الرأي
لمنع أحفاد قتلة الأنبياء من ابتزاز كنيسة السيد المسيح

انتصار أمة محمد لنصرانية يتربص بها التهويد

حبيب راشدين
  • 12469
  • 0

حروبنا السابقة مع الفرنجة والصليبية المتحكمة في مخيلة العرب والمسلمين تمنعهم اليوم من التمييز بين الأعداء، وتحجب عنهم استخلاص ما تفعله الصهيونية العالمية والفكر العلماني المعادي للدين، من ابتزاز وإهانة للمقدس المسيحي ولحبر الكنيسة الكاثوليكية، كما فعلوا مع البابا بنديكت السادس عشر في زيارته الأخيرة للأراضي المقدسة، والتي لا تقل عما يفعله الصهاينة والفرنجة العلمانيون بالإسلام والمسلمين، بما يدعو اليوم المسلمين إلى واجب التعاطف مع الكنائس النصرانية التي تهدمها العلمانية لمصلحة الصهيونية، والتعامل مع النصرانية المقاومة للصهيونية إن لم يكن كحليف، فعلى الأقل كشريك في هزيمة الصهيونية العالمية.

لو أن الإعلام العالمي المغلوب على أمره اطلع على فحوى الرسالة القصيرة التي وضعها البابا بنديكت السادس عشر، الحبر الأعظم للكنيسة الكاثوليكية داخل حائط المبكى يوم الثلاثاء الماضي، لكان قرأ النص التالي أو ما يعادله باللاتينية القديمة: “مكره أبوكم البابا لا بطل” لأن بابا المسيحية في زيارته الأولى لموطن ولادة السيد المسيح سلام الله عليه، جرت تحت الضغط والإبنزاز قبل الزيارة وأثناءها، وبعد انتهائها، بإيعاز من الآلة الدعائية الصهيونية التي تحركت على أصعدة كثيرة منذ انتهاء مذبحة غزة، لا يعادلها في الشدة والضراوة سوى شدة ارتداد الموقف العربي الرسمي والشعبي إلى مواقع آمنة خلف خطاب الاعتدال المهين للعرب والمسلمين.
 
والواقع أنني وجدت نفسي أميل إلى أتعاطف مع حبر النصارى بالرغم من تصريحاته السابقة المهينة للإسلام، والتي تكون هي الأخرى قد صدرت منه تحت ضغط نفس الأوساط الصهيونية، ولم يترك له أي هامش للاعتذار عنها حتى وهو يكرم، في الأردن بفتوى من الملك الصغير، بتحليل دخول البابا بيت من بيوت الله، من غير خشية أن يناديه منادي من السماء: أخلع نعليك أيها الحبر إنك في بيت من بيوت الله، ثم إنه أول حبر من أهل الكتاب تطأ أقدامه مسجد أولى القبلتين وثالث الحرمين، بعد أن دخله عنوة السفاح شارون.

 .
 
ابتزاز الكنيسة بجرائم الحكومات العلمانية 
لقد لقي الحبر الأعظم للنصارى من الإعلام الغربي، قبل زيارته للأرض التي بارك الله ما حولها، ما لم يتعرض له أي بابا في العصر الحديث. فقد تحامل عليه كتاب الأعمدة والرسامون الكاريكاتوريون، وكل من عمدته الصهيونية العالمية كحارس بوابة في وسائل الإعلام، لتأديب العصاة من جميع الملل والنحل، ممن تسول لهم أنفسهم انتقاد الصهيونية، أو حتى معاتبة إسرائيل على اللمم من جرائمها، ناهيك عن ذكر المحارق التي يرتكبها أحفاد من يدعون أنهم كانوا ضحايا الهلكوست.

 .
 
زيارة رسولية تحت ضغط قتلة الأنبياء
 لقد تحاملوا على حبر النصارى في عقر داره، في سياق القدح العلماني والصهيوني والسخرية من الرسالات السماوية، ومع ذلك فإن الكنيسة الكاثوليكية التي برأت في الستينيات يهود الأمس واليوم من دم السيد المسيح، كفارة عن محرقة نصارى الفرنجة ليهودهم، لم تعد تقوى على رد الأذى عن حبرها الأعظم، وكيف تقوى وهي التي انهزمت منذ بداية العصر النوراني الإلحادي عن رد أذى المسيحيين أنفسهم للسيد المسيح، الذي لم يعد له بين مسيحيي الغرب حواريون يستنفرهم قوله: »من أنصاري إلى الله«.
 
