-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
قالوا إنهم لا يزالون تحت صدمة خسارتها

اليمين الفرنسي يحذر من تكرار استقلال الجزائر في كاليدونيا

محمد مسلم
  • 4173
  • 0
اليمين الفرنسي يحذر من تكرار استقلال الجزائر في كاليدونيا
ح.م

ذكّرت الأحداث الدامية التي تشهدها جزيرة كاليدونيا الجديدة المحتلة من قبل الفرنسيين هذه الأيام، بهزيمة فرنسا واسترجاع الجزائر لسيادتها مطلع ستينيات القرن الماضي، والتي شكلت صدمة لليمين المتطرف الفرنسي، الذي لا يزال غير قادر على تجاوزها بالرغم من انقضاء ما يزيد عن ستة عقود.
ولم يتورع جان فرانسوا توزي، وهو أحد وجوه اليمين المتطرف الفرنسي وأحد المقربين من مؤسس حزب “الجبهة الوطنية”، ماري لوبان، عن تشبيه ما يحصل هذه الأيام في جزيرة كاليدونيا الجديدة، بما عاشه الجيش الفرنسي في الجزائر خلال خمسينيات وبداية ستينيات القرن الماضي.
وكتب فرانسوا توزي على حسابه في منصة “إكس” (تويتر سابقا) داعيا سلطات بلاده إلى إعادة الأمن في الأرخبيل مهما كلف الأمر من ثمن، والعمل من أجل تفادي ما حصل في سنة 1988، التي شهدت عملية اختطاف دموية راح ضحيتها 19 من سكان كاليدونيا الجديدة ودركيين فرنسيين إثنين.
ويعيش الأرخبيل النائم في أحضان المحيط الهادئ، والذي يعتبر في الدستور الفرنسي جزءا من أقاليم ما وراء البحار، على وقع مواجهات دامية بين الشرطة والدرك الفرنسيين من جهة، والناشطين “الكاناك” المطالبين بالاستقلال عن فرنسا، اسفرت عن سقوط ضحايا خمسة قتلى، أغلبيتهم من المطالبين بالاستقلال عن فرنسا، وذلك بعد مصادقة السلطات التشريعية الفرنسية على تدابير تشريعية جديدة تعطي الحق في التصويت في الانتخابات لمن يتوفر على شهادة إقامة منذ عشر سنوات، وهو الأمر الذي اعتبر من قبل يساريين فرنسيين وناشطين “كاناك” على “غرار الجبهة الوطنية لتحرير الكاناك”، تيمنا بجبهة التحرير الجزائرية، كما هو الشأن أيضا بجبهة تحرير كورسيكا (أفلان سي).
وأوضح القيادي اليميني في عهد لوبان الأب في ثمانينيات القرن الماضي، و”بينما كانت الجبهة الوطنية الفرنسية تحت صدمة ضياع الجزائر فرنسية، فقد حذرت منذ بداية الاحتجاج من مخاطر ضياع كاليدونيا الجديدة من فرنسا، كما خسرنا الجزائر”.
وبالنسبة لـ”جوان فرانسوا توزي”، فإن مشروع الجبهة الوطنية المتطرفة يومها كان صارما، وهو محاربة المتمردين بكل قوة، أو كل من له رغبة في الاستقلال عن فرنسا، مشيرا إلى أن المؤسس التاريخي للحزب اليميني المتطرف، جون ماري لوبان، كان ضد “اتفاق نوميا (عاصمة الأرخبيل المحتل)”، الذي حصل يومها في سنة 1988 بين السلطات الفرنسية والمطالبين باستقلال كاليدونيا الجديدة.
وعلى غرار ما حصل قبل نحو أزيد من ستة عقود، يبدو وكأن التاريخ أعاد نفسه، فقد وقف اليمين المتطرف ضد استقلال الجزائر، ولا يزال إلى غاية اليوم غير قادر على هضم ما حصل في سنة 1962، بل وذهبت بعيدا عائلة لوبان في رفضها المطلق لاستقلال الجزائر، بوصفها الجنرال ورئيس فرنسا، شارل دي غول، بالخيانة، لجلوسه إلى طاولة المفاوضات مع جبهة التحرير الوطني وتوقيع اتفاقيات إيفيان.
ولا يبدو هذا غريبا عن المتشبعين بثقافة اليمين المتطرف، وعلى رأسهم الأب المؤسس جون ماري لوبان، الذي تورط بشكل وحشي في تعذيب وقتل الجزائريين خلال حرب التحرير الجزائرية، استنادا إلى تحقيقات عدة، ولعل أبرزها ما قامت به الصحفية بيومية “لوموند” فلورانس بوجي، في تحقيق أنجزته في عام 2002، تطرقت من خلاله إلى تورط لوبان في التعذيب في الجزائر، رغم محاولات أوساط فرنسية تبرئته من هذه التهمة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!