-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عبر خرجات ممثله الدائم لدى الأمم المتحدة

النظام المغربي يشوش على جهود الجزائر في الأمم المتحدة

محمد مسلم
  • 5889
  • 0
النظام المغربي يشوش على جهود الجزائر في الأمم المتحدة
أرشيف

منذ أن تربعت الجزائر على مقعد العضوية غير الدائمة بمجلس الأمن الدولي، صعّد النظام المغربي من استفزازاته وتشويشه على الجهود الجزائرية الموجهة رأسا لدعم حقوق الشعب الفلسطيني والعمل من أجل وقف العدوان الصهيوني الهمجي على قطاع غزة ومحاصرة الكيان الغاصب وعزله دوليا.
وفي الوقت الذي قدمت فيه الجزائر ولا تزال العديد من المشاريع والمقترحات على مستوى الهيئة الأممية لدعم القضية الفلسطينية، يخرج ممثل المملكة العلوية وبتوجيهات من القصر، بخلق نقاشات هامشية مثيرة للشفقة، في محاولة للتأثير على الدور الذي تقوم به الجزائر وزعزعة صمودها في مواجهة الآلة الدبلوماسية الغربية الداعمة للكيان في مجلس الأمن الدولي.
أحدث مشهد في هذا المسلسل سيء الإخراج، كانت الرسالة التي وجهها الممثل الدائم للنظام المغربي لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، إلى رئيس وأعضاء مجلس الأمن الدولي، والتي زعم من خلالها أن الجزائر تستغل فترة عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي، للدفاع عن حقوق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وتقويض الاحتلال المغربي.
وكان مجلس الأمن الدولي قد عقد جلسة إحاطة نهاية الأسبوع المنصرم حول وضعية اللاجئين والنازحين في العالم، والمثير في الأمر هو أن تدخل سفير الجزائر وممثلها بالأمم المتحدة، عمار بن جامع، جاء باسم “الثلاثي الإفريقي +”، والذي يضم كلا من غويانا، سيراليون وموزمبيق إضافة إلى الجزائر، أي أن البيان لم يكن بيان الجزائر لوحدها، كما أنه لم يتحدث عن القضية الصحراوية، بل تطرق إلى الوضع المأساوي في سوريا، ودعا البيان إلى توفير المساعدة للسوريين، باعتبار ذلك جزءا من النشاط الإنساني.
وبينما كان يتعين على ممثل النظام المغربي في الهيئة الأممية على الأقل الصمت، لأن البيان يتعلق بشعب عربي شقيق يعاني من مآسي التهجير والقتل، غير أنه راح يهاجم الجزائر بطريقة تفتقد إلى الأخلاق الدبلوماسية، ويتستر على جرائم الاحتلال الصهيوني، الذي يزهق أرواح الفلسطينيين في قطاع غزة، بشكل يومي وبدم بارد وبوحشية منقطعة النظير منذ نحو ثمانية أشهر.
وليست هي المرة الأولى التي يهاجم فيها ممثل النظام المغربي في الأمم المتحدة الجزائر، قبل نحو أسبوعين، قام بالممارسة ذاتها مستكثرا على الجزائر التنقل إلى فنزويلا لحضور أشغال الندوة السنوية للجنة الأمم المتحدة المخصصة لتصفية الاستعمار، لأنه كان يدرك أن هذا النشاط هو الفضاء الذي تعرف الجزائر كيف تنشط فيه بشكل جيد، باعتباره يتعلق بمحاربة الاستعمار الذي عانت منه لمدة أزيد من قرن وثلاثين سنة، أما المملكة العلوية فهي الطرف المستهدف لكونها، لا تزال تلعب دور آخر مستعمر في القارة الإفريقية، من خلال استمرار احتلالها أرض شعب أعزل هو الشعب الصحراوي.
ويبدو أن النظام المغربي قد ضاق ذرعا بالصورة الجميلة التي صنعتها الجزائر منذ أزيد من ستة أشهر من تربعها على مقعد العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي، وتسببها في إحراج كبير لصديق المملكة المغربية وحليفها الكيان الصهيوني، على مرأى ومسمع من العالم برمته، فيما يقف القصر عاجزا حتى عن التجاوب مع أبسط ما يرفعه الشعب المغربي في كل مرة من مطالب، والتي لا تزيد عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع الكيان، وقد أصبح هذا المطلب أكثر من مبرر بالنظر لجرائمه الوحشية بحق الفلسطينيين العزل.
استراتيجية النظام المغربي من خلال ما يقوم به ممثله الدائم من حيث إلى آخر في الهيئة الأممية أصبحت مكشوفة للجميع، وهي التشويش على الجهود التي تقوم بها الجزائر في مجلس الأمن الدولي من أجل وقف آلة الحرب الصهيونية بحق الفلسطينيين، وإن كان هذا الدور لا يخدم سوى تل أبيب، إلا أنه سوف لن يؤثر على إصرار الجزائر في الاضطلاع بمهمتها كاملة بالهيئة الأممية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!