قبل أن يصل البابا إلى فلسطين المحتلة، ويضطر إلى زيارة المعالم المسيحية المقدسة تحت راية “قتلة” المسيح العبراني بالأمس، وقتلة المسيحيين العرب اليوم، كان قد أحيط به، وغلقت عليه الأبواب، وابتز بمساومات لم يخضع لها أي رئيس دولة من قبل، في ما ينبغي عليه أن يقوله لإرضاء الصهاينة، وما يتوجب عليه من أفعال وحركات وصلوات حتى ترضى عنه اليهود والنصارى المتصهينين. فالرجل متبوع بتاريخه القديم، قبل أن يهب نفسه للمسيح بمعاشرة للشباب الهتلري قبل الحرب، لم تكن وقتها آثمة، وهو ملاحق بتهمة هي أعظم في تقدير اليهود الصهاينة وحلفائهم من صهاينة النصارى، بما لمسوا في مواقف الحبر من تطلع وطموح مشروع نحو إعادة الاعتبار للكنيسة الكاثوليكية، التي فقدت رعاياها في الغرب خاصة منذ أن ارتدت عن المعتقدات الأصولية في مجمع “فاتيكان أثنين” في الستينيات من القرن الماضي، ورأت في قراره الأخير برفع الحكم الآمر بالإقصاء الكنسي من الرحمة عن قساوسة متهمين بنكران المحرقة اليهودية، رأت فيه بادرة خطيرة، قد تشجع غيرهم على إعادة فتح ملف نكران المحرقة الذي جرمته الحكومات الغربية العلمانية.
 
كثير من المثقفين العرب ومن الزعامات الإسلامية دخلوا في مزايدة قاصرة مع الصهاينة، في اتجاه الضغط على الحبر وحمله على اتخاذ مواقف، لم نفلح كعرب ومسلمين في إقناع حكامنا، وبعض مشايخنا ومراجعنا، كما يقول الإخوة الشيعة، باتخاذ ما هو دونها. وإلا كيف نطالب الحبر الأعظم للكنيسة بزيارة غزة المكلومة التي لم يزرها وزير عربي أو مسلم واحد أثناء المحرقة وبعدها، بل ومنذ سقوطها الديمقراطي بيد حماس؟

 .
 
زمن التضامن مع المسيحية المستضعفة
هذه هي جملة الاعتبارات التي دفعتني إلى الإشفاق على الحبر الأعظم للنصارى، وبدأت أرى فيه ضحية من ضحايا الصهيونية، قبل أن أرى فيه رجل الدين الذي قاده التعصب، إلى الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم، وقد صرت على يقين، أنه لن يقوى على الاعتذار للمسلمين حتى لو أراد ذلك، لأن الآلة الصهيونية لن تتردد في تدبير مؤامرة لاغتياله جسديا أو سياسيا، إن سولت له نفسه الاعتذار للمسلمين كما اعتذر سلفه لليهود.
 
ضغوط الصهيونية العالمية التي ابتزت حبر النصارى وأذلته كما رأينا في هذه الزيارة، إن لم تحملني على الإشفاق عليه، ومواساته من باب الاحترام الواجب لرجل دين ودولة، هو عند مليار مسيحي قديس معصوم، فأولى ألا تدفعني إلى الشراكة مع الصهاينة في حربهم على كل من خالفهم، ولو من باب أن “عدو عدوي صديقي” وعدونا الأول هو الصهيونية وإسرائيل، وقد نكسب هذه المسيحية المستضعفة في عقر دارها، بعد أن استدرجتها المماليك الفرنجية إلى الحروب الصليبية، كما تستدرجها اليوم نفس القوى الفرنجية الساقطة بيد الصهيونية إلى استعداء المسلمين، وأنا على يقين، أن هذا البابا مع خطيئته في حق الرسول صلى الله عليه وسلم، هو أقرب إلينا من سلفه جان بول الثاني، وهو أكثر الباباوات استعدادا لتحرير الكنيسة من الابتزاز الصهيوني إن وجد إلى ذلك سبيلا.

 .

حبل من الناس لمن ضربت عليهم الذلة
هذا الحبر الألماني الأصل، هو على خلاف سلفه عالم كهنوت، دارس لتاريخ المسيحية ولأصولها المتصارعة مع اليهودية، وهو على دراية بطباع اليهود، وميلهم التاريخي لتملق الأقوياء، والتحالف معهم، وجعلهم أداة ووسيلة لتحقيق أهدافهم. ولعله يكون قد قرأ الآية الكريمة التي نزلت في حقهم: “ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا   إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ” (آل عمران:112)، وأنه يكون قد فهمها كما فهمها المفسرون المسلمون، وهذا ما يصدقه الواقع والتاريخ. فاليهود عرفوا بين الأمم بالميل للانتهازية والوصولية، وتملق الأقوياء، والتحالف معهم خدمة لأهدافهم والتعلق بحبلهم.
 
