-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعد موسم استثنائي مكّنها من حسم لقب البطولة قبل الأوان

المولودية تستعيد أمجاد الماضي وعينها على “الدوبلي” والتألق القاري

صالح سعودي /  طارق. ب
  • 489
  • 0
المولودية تستعيد أمجاد الماضي وعينها على “الدوبلي” والتألق القاري

صنعت مولودية الجزائر الحدث طيلة هذا الموسم، ما مكنها من صنع التميز فنيا وجماهيريا، فعلاوة على حسمها لقب البطولة قبل 4 جولات عن انتهاء الموسم، فإن طموحها منصب من الآن على التتويج بلقب كأس الجمهورية لضمان “الدوبلي” الذي يسمح لأبناء المدرب باتريس بوميل بتجسيد الأهداف المسطرة منذ بداية الموسم، بناء على الإمكانات المسخرة وكذلك المسيرة النوعية التي ميزت تشكيلة المولودية في موسم فرضت فيه منطقها على جميع الأصعدة.

أعاد تتويج مولودية الجزائر بلقب البطولة قبل 4 جولات كاملة عن انتهاء الموسم أجواء التميز التي صنعها الفريق في مواسم مشابهة خلال سنوات سابقة، لعل أبرزها ما حدث في موسم 98/99، حين توج أبناء المدرب الراحل عبد الحميد كرمالي بلقب البطولة بعد موسم صعب انتهى بمقابلة فاصلة أمام شبيبة القبائل حسمها اللاعب رحموني بهدف في مرمى الحارس بوغرارة مكن “العميد” من الاحتفال بذلك اللقب لعدة أيام بلياليها، وهي نفس الأجواء التي ميزت مدرات ملعب 5 جويلية أول أمس بعد الفوز بالداربي العاصمي أمام الدار اتحاد الجزائر بفضل الهدف الذي وقعه اللاعب الإيفواري محمد زونغرانا. فوز سمح لتشكيلة المدرب الفرنسي باتريس بوميل من حسم لقب البطولة قبل انتهاء الموسم بـ 4 جولات كاملة، وهذا بعدما رفعوا الرصيد الإجمالي إلى 60 نقطة، متقدمين على الملاحق المباشر شباب بلوزداد بفارق 14 نقطة (في رصيده 46 نقطة) وكذلك شباب قسنطينة المتواجد في المرتبة الثالثة بـ 45 نقطة، وهو ما يعكس سيطرة مولودية الجزائر على مجريات بطولة هذا الموسم منذ البداية، بالنظر إلى النتائج المميزة في عقر الديار وخارج القواعد، بدليل الفوز في 18 مباراة مقابل الاكتفاء بالتعادل في 6 مناسبات والخسارة في لقاءين فقط، في الوقت الذي صنعت التميز هجوميا بتسجيل 51 هدفا مقابل تلقي الدفاع 16 هدفا فقط، ما جعل المولودية الأفضل فوق الميدان وبلغة الأرقام، بدليل امتلاكها عناصر بارزة منحت إضافة نوعية على مستوى الخطوط الثلاثة، وهذا بقيادة اللاعب يوسف بلايلي الذي سجل 13 هدفا كاملا (أكثر من ربع الحصيلة الإجمالية للنادي)، مقابل مساهمته في أكثر من 28 تمريرة حاسمة، وهو ما يعكس الدعم الكبير الذي منحه بلايلي، وهو الذي شارك في أغلب المباريات، ناهيك عن تألقه فنيا وجمعه بين الحس التهديفي والجانب الإبداعي الاستعراضي، والكلام يقال على عناصر أخرى قدمت إضافة مهمة في مختلف الخطوط، على غرار عبد اللاوي وبن العمري وبن خماسة وبايزيد والإيفواري زوغرانا والقائمة طويلة. ما جعل مولودية الجزائر تستعيد حب ووفاء الجماهير وحيوية المدرات، وهي التي تحظى باحترام كبار الشخصيات على مر السنوات، وفي مقدمة ذلك رؤساء الجمهورية، على غرار هواري بومدين وعبد العزيز بوتفليقة وعبد المجيد تبون الذي خصّها بتهنئة خاصة مباشرة بعد حسم ورقة البطولة، عقب الفوز المحقق الجمعة أمام الجار اتحاد الجزائر.

وإذا كان المدرب الفرنسي بارتيس بوميل لم يخف فرحته بتتويج فريقه بلقب البطولة الذي حسمه قبل 4 مباريات بطريقة تعكس العزف المنفرد لمولودية الزائر، فإنه بدا متأثرا بهذا الإنجاز الذي كان بحسب قوله خلاصة عمل جاد منذ بداية الموسم، مشيدا بجدية لاعبيه وكذلك الإمكانات التي سخرتها الإدارة، في الوقت الذي أصبح اهتمام محيط مولودية الجزائر منتشيا من الآن على نهائي كأس الجمهورية أمام الجار شباب بلوزداد، وسط رغبة كبيرة في الفوز بهذا اللقب لضمان “الدوبلي” الذي سيدخل مولودية الجزائر التاريخ ويعيدها إلى أجواء التتويجات من أوسع الأبواب، مثلما أصبح الاهتمام منصبا من الآن على كيفية التألق قاريا، بغية استعادة أمجاد هذا الفريق العريق الذي يعد أول من أهدى الجزائر أول لقب إفريقي عام 1976 على حساب حافيا كوناكري بقيادة المدرب الراحل حميد زوبا وبتعداد يضم عدة نجوم كروية مثل بتروني وزنير ودراوي وبن شيخ وباشي والبقية. ما يجعل أسرة النادي أمام فرصة مهمة لرفع سقف الطموحات حتى يكون الفريق الأكثر شعبية في الجزائر في مستوى تطلعات جمهوره العريض حتى يتكيف مع التحديات القارية لتشريف الكرة الجزائرية بلغة الميدان والألقاب.

