الجزائر
ترسل للمحتاجين عبر حافلات محطة الخروبة

المواد الغذائية على رأس قائمة نقل الطرود في رمضان

وهيبة سليماني
  • 1645
  • 0

ودائع ترسل عبر الولايات للمعوزين، للعائلات، والأقارب والأصدقاء، معبأة بمواد غذائية أساسية، منها تلك التي تشهد ندرة في السوق، فنافست هذه الطرود، ودائع السلع الأخرى في هذا الشهر المبارك، لتنعش بذلك نشاط شركات خاصة تتكفل بتوصيلها لأصحابها، عن طريق سائقي الحافلات و”الطاكسي” في محطات النقل الكبرى.
وفي إطار العملية التضامنية خلال شهر رمضان، يفكر البعض في عائلاتهم وذويهم فيرسلون إليهم مساعدات تتمثل في مواد غذائية، قد لا تكون متوفرة في المناطق التي يتواجدون فيها، كالزيت والسميد، وقد تختلف الأسعار التي غالبا ما تكون خاضعة للمضاربة من ولاية إلى أخرى، فيكون توصيل المواد الغذائية في طرود تودع لدى أصحاب الحافلات، إلى أشخاص لم يتمكنوا من شرائها في ظل الغلاء.
الزيت، السكر، التوابل، أكياس السميد، الأجبان، والفواكه الجافة، امتلأت بها علب “الكرتون” الملفوفة بشرائط لاصقة سوداء وبنية، وبيضاء، وهي ودائع تقوم شركة خاصة باستلامها من طرف بعض المواطنين الذين يبعثون بها إلى ذويهم، أو فاعلي خير وأعضاء جمعيات يرسلونها إلى عائلات فقيرة في منطقة ما، وتتولى هذه الشركة مهمة تكليف سائقي الحافلات التي تعمل معها، بنقلها للجهة المرسلة إليها.

شركات و”سماسرة” يتنافسون على نقل الطرود في رمضان
ومن خلال جولة استطلاعية لـ”الشروق”، إلى محطة الخروبة للنقل البري بالعاصمة، قبل آذان المغرب بساعات قليلة، التقينا شبابا يعملون لدى شركة للنقل والسياحة، حيث يتولون استقبال الودائع من زبائن تعوّدوا التعامل معهم، وآخرون جدد لجؤوا إليهم خلال شهر رمضان، ويكون الاتفاق بين أصحاب الودائع والأشخاص المرسلة إليهم عبر الاتصال الهاتفي.
وأكد المدعو يوسف الألماني، وهو شاب يتولى مهمة نقل الطرود إلى بشار وبعض الولايات منذ 7 سنوات، أنه يعمل لدى هذه الشركة، التي تملك حافلات المسافرين، وهي أيضا تنقل الودائع إلى الأشخاص المبعوثة إليهم عبر 58 ولاية جزائرية.
ويحاول يوسف كسب ثقة الزبائن، من خلال جذبهم بخفة دمه، حيث يتعرف عليهم ويمنحهم رقم هاتفه النقال، ثم تجمع الودائع في مركبة خاصة للسلع.
وقال يوسف، إن الودائع التي يستقبلونها من المواطنين، توزع بعد ذلك لترسل عبر الحافلات المتوجهة إلى مختلف الولايات، حيث ينتظر الأشخاص المرسلة إليهم في المحطات النقل البري للمسافرين، حيث يقطنون، أو في نقاط توقف هذه الحافلات عبر الطريق السيار.
ولا يقتصر الأمر على شركات نقل الطرود، حيث تنافس في شهر رمضان “السماسرة” الذين ينشطون كسائقي أجرة خفية “كلونديستان”، على نقل الودائع المتمثلة في الألبسة والسلع المختلفة والمواد الغذائية، بينما عمد أصحاب “الطاكسي”، وسائقين في حافلات نقل المسافرين، توصيل الطرود مقابل مبلغ مالي، وهذا كمصروف إضافي في شهر رمضان.

50 وديعة يوميا والمواد الغذائية في المقدمة
وكشفت إحدى شركات النقل في هذا المجال عن زيادة في ودائع المواد الغذائية، وهي علب كرتون تحوي الزيت والسكر والفواكه الجافة، أو أنواع التوابل، والاجبان، والمكسرات، والعسل، والتمور، وغيرها من المأكولات، حيث تستقبل من 30 إلى 50 وديعة يوميا، سواء من طرف فاعلي الخير، أو تجار، أو مواطنين يبعثون بها إلى ذويهم.
ويتم قبض مبلغ مالي مقابل كل وديعة، ويختلف المبلغ حسب حجم هذه الطرود، حيث يتراوح بين 500 دج و1000 دج في الغالب، ويفضل كثيرون التعامل مع الشركة نظرا لثقتهم فيها وسمعتها بدل إرسال الوديعة مع أشخاص “سماسرة”، أو اللجوء إلى سائقين لوسيلة نقل، المتوجهين إلى المنطقة المراد توصيل الطرد إليها.
من جهته، قال محمد الذي تولى منذ 15سنة، جمع الطرود وتوزيعها على الحافلات المتوجهة إلى جميع الولايات، إن أزمة المواد الغذائية وارتفاع أسعارها، أنعش ارسال الودائع المتمثلة في هذه المواد، إلى مختلف الولايات.
ويرى أن التجارة الإلكترونية، ساهمت أيضا في هذا الجانب، حيث تتولى شركات نقل الطرود توصيل مختلف السلع التي يشتريها مواطنون عبر الانترنيت أو مواقع البيع الالكتروني من مناطق خارج ولاياتهم.

طرود “كسوة العيد” تربح بزناسية توصيل الودائع
وتبيّن من خلال جولة “الشروق”، في محطة الخروبة للنقل البري، أن عديد الأشخاص يحملون ودائع في شكل علب “كرتون” مغلفة بأشرطة لاصقة، حيث تحوي بعضها ألبسة.
ويفضل الكثير من هؤلاء، إرسال ودائعهم أو كما يسميها البعض بـ”الأمانات”، مع حافلات النقل، حيث لا تتعدى مدة توصيل الطرد 24ساعة في الغالب، فمن بين هذه الودائع ألبسة عيد الفطر حيث يبعث بها المحسنون وبعض الأقارب وأفراد من العائلة إلى المحتاجين اليها من الأطفال والمراهقين.
ويقوم أيضا، حسب المدعو يوسف الألماني، بعض الناقلين الخواص في المحطة، باستلام طرود ألبسة كسوة العيد، من طرف تجار، يبعثون بها إلى تجار في مناطق ما عبر الوطن، وتشهد نقصا في بعض السلع الخاصة بالموسم، أو ألبسة جديدة.
وللإشارة، فإن استلام الودائع يتم بشروط تتضمن خصوصية المرسل وطبيعة الوديعة، ثم تجمع في مكتب خاص بالشركة أو الشخص الناقل داخل محطة الخروبة، وأخذ بيانات المرسل ونسخ من وثائق الهوية.

مقالات ذات صلة