فالبابا بنديكت يعلم أنه حين ظهر كورش الفارسي في بلاد فارس، وأصبح قوة جبارة، ساعده اليهود، واعتبروه مخلصاً ربانياً لهم، ووصفوه بالمسيح المنتظر، حتى أنهم أدخلوه في أسفارهم المقدسة، فجاء في سفر أشعيا: “هكذا يقول الرب لمسيحه، لكورش الذي أمسكت بيمينه لأدوس أمامه أًمماً، وأحل أحزمة ملوك، لأفتح أمامه المصراعين “.
 
وقد تدرك دوافع هذا الإطراء لملك وثني، حين تعلم أن كورش هذا قد قدم وعداً لليهود بالعودة إلى فلسطين، على نفس الطريقة التي صدر بها وعد بلفور بعد قرون.

 . 
أولياء بخت نصر هولاكو وآل بوش
 
ويعلم حبر النصارى الأعظم، أنه عندما كانت العلاقات بين الكلدانيين والمصريين متوترة، مرشحة للاصطدام، قدر اليهود أن النصر سيكون حليف المصريين، فتحالفوا معهم. و لما انتصر بخت نصر، اقتحم عليهم القدس وهدم المعبد، وساق كثيرا من اليهود أسرى إلى بابل .
 
حبر النصارى بنديكت السادس عشر، المولع بالتاريخ، يعلم أكثر مما يعرفه الكثير من العرب والمسلمين، أنه حين تقدم هولاكو نحو المشرق غازيا، كاتبه يهود بغداد، وعاهدوه، وبذلوا له المال، وأعانوه بالمشورة، فلما دخل بغداد، وقتل الخليفة وقرابة مليونين من المسلمين، أوفى لليهود بعهدهم وقدر خدماتهم، فلم يقتل منهم أحدا، وسلمت أموالهم ولم تهدم أحياؤهم وبيوتهم.
 
وفي العصر الحديث، كما يوضح ذالك بتفصيل نعمان عبد الرزاق السامرائي في كتاب “اليهود والتحالف مع الأقوى” راهن اليهود على فرنسا فحالفوها وخدموها في توسيع نفوذها الإمبراطوري والاستعماري خاصة في المغرب العربي والشام، فكافأتهم فرنسا المستعمرة بمرسوم “كريميو” الذي ميزهم عن الأهالي من العرب والمسلمين، ومنحهم المواطنة الفرنسية الكاملة.

 .
 
بيت العنكبوت بحبال القوى العظمى
وقد ظل اليهود على هذه الحال، ينتقلون من قوة آفل نجمها إلى قوة يسطع نجمها، فانتقلوا من أحضان الإنجليز إلى الألمان بعد التوحيد الأول، ثم عادوا إلى الإنجليز وحصلوا على وعد بلفور، وعشية الحرب العالمية الثانية، وبروز قوة المحور، ساوموا ميسوليني وهتلر، كما فعل زعيم عصابة “شتيرن”. وقد شهد بذالك الكاتب اليهودي ليني برينر في كتاب “الصهيونية في زمن الدكتاتورية” كشف فيه عن وثيقة باسم “أنقرة” تشهد باتصال الإرهابي الصهيوني “شتيرن” بالفاشيين الإيطاليين، بشرط المساعدة على قيام دولة إسرائيل وكان الاتفاق يقضي بأن يعترف “موسوليني” بدولة عبرية في فلسطين، في مقابل أن يحارب اليهود إلى جانب المحور.
 
نهاية الحرب العالمية التي قضت على دول المحور، وكانت بداية لأفول نجم انجلترا وفرنسا لصالح الولايات المتحدة، شهدت آخر فصل من فصول هرولة اليهود للاحتماء بالأقوى، والتملق له، والاعتصام بحبله، وخدمته بما بين أيدي اليهود من سيطرة على المال والإعلام ودور النشر والسينما، فجاء الدور على الولايات المتحدة التي كانت وما تزال الضامن الأول لبقاء إسرائيل، في تاريخ معلوم للجميع.