العاصمة لم تنم.. واحتفالات كبيرة في الولايات المجاورة

مباشرة بعد إطلاق الحكم صافرة نهاية الداربي بين المولودية والاتحاد، أطلق “الشناوة” العنان لأنفسهم، وانطلقت الاحتفالات في معظم بلديات العاصمة، حيث خرج أنصار المولودية إلى الشوارع، واحتفلوا بتتويج فريقهم باللقب الثامن في تاريخهم بعد 14 سنة من الغياب، عن منصة التتويج، حيث جعلوا ليل العاصمة نهارا، مع تواجد كل الأطياف والعائلات، حيث بقوا إلى ساعات متأخرة من الليل، خاصة في معقل العميد حي باب الواد.

ورغم التعب والمباراة الكبيرة التي قدمها اللاعبون، إلا أن بعض اللاعبين فضلوا مشاركة الأنصار احتفالاتهم، حيث تواجد كل من جمال بلعمري، أيوب عبد اللاوي، في حي “الساعات الثلاث” بباب الواد، واحتفلوا مطولا مع الأنصار، فيما التحق الحارس أسامة ليتيم رفقة عائلته الصغيرة، وفضل التواجد في معقل النادي رفقة “الشناوة” أين انبهروا بالأجواء التي صنعها أنصار عميد الأندية الجزائرية، في انتظار الكأس، التي ستكون بمثابة أجمل الفاكهة التي تزيين الكعكة للأنصار التي ساندتهم طيلة الموسم.

ولم تتوقف الاحتفالات في العاصمة فقط، بل تعدت إلا ولايات مجاورة، على غرار تيبازة وبومرداس، غرداية، المدية، عين الدفلى وغيرها من الولايات الأخرى، حيث صنع فيها الأنصار أجواء رائعة، أكدت الشعبية الجارفة لعميد الأندية الجزائرية على المستوى الوطني، رغم غياب الفريق عن الألقاب في المواسم الماضية.

حاج رجم: التتويج بالفوز على الاتحاد له طعم خاص

أبدى رئيس مولودية الجزائر، حاج رجم، سعادته الكبيرة عقب الفوز، أمام الغريم اتحاد العاصمة، وتحقيق اللقب الذي له طعم خاص في لقاءات الداربي.

وقال حاج رجم عقب المباراة: “التتويج حُلم، وجاء بمناسبة الداربي أمام اتحاد العاصمة الذي له طعم خاص“.

كما أضاف حاج رجم في حديثه عن مباراة السيدة الكأس أمام الغريم الثاني شباب بلوزداد: “لكل حدث حديث، اليوم من حقنا الفرح لأننا نستهل التتويج”.

وختم: “فريق مولودية الجزائر فريق كبير وكبير جدا ويستحق ما يحدث له هذه الأيام”.

بلايلي: أعد الجمهور بـ “الدوبلي”

أكد نجم مولودية الجزائر، يوسف بلايلي، أحقية الفريق في الفوز باللقب هذا الموسم قبل إسدال ستار البطولة بأربع جولات، واعدا الأنصار برفع الثنائية هذا الموسم.

وقال يوسف بلايلي عقب المباراة: “أهدي الفوز لجمهور الشناوة، الذي ساندنا طيلة الموسم، ويستحق البطولة، الحمد لله نستحق الفوز، ونستحق التتويج بهذا اللقب، الذي تعبنا من أجله”.

وأضاف بلايلي: “أعد الجمهور بالفوز بالدوبلي هذا الموسم أمام شباب بلوزداد، ودخول تاريخ النادي من الباب الواسع، أطلب من الأنصار مواصلة دعمنا والوقوف بجانبنا من أجل تحقيق الهدف”.

منزلة: أعيش حلما في أول لقب بمسيرتي الكروية

أعرب المدافع الشاب لمولودية الجزائر، عبد القادر منزلة، عن سعادته بالتتويج، وتحقيقه لأول لقب في مشواره الكروي، مؤكدا في الوقت ذاته عن عيشه لحلم كبير مع الفريق.

وقال منزلة في تصريحات لجريدة “الشروق”: “أنا سعيد جدا بهذا التتويج، وهو الأول لي في مشواري الكروي، ومع أكبر ناد في الجزائر، لهذا أعيش حلما كبيرا مع أنصار الفريق”.

وأضاف: “حققنا نصف المشوار، وبقي لدينا نهائي الكأس، الذي نريد التتويج به من أجل دخول التاريخ بثنائية أولى للمولودية”.

يذكر، أن منزلة وبوشريط، يعتبران مستقبل نادي مولودية الجزائر، وساهما بشكل كبير في التتويج بهذا اللقب، خلال اللقاءات التي شاركا فيها منذ بداية الموسم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!