الرأي

الملك المظلوم

قرأت فيما قرأت قول قائل: “شر البليّة ما يضحك”، لأن البلية مهما تكن صغيرة مما يسيل العبرات لا مما يثير الضحكات.
وتساءلت وسألت: هل يمكن لأية بليّة أن تكون مصدر ضحك ولو في عالم الخيال؟ وانتهيت من سؤل غيري وتساؤلي أن البليّة بلية ولو كانت مثل حبّة خردل، ولا يتصور أن تكون مبعثا على الضحك، وإن أصر صاحب القول بأن من البلايا ما يجلب الضحك، فلا مرية في أن هذا القائل “نواسيّ” النزعة، أو من الحشاشين الذي يحسبون الدّيك حمارا بعدما تلعب الخمر أو الحشيش بعقولهم، فلا يدرون ما يهرفون..
ولكنني منذ أيام معدودات آمنت أن “شرّ البليّة ما يضحك”، والأيام يلدن كل عجيب إلى درجة الضحك على الطريقة التونسية الواردة في المثل التونسي القائل: “ضحك حتى أذنيه”.
أما هذه البلية التي أضحكتني، فهي عنوان كتاب عن ملك وصفه كاتبه بأنه “مظلوم”!!! قد يكون هذا الملك المظلوم عاش فيما غبر من الأزمان، مما لم يسجل عليه التاريخ ظلما أو بغيا، رغم حكم الملكة بلقيس شهادتها: “إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها، وجعلوا أعزة أهلها أذلة”.
وأكد القرآن الكريم هذا الحكم البلقيسي بقوله: “وكذلك يفعلون” (سورة النمل)، والمعلوم أن الفعل المضارع يفيد التجدّد والاستمرار كما قرّر النجاة.
ولكن هذا الملك “المظلوم” هو ممن شاب لظلمه الولدان، وابيض لبغيه الغربان، وشاهد ذلك حتى العميان.. فكيف صار الظالم مظلوما؟
ذلك ما أكده أحد الذين يشهدون الزور، ويكذبون ما شهد عليه جميع الناس الموالون قبل المعارضين وهو الصحفي المرّوكي الذي سماه أبواه “مصطفى” العلوي، فكان بينه وبين الاصطفاء بعد ما بين السماوات العلى والأرضين السفلى.. إلا أن يكون هذا الاصطفاء من نوع خاص لا يعرفه الأسوياء.
وذلك لأن هذا الملك “المظلوم” هو الملك المروكي الحسن الثاني الذي لم يسلم من ظلمه حتى أبوه محمد الخامس، الذي حوصر قصره بالدبابات بأمر من ولده غير الصالح، (ص: 295-296): الذي تقول بعض الروايات بأن الولد هو من “قتل” والده استعجالا للشر بالشر.
إن هذا الكتاب “الحسن الثاني الملك المظلوم”، البالغ عدد صفحاته (393) من الحجم الكبير يطفح في كل صفحة بفضيحة أو جريمة من “النوع الملكي”، الذي جسّده أحسن تجسيد الحسن الثاني الذي اخترع له وصف لا يوجد في أي قاموس من قواميس المصطلحات السياسية وهو “الملك الديموقراتور”، وهي كلمة مركبة من كلمتي الديمقراطي والدكتاتوري، مما يدل على أنه “ذو وجهين”، والمؤمنون يعرفون الحكم في ذي الوجهين، إن “سبحة الحسن الثاني، وجلسته على الأرض فيما يسمى “الدروس الحسنية”، وقراءته “صلاة الفاتح”، كل ذلك مما يسمّيه الإخوة المصريون: “المخرج عاوز كده”، أو كمال قال أحد الصالحين: “تلبيس إبليس”، وإبليس يمكن أن يتمثل بشرا، عياذا بالله.

مقالات ذات صلة