الرأي

انتهى مسلسل “تكوير” الشعب!

قادة بن عمار
  • 18613
  • 27

الخيبة التي شعر بها الجزائريون عقب هزيمة “لوزاكا” في زامبيا قبل ثلاثة أيام، والتي قد تتكرر اليوم بمناسبة مباراة العودة في قسنطينة، ليست خيبة إقصاء كروي وحسب، وإنما خيبة انكسار شامل، ومرارة ما بعدها مرارة سببها فقدان آخر شيء كان يسمح للجزائريين بالبقاء على قيد التفاؤل في هذا البلد الكئيب اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا!

هذا الكلام ليس فيه مبالغة، فـ”كرة القدم” تحولت في السنوات الأخيرة وتحديدا ما بعد “أم درمان” إلى “شجرة” كبيرة تغطي غابة من الإفلاس، وباتت العمود الذي يرفع الخيمة، والأمل الذي يعيش عليه معظم الجزائريين، كبارا وصغارا، ولعل في صدمة الإقصاء ما قد يوقظ فينا آخر رغبة بالنهوض مجددا، أو يحرضنا على المحاسبة وعدم قلب الصفحة وكأن شيئا لم يكن.

يتساءل البعض: هل سيدخل الجزائريون إلى ملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة هذا المساء؟ أم أنهم سيقاطعون المنتخب غضبا واحتجاجا؟ والأحرى، أن لا نطرح السؤال بهذا الشكل طالما أن المسألة “كرويا” محسومة، ولا مفر من الإقصاء، لكن السؤال الحقيقي: ماذا بعد؟ ولماذا باتت سمعتنا كبلد ترتبط بجلد منفوخ؟ وهل سنحاسب المسؤولين؟ أم أننا سنعتبر الأمر مجرد إقصاء وانتهى الكلام!؟

الفضيحة لا علاقة لها برئيس الفاف خير الدين زطشي وفقط، إنما بدأت قبله بسنوات، حيث ترتبط بسلوك سياسي مباشر اتخذ من الكرة وسيلة للتخدير، وجعل من الانتصارات سببا لربح مزيد من الوقت، لذلك جاء الفشل في احتضان كأس إفريقيا أمام الغابون، ممهدا ليخاف السياسيون من انتهاء مفعول المخدر، كما أن اللاعبين المستوردين الذين قلنا إنهم يلعبون من أجل سمعة القميص ورفع العلم الوطني، تبين أن معظمهم يلعب من أجل المال، تماما مثل المسؤولين الذين جعلوا من التأهل والانتصارات المتكررة، سببا للاستمرار في سياساتهم الفاشلة!

زطشي ومن معه، ليسوا سوى الجزء الظاهر من جبل جليدي فاسد، فالرجل ليس أول “بيزنسمان” يدخل مجال الكرة، بل فعلها قبله الحاج روراوة ولكن باحترافية شديدة، فقد كان رجل دولة و”ابن نظام”، وليس هاويا مثل رئيس بارادو، لكن زطشي أو ألكاراز ومن يريد التضحية بهما بعد العيد، لا يهتم لمسألة النهوض بالكرة ولا بإنقاذ سمعة الجزائر رياضيا وسياسيا، وإنما يبحث عن رأس كبيرة لإقناع الشعب أن تغييرا قد وقع، ويا ليت الجزائريين، يدركون هذه المرة أنه وبدلا من المضيّ في سياسة ذبح “الخرفان” يتجهون أكثر إلى المحاسبة الفعلية، المحاسبة التي تجعلهم يفضحون المسؤول المباشر عن تسييس الكرة وتكوير السياسة!

مقالات ذات صلة