 .  
صهينة الصليب بعد تهويد الكنيسة
حبر النصارى بنديكت السادس عشر يعلم تفاصيل هذا التاريخ وبأخرى قد خفيت عنا، ويعلم كيف أن الكنيسة التي كان اليهود وراء أعظم عمليات الانشقاق التي حصلت لها، خاصة في زمن لوثر، وبروز الكنيسة البروتيستانية التي قاسمتها الرعية، لن تترك قبل أن تفكك لصالح الكنائس البروتستانتية والإنجيلية الساقطة تحت الهيمنة الصهيونية، وله إلمام بما حصل في مجمع “فاتيكان أثنين” الذي فتح الباب أمام مسار جديد لصهينة الكنيسة الكاثوليكية. وهو يعلم أن الضغوط والابتزاز الصهيوني عليه سوف يكون مزدوجا، لكونه ألماني قد انتسب في شبابه إلى الشبيبة الهيتليرية، ولكونه حبرا للكنيسة الكاثوليكية التي صمدت مع الكنيسة الأورثدوكسية حتى الآن أمام اختراقات الحركة الصهيونية.
 
لقد اضطرني إلى هذا الاستطراد التاريخي أمران: الأول، ما لمسته من ضيق البابا بنديكت السادس عشر بالضغوط الصهيونية، والابتزاز الذي تمارسه عبر الحكومات الغربية والإعلام، وكان ذالك جليا قبل وأثناء زيارته الأخيرة للأردن وفلسطين المحتلة، وهو شعور لم تلتقطه الكثير من القيادات العربية السياسية والدينية لتبني عليه.

 .

الحلف المقدس لتخريب الرسالات السماوية
والأمر الثاني أن هذه القيادات التي راحت تطالب البابا بما لم تعد تطالب به القيادات العربية السياسية والروحية، لم تلتفت إلى حاجة العرب والمسلمين إلى حليف داخل المجتمعات الغربية، قد بات عزيزا ونادرا بعد أن تمت سيطرة الصهيونية على معظم القوى الفاعلة في الغرب، في المجتمع السياسي كما في المجتمع المدني، من اليمين إلى اليسار، والحمر والخضر، وداخل مجتمعات لا دينية علمانية تحارب المعتقد المسيحي كما تحارب الإسلام، وتجتهد لخراب الكنائس اجتهادها لمنع المساجد، وتقاتل بضراوة مواقف البابا من الزواج المثلي، والإجهاض، وموانع الحمل، بقدر قتالها في ما سبق من المعارك ارتداء الفولار الإسلامي، وبناء المساجد، ورفع الآذان، وطقوس عيد الأضحى وغيرها.
 
أرى أنه بدل الانخراط الأعمى والعقيم والمضلل في ما سمي بحوار الأديان، الذي تسير به القوى الصهيونية والعلمانية الغربية نحو حمل الكنيسة الكاثوليكية على “فاتيكان ثلاثة” ينهي وجودها ككنيسة أمام الكنائس الإنجيلية المتصهينة بالكامل، وإلى ما يشبه “مجمع مسكوني” إسلاميا يعقده المشايخ المعدلين للوصول بالقيادات الدينية الإسلامية في الحد الأدنى لما وصلت إليه الكنيسة بعد “فاتيكان أثنين”، أرى أنه بدل هذا الحوار الثلاثي، يفضل أن نذهب إلى حوار مفتوح مع الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الشرقية، ليس حول التقريب بين الأديان، ندخل في حوار حول جملة التهديدات التي يتعرض لها الإسلام والكنائس المسيحية غير المتصهينة من قبل التحالف الصهيوني العلماني وشركائهم من الكنائس الإنجيلية المتصهينة التي تحرض جهارا على صدام حتمي بين المسيحيين والمسلمين، انساقت إليه في عهد بوش إدارة البيت الأبيض، وعواصم غربية كثيرة.

 .
 
حوار مع أنصار المسيح لمواجهة أعداء الدين
قرائن كثيرة تطمئن على أننا سوف نجد في داخل الفاتيكان، وفي محيط البابا بنديكت السادس عشر من يعنيه هذا النوع من الحوار السياسي بين الكنيسة المسيحية والقيادات الدينية والسياسية المسلمة، التي لا ينبغي لها أن تخطئ في العدو، فتسقط في حبال المركب الصهيوني العلماني اللا ديني، وسوف نكتشف أن الكثير من المسيحيين الكاثوليك في الغرب، الذين أساءهم ما تفعله الثقافة العلمانية الصهيونية بمعتقدهم ومقدساتهم، وبحبرهم الأكبر، هم أقرب إلى الانفتاح على إسلام يحترم السيد المسيح، ويدافع عنه كما يدافع عن الرسول محمد صلوات الله عليه وسلم، ويقاسمهم كثيرا من القيم الخلقية، بدل الاستمرار في تحمل إهانة العلمانية المتصهينة لدينهم، والسخرية بالمسيح وبالكنيسة وبحبرها الأعظم، وما يرونه من هيمنة الصهيونية على مقدراتهم ومؤسسات دولهم وحرياتهم حد الحجر على حرية التفكير والنقد.

مقالات ذات صلة