الجزائر
الوالي مطالب بزيارة القرية للوقوف على معاناة السكان

انزلاق التربة يهدّد قرية سلوم بالبويرة بالزوال والسلطات تتفرج

فاطمة عكوش
  • 636
  • 0
أرشيف

يعيش سكان قرية سلوم ببلدية اغبالو بالبويرة حالة من الذعر والخوف لا مثيل لها، بعد ظهور بوادر الخطر الذي يهدّد القرية بالزوال بسبب انجراف التربة الذي تعرفه المنطقة منذ 2003، في وقت تلتزم فيه السلطات المحلية والولائية الصمت، في انتظار حدوث الكارثة للتنقل لإحصاء والترحم على الضحايا، ما جعل لجنة عقلاء القرية تناشد والي البويرة زيارتهم وانتشالهم من خطر ظاهرة انزلاق التربة الذي قد يتسبب في كارثة بشرية، خاصة وأن العائلات تتخوف من تكرار مشهد عين الحمام بتيزي وزو التي هجرها السكان بسبب نفس المشكل.
سجلت من جديد الأسبوع الفارط قرية سلوم انزلاقا خطيرا للتربة معرضا بذلك حياة وأملاك السكان لخطر الموت، على مستوى عدة أماكن من الطريق الوطني رقم 15 و”احرقان” واشفر”، رغم عشرات التحذيرات والمراسلات للسلطات المعنية من طرف لجنة عقلاء القرية للأخذ بجدية مشكل انزلاق التربة بسلوم، والذي يعود إلى عام 2003، وكذا بعد كارثة مارس 2015 وما شهدته من هدم مباني 4 عائلات.
وبالإضافة إلى انجراف التربة الذي تعرفه المنطقة كلما تساقطت قطرات الأمطار ينقطع التيار الكهرباء، تتحول كل الطرق والمسالك إلى وديان، ما أدى إلى انجراف الطريق الوطني رقم 15 وتزايد قوة تدفق المياه، فمع غياب مسالك صرف المياه حدث انجراف يزيد عن 13 مترا طولا، ولولا تدخل السكان لتغير مسار المياه المتدفقة نحو الوادي وغلق الطريق بالأتربة، فقد تم تفادي انجرف كل المنازل الواقعة بالقرب من مكان الانجراف، كما انجر عن هذا الحدث ظهور الكوابل الثلاثة لمؤسسات “سون الغاز” و”الجزائرية للمياه” و”الجزائرية للاتصالات”، ما زاد من حجم الكارثة للخوف من حدوث أي انقطاع للكوابل والخطر الذي تشكله على حياة المواطنين، كما سجل انجراف الطريق المؤدي إلى قرية اواقوران بالمكان المسمى “اشفر” تماما.
وحسب الأمين العام للجنة عقلاء القرية في اتصال بالشروق، فإنه عند القطرات الأولى من تساقط الأمطار تتشكل وديان بالطرقات ما يسبب في استحالة التنقل وانقطاع الكهرباء وغياب تام لغاز البوتان، في ظل غياب السلطات فإن السكان يأخذون على عاتقهم حلا لمعاناتهم منذ سنين ولكن إلى متى؟.
وأضاف جمال سليماني أنه رغم أن حياة السكان مهددة بالخطر الحقيقي، إلا أنه لم يتنقل أي مسؤول مهما كان للوقوف على حجم الكارثة، والأكثر غرابة أن المسؤول الأول والأخير على هذه الكارثة هي مديرية الأشغال العمومية (مقاطعة أمشدالةـ مديرية الولائية) إلا أنها لم تأخذ أي إجراء لتفادي الكارثة قبل حدوثها وأكثر من ذلك أنها لم تحضر إطلاقا للوقوف على الكارثة، ولم تقم بوضع شارات الخطر للحفاظ على الأرواح، كما أن مديرية الكهرباء والغاز لم تقم بأخذ التدابير اللازمة للحفاظ على “الكابل”، أما مديرية اتصالات الجزائر بأمشدالة لا تعلم أصلا بوضعية الكابل المعلق، وبدورها مديرية المياه فهي الأخرى لم تتنقل للمعاينة ولا لأخذ تدابير للحفاظ على “الكابل” للتزود بالماء.
من جهتها تنقلت الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بالشرفة لمعاينة مكان الانزلاق ووضع شارات انتباه للخطر بالطريق، وأضاف محدثنا أن كل السلطات المحلية غير منشغلة بأرواح وممتلكات السكان بل تكتفي بإنجاز تقارير مغلوطة للمسؤولين دون مغادرة مكاتبهم وتبقى وللأسف الشديد مجندة لما بعد الكارثة لتقديم أرقام الضحايا وكفى.
للتذكير فإنه خلال أول زيارة رسمية للوالي السابق لبلدية اغبالو في نوفمبر2017 تدخل ممثل لجنة العقلاء ووجه نداء للتدخل بخصوص انجراف التربة بسلوم، كما قامت لجنة العقلاء بتوجيه مراسلة خاصة بانزلاق التربة لكل السلطات مؤرخة في 20 سبتمبر 2018، وكان رد السلطات من خلال لجنة تنقلت في 30/04/2018 ومن ضمن الإجراء المتفق عليه من طرف اللجنة تسجيل عملية صرف المياه وتحسيس السكان بعدم مسّ مسالك الصرف وكأن المواطن هو من تسبب في غلق هذه المسالك..؟.
وأمام خطورة الوضعية خلال هذه الأيام التي شاهدت تساقط الأمطار الغزيرة، توجه لجنة العقلاء نداء عاجلا لوالي البويرة للتنقل إلى القرية والوقوف على حجم الخسائر وهذا قبل زوال القرية نهائيا، وعدم الاكتفاء بالتقارير المغلوطة الموجهة للمسؤولين والذين لا يغادرون مكاتبهم حتى حدوث الكارثة لإحصاء الضحايا.

مقالات ذات صلة