الرأي

اليمن التّعيس والتّحالف العشري !

رشيد ولد بوسيافة
  • 3315
  • 14

بات واضحا أنّ الأمور انفلتت في الخليج العربي بعد أن أدّت الأطماع التّوسعية لإيران إلى قيام تحالف عشري تقوده السعودية، لوضع حد للنفوذ الفارسي المتزايد في المنطقة والذي التهم أربع عواصم عربية في ظرف قياسي، وبات يهدّد عروش باقي الدول، هذا النزاع الطّائفي سيأتي على ما تبقى من “اليمن السعيد” بعد زلزال الربيع العربي.

هذا النّزاع السّياسي الذي أخذ طابعا طائفيا سيُشعل المنطقة كلها، ولن يكون بمقدور الأطراف الفاعلة فيه وضع حد للاقتتال بين الميليشيات، إذ أن التقارير تتحدث عن وجود 50 مليون قطعة سلاح في هذا البلد ذي التركيبة القبلية المعقّدة.

ستتحول اليمن إلىسوريا مكرّروستخرج إلى العلن فضائع وجرائم لن تُذكر معها ما فعلته عصاباتداعشوشبّيحة بشّار الأسد في سوريا، وسينهار هذا البلد اقتصاديا واجتماعيا، وسيهيم الشّعب اليمني على وجهه في البلاد العربية، كما يفعل الشّعب السّوري الآن.

ولن تتوقّف تداعيات هذه الحرب الغريبة التي أظهر فيها العربحزماغير مسبوق عند حدود اليمن، بل إن لهيبها سيطال المنطقة كلها، بسبب الشّحن الطّائفي الذي رافقها، خصوصا أن هذه الحرب تحظى بترويج واسع من وسائل الإعلام ودعم كبير من المؤسسات الدينية بما فيها الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين الذي كان فيما سبق يرفع شعار التقارب بين السّنة والشّيعة.

ورغم أن المبررات لقيام هذه الحرب قوية وعلى رأسها الطريقة التي سيطر بها الحوثيون على اليمن والاتفاقات التي سارعوا بها لصالح إيران، لكن تبقى الحقيقة الكبرى أن ما يجري هو اقتتال العرب فيما بينهم، وأن العملية التي جرت كانت بضوء أخضر أمريكي مع تقديم دعم لوجيستي واستخباراتي، كما أن هذه الحرب تصبّ بشكل مباشر في مصلحة إسرائيل التي لم تعد العدو رقم واحد في المنطقة، لا بالنسبة للعرب ولا لإيران.

 

إنّ الموقف الجزائري الذي عبّر عنه وزير خارجيتنا رمطان لعمامرة في الأول من قصف مواقع الحوثيين، عندما قال إن الجزائر تعارض التّدخل العسكري وتدعو إلى الحل السلمي، هو فعلا موقف نابع من رؤية استشرافية للمآسي الناتجة عن الحرب، لكن التعديل الذي أدخله لعمامرة فيما بعد على هذا الموقف بتأكيده أنّ الجزائر تكتفي بالمساعدة اللوجستية يطرح أكثر من سؤال حول هذا التّغير في الرؤية الجزائرية.

مقالات ذات صلة