيل جميع وجوه النظام”.
كما أكدوا تمسكهم بموقفهم الرافض لانتخابات بن صالح، فيما استغرب آخرون الطريقة التي يتم بها استقبال رموز النظام عند بوابة المحكمة “سيارات فخمة وحماية خاصة.. وفوق ذلك تحية”، في حين أشار مواطن آخر “نريد وطنا يكون سكنا، يعلو فيه صوت الحق، يعيش فيه الفقير، لا يبكي فيه اليتيم، يعالج فيه المريض، لا يشرد أبناؤه، فيه كرامة الإنسان، فيه أمن وأمان، تحترم فيه قواعد الديمقراطية وأن يكون الحكم للأغلبية وأن يعلو القانون فوق كل عقلية عنصرية دشروية”، أما مواطن آخر فقد رفع لافتة دون عليها “ربنا تقبل منا الصيام والقيام وإسقاط النظام”. وتزامنا مع ذلك فقد شرع بعض الشباب في التحضير لمائدة إفطار جماعية لفائدة المواطنين الذين قدموا من البلديات والقرى البعيدة، وذلك بالقرب من مقر الولاية.

فيما ثمنوا محاكمة المتسببين في هلاك البلاد
مواطنو سعيدة ضد انتخابات يشرف عليها الفلول

ثاني حراك شعبي في رمضان، ورغم حرارة الطقس وعامل الصيام، جدد مواطنو سعيدة، أمس، موعدهم مع مسيرات الجمعة، التي حملت هذه المرة عديد الشعارات تبرز إصرارهم على رحيل باقي رموز النظام، ورفع مطالب ازداد سقفها لتفكيك العديد من رؤوس العصابة، ومحاسبتها عن جرائم تبديدها للمال العام وهضم حقوق الشعب.
كما عبرت الحشود الغفيرة التي شاركت فيها مختلف شرائح المجتمع من تنظيمات ونقابات وجمعيات وفنانين عن تركيزها على مطلب التغيير الجذري للنظام والحاشية الفاسدة المحيطة به، قبل أن يتجمع المتظاهرون كالعادة في ساحة الأمير عبد القادر بوسط مدينة سعيدة، لمواصلة حراكهم الشعبي كباقي ولايات الجزائر العميقة.
وحسب رأي من سجلوا حضورهم القوي في تصريحهم للشروق، فإن المناورات التي ينتهجها النظام السائد فيها تضييع للوقت، وهي محل رفض منهم، معربين عن أسفهم بخصوص الوضع السياسي المتأزم بفعل تعنت هؤلاء، وملحين في المقابل على ضرورة الرحيل العاجل لباقي الباءات المرفوضة من طرف الشعب، مع رفض انتخابات رئاسية على مقاس النظام المنبوذ.

حراك معسكر يساند الجيش ويطالب بتسريع إجراءات المحاسبة

انطلق ومباشرة بعد صلاة الجمعة، مواطنو ولاية معسكر في المسيرة رقم 13 كعادتهم من ساحة الأمير عبد القادر بقلب المدينة، وتوجهوا نحو كبريات المحاور والشوارع، حيث كان الجو مشجعا على المشي، مع الاعتدال الذي سجل في درجات الحرارة، وكانت الفرصة مناسبة للمطالبة مجددا بتعميق محاسبة المسؤولين الفاسدين واستدعائهم للقضاء الواحد تلو الآخر، مع وجوب التسريع في الإجراءات.
مواطنو معسكر جددوا أيضا مساندتهم القوية للجيش الوطني الشعبي والتفافهم حوله، حيث عادوا لترديد عبارات “الجيش الشعب.. خاوة خاوة”، وهذا في رد واضح على الأصوات والشعارات التي تقف ضد مساعي المؤسسة العسكرية.

مسيرات حاشدة في “الجمعة 13” بالجلفة

تواصلت المسيرات والحراك في الجمعة 13 في ولاية الجلفة، أين تجمع آلاف المواطنين أمام مقر الولاية، وساروا نحو وسط المدينة على شكل مسيرة. ورفع المتظاهرون شعارات ضد الوزير الأول و”جميع أفراد العصابة”. ولم يمنع الصيام المواطنين من النزول إلى الشارع والتعبير عن غضبهم والخروج بقوة للمطالبة بتغير النظام وإيداع باقي أفراد العصابة السجون.
وزكى متظاهرون بالجلفة جميع قرارات الجيش والفريق قايد صالح، وثمن المتظاهرون في هذه المسيرات إيداع أفراد العصابة السجن، وجر رؤوس الفساد نحو المحاكم من وزراء سابقين وجميع العناصر الفاسدة التي عاثت فسادا في البلاد حسبهم. وطالب المواطنون بتأجيل الانتخابات التي يشرف عليها أفراد العصابة، في حين انقسم الشارع بين مؤيد لتاريخ الانتخابات وبين معارض لها.

بعد امتداد التحقيقات في الفساد إلى الولاية
شباب البيض ينتقل إلى السرعة الثانية

انطلقت بعد صلاة الجمعة، ومن مختلف أحياء بلدية البيض، مسيرة الإصرار بمشاركة واسعة لكل أطياف المجتمع البيضي، جاب من خلالها المتظاهرون كبرى الشوارع حاملين شعارات موحدة تدعو بن صالح والنظام الحالي إلى الرحيل، منها “لا للباءات الثلاثة”، “العدالة لازم تتحرك”، وتم ذلك في ظل تنظيم محكم وسلمية وحضارية كالعادة، حيث سار الشباب المناهض للتمديد والمطالب بتغيير النظام عبر الشوارع الرئيسية لبلدية عاصمة الولاية، مرددين هتافات رافضة بشدة لبقاء النظام ولكل الوجوه التي ترمز له.
وشدد المتظاهرون على منع كل الجهات التي تحاول ركوب الموجة أو سرقة مجهود الشباب من تحقيق مآربها، في إشارة واضحة لبعض ممثلي الأحزاب الذين حضروا كأفراد للمسيرة، مثلما قام البعض بالتصدي لشعارات وعناوين حاولت بعض الأطراف رفعها لمصالحها الخاصة التي تتنافى مع إدارة شعب الحراك، إضافة إلى تركيز عدد من المشاركين في مسيرة البيض على فتح ملفات الفساد المحلي بعد استدعاء سيناتور سابق للتحقيق، وأنباء حول سماع وكيل جمهورية سيدي محمد لوالي الولاية.

مقالات ذات صلة