الرأي

الوالي.. و”الحرايمي”!

قادة بن عمار
  • 6271
  • 19

كلام الوالي السابق بشير فريك لبرنامج “الحلقة المفقودة” في “الشروق” عن تسخير الولاة لخدمة مرشّح السلطة ليس جديدا، لكنه يحمل في طيّاته بعض التفاصيل التاريخية المهمة لرجل لم يعد لديه ما يخسره.. فقد أمضى في سجن السلطة، التي خدمها، أزيد من 8 سنوات.. وبالتالي، فإنه لم يعد مقيّدا بشهادة زور يسميها عدد كبير من المسؤولين عندنا “واجب التحفّظ”!

لعل من أبرز هؤلاء الولاة الذين يخدمون الإدارة  كالعبيد، ويسبّحون بحمدها، ولا يجدون مبررا واحدا لغضب المواطنين عليها، والي العاصمة عبد القادر زوخ، الذي سبق له، وللمفارقة الشديدة، شغل منصب المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي بوهران.. مثل فريك تماما.. لكن زوخ خرج من الباهية إلى العاصمة حاملا لقب “رائد النظافة” بسبب حملته ضد الأوساخ في الشوارع وقتها، في حين خرج فريك إلى السجن مباشرة “ملوّثا” بتهم الفساد  وسرقة الأراضي؟!

لكن بشير فريك، ومن خلال تصريحاته ومقاومته لكل “التهم” التي لاحقته على مدار سنوات، يبدو “متطهّرا” جدا في ثوبه الجديد.. باحثا عن الحقيقة.. لا شيء غير الحقيقة.. في حين ما زال السيد زوخ مفتخرا بكونه “الخادم المطيع” لمن عينوه، كما لا يجد مانعا في المزايدة حتى على الإدارة المتحيزة لمرشح واحد، فيقول دون حياء يفرضه المنصب.. ومن دون قفازات تشترطهما المسؤولية: “المواطن حرايمي.. يبحث عن حقوقه دون واجباته.. لكنني أقول.. لا تصويت يعني لا ترحيل، يعني لا سكن”؟!

زوخ “المنفوخ بحبّ بوتفليقة” ارتكب “جريمة” يعاقب عليها القانون بحسب بعض الحقوقيين.. وأظهر تحيزا مباشرا إلى الإدارة بحسب لجنة مراقبة الانتخابات.. أطلق تهديدا لا مبرر له وفقا لتنسيقية الأحزاب الداعية إلى المقاطعة.. كما فتح بابا للفوضى بالأحياء القصديرية بحسب المواطنين الذين يقطنون في هذه الأخيرة ولا يملكون.. لا شهادة إقامة ولا حتى مواطنة!

تصريح السيد زوخ لا يختلف عن تصريحات السيد عبد المالك سلال حين يقايض سكان غرداية بالتصويت على العهدة الرابعة مقابل العودة بالحلول في المرة المقبلة.. رابطا الأمر بتشكيل حكومةٍ لا يعرف إن كان سيرأسها أم لا!

زوخ يقول.. التصويت أو عدم الترحيل.. وسلال يضيف.. العهدة الرابعة أو اللااستقرار، ثم يخرج علينا رمطان لعممارة لينظّر على طريقته فيقول: خوفنا مما بعد الرئاسيات له ما يبرره.. ناسفا بذلك جميع ادعاءات أويحيى وبلخادم أن الرئاسيات المقبلة عادية جدا و”سنأكل الشخشوخة” يوم 18 أفريل احتفالا بفوز الرئيس!

الانتخابات القادمة ليست عادية.. نعم.. لكن بسبب تهديدات زوخ وغول وبن يونس، وسلال.. بل كيف تكون عادية في الوقت الذي لا يستطيع فيه الوزير الأول بالنيابة رفقة جميع أعضاء حكومته دخول منطقة كاملة ومهمة من الوطن ثم لا يتوقفون عن إصدار القوانين في ربع الساعة الأخير؟!

كيف الحديث عن رئاسيات عادية بينما يعجز وزراء الرئيس ورجاله عن إتمام 10 دقائق فحسب، من خطاباتهم “الشعبية جدا” في قاعات فارغة إلا من الأطفال والشباب الحيطيست وأشباه المناضلين وكمّ لا يستهان به من الفضوليين؟!

كيف الحديث عن رئاسيات عادية في الوقت الذي تحاول فيه السلطة ترقيع شرعيتها مستعينة بالخارج، فتجمع في ليلة واحدة بين وزير أمريكي وأمير قطري ثم تطلب من المواطن لعب دور شاهد زور على “زواج باطل” وإلا فهو حرايمي.. لا يحب وطنه مثلما قال زوخ.. ولا حول ولا قوة إلا بالله!

مقالات ذات صلة