الرأي

الملايير الضائعة‮.. ‬من المسؤول؟‭!‬

قادة بن عمار
  • 4708
  • 0

وزير الصناعة عبد السلام بوشوارب وعد بفتح تحقيق معمق في‮ ‬حادثة الحريق‮ “‬المفاجئ‮” ‬الذي‮ ‬أتلف وحدة الإدماج الالكتروني‮ ‬بمؤسسة‮ “‬ايني‮” ‬في‮ ‬ولاية بلعباس،‮ ‬رغم أنه قام شخصيا وقبل أشهر قليلة،‮ ‬بتدشين الوحدة المذكورة دون توفرها على معايير السلامة ولا كاميرات الرقابة‭!!‬

أي‮ ‬أن تحقيقا شفافا ومحايدا سيجعل من السيد الوزير مسؤولا عن الكارثة،‮ ‬ولو على سبيل الإهمال وعدم احترام الشروط المطلوبة في‮ ‬مثل هذه المؤسسات الصناعية المهمة،‮ ‬فهل‮ ‬يمكن أن‮ ‬يعاقب أو‮ ‬يدان؟‮.. ‬بالطبع لا‭!‬

ثم كيف ننتظر أن‮ ‬يدان الوزير في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬يفر منها المدير؟‭! ‬حيث أن بوشوارب اتهم مسؤول‮ “‬ايني‮” ‬مباشرة حين سأله‮: “‬كيف‮ ‬يضع مستودعا للخردة بجوار وحدة هامة كلفت الدولة الملايير؟‮”‬،‮ ‬وفي‮ ‬السؤال‮ “‬صيغة التورط بجريمة الإهمال‮”‬،‮ ‬لكن الوزير لم‮ ‬ينتظر الجواب،‮ ‬بل لم‮ ‬يفعل شيئا للمدير،‮ ‬في‮ ‬مشهد‮ ‬يكرس مجددا ثقافة اللاحساب واللاعقاب أمام مرآى عشرات العمال ومن قبلهم الرأي‮ ‬العام‭!‬

من أجل ذلك،‮ ‬لم‮ ‬يصدّق أحد بوشوارب وهو‮ ‬يذكر أمام العمال والصحفيين أن التحقيق سيكشف تفاصيل الحادثة التي‮ ‬جعلت من‮ “‬ايني‮” ‬تتحول في‮ ‬بضعة ساعات،‮ ‬من رمز صناعي‮ ‬كبير إلى مجرد خردة،‮ ‬لا‮ ‬يجد وزير الصناعة مانعا في‮ ‬معالجة كارثتها بالترقيع،‮ ‬عبر الأمر بإعادة الآلات القديمة لتشغيلها مجددا،‮ ‬قبل شراء عتاد جديد‮.. ‬وفقا لصفقة لا‮ ‬يعلم تفاصيلها إلا الله‭!‬

زيارة بوشوارب إلى بلعباس حملت أيضا صورا‮ “‬غير مشرّفة‮” ‬حين تم تطويق المسؤول الحكومي‮ ‬بشكل مبالغ‮ ‬فيه من طرف رجال الأمن والحماية الخاصة،‮ ‬وكأن العمال الذين اصطفوا أمام المؤسسة للمطالبة بإنقاذها،‮ ‬وحوش ضارية وليسوا مجرد زوالية،‮ ‬وسواعدَ‮ ‬بنت‮ “‬ايني‮” ‬حجرا حجرا،‮ ‬وتخشى عليها من الإفلاس وتربص المافيا‭!‬

ثم لماذا‮ ‬يأتي‮ ‬هذا الحريق المفاجئ‮ ‬يوما واحدا فقط بعد استعادة أسهم مركب الحجار الذي‮ ‬ضاع وسط الفوضى والفضائح المالية المتزايدة لسنوات،‮ ‬وغرق في‮ ‬الصفقات المشبوهة،‮ ‬والحقوق النقابية الضائعة‭!!‬

هل للأمر علاقة بمناخ الاستثمار الذي‮ ‬بات موبوءا لدرجة‮ ‬يقول فيها رجل أعمال معروف أنه‮ “‬خائف على حياته بسبب شركاته المتعددة والناجحة”؟‭!‬

لماذا‮ ‬يعود وزير التجارة بختي‮ ‬بلعايب،‮ ‬في‮ ‬هذا الوقت بالذات،‮ ‬لينتقد احتكار مادة السكر من طرف شركة واحدة في‮ ‬السوق؟ رغم أن الأمر معروف للجميع منذ سنوات طويلة ولم‮ ‬يتحرك أحد،‮ ‬بل إن بلعايب‮ ‬يزعم أن الحكومة قادرة على إنهاء هذا الاحتكار في‮ ‬ظرف سنة واحدة أو أقل،‮ ‬فلماذا تأخرت؟ أم أنها كانت مستفيدة من الاحتكار تماما مثلما تريد أن تستفيد اليوم من رفعه؟‭!‬

مقالات ذات صلة