-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ابن باديس والإبراهيمي مرَّا من هنا

المسجد العتيق بأم البواقي.. إقامة الصلاة وإصلاح ذات البين

ج. لمودع
  • 487
  • 0
المسجد العتيق بأم البواقي.. إقامة الصلاة وإصلاح ذات البين
ح.م

يصنف المسجد العتيق بمدينة عين البيضاء، من أقدم المساجد على الإطلاق بولاية أم البواقي، إذ يعود تاريخ بنائه إلى ما قبل الدخول الفرنسي إلى منطقة عين البيضاء، وراح يتوسع بتوسع العمران، فكان أفضل مكان يجمع الإخوة الذين يأتونه آنذاك من مختلف المشاتي المحيطة بمدينة عين البيضاء أو عاصمة الحراكتة، كما يحلو للكثير تسميتها، كان مقصد المشايخ ومثقفي الجهة آنذاك، أمثال الشيخ زيناي الحاج بلقاسم الذي تتلمذ على فكره الكثير من المثقفين الذين ذاع صيتهم.
كما كان المسجد العتيق مقصدا لأداء الصلوات الخمس المفروضة، ومكانا للفصل في الخصومات من مشايخ قضاة خلال العشرينيات من القرن الماضي، من أمثال القاضي العدل محمد الخرشي ومحمد بن ساسي قاضي عين البيضاء، كما صلى فيه الكثير من علماء جمعية العلماء المسلمين، منهم العلامة البشير الابراهيمي ورئيس جمعية العلماء المسلمين الإمام عبد الحميد بن باديس، الذي أشاد في سنة 1935 بأهل عين البيضاء، التي اعتبرها حاضرة ومكانا للعلم وله في الموضوع مقال في جريدة الشهاب.
يقع المسجد بقلب مدينة عين البيضاء وتحيط به أحياء شعبية، ويمتهن أكثر سكان هذه الأحياء التجارة بمختلف أنواعها، تتقدمها تجارة بيع الخضر والفواكه، وبيع الأقمشة ومختلف أنواع الخردوات. عرف المسجد توسعا كبيرا ليصبح من أكبر المساجد استقطابا للمصلين، بالإضافة إلى استحداث مدرسة لتعليم وتحفيظ القرآن الكريم به، بتخريج حفظة القرآن الكريم في كل سنة، ومكانا لتقديم ندوات فكرية دينية وعلمية من دكاترة جامعيين يتابعها المصلون ومحبو التزوّد بالعلم والمعرفة من قامات علمية يستدعون من مختلف جهات الوطن قصد اكتشاف حقيقة ما لديننا الحنيف من قيم دينية واجتماعية وإنسانية وفكرية. كما صار مكانا لفض الخصومات بين المتخاصمين بعيدا عن اللجوء إلى المحاكم، وما يقع من سوء تفاهم، بين العائلات، حيث يمثل جماعة الصلح كبار أعيان المدينة، المعروفون بالورع وصدق القول من مختلف القبائل التي استوطنت المدينة كثيرا لإطفاء ما يقع من مصادمات لأتفه الأسباب.
وقد لعب هذا المسجد دورا كبيرا في التعريف بالفقه الإسلامي الحنيف من قبل شيوخ لهم من العلم الشيء الكثير كالشيخ زيناي والحاج بلقاسم والشيخ بوكفة وغيرهم، والاستماع لحلقات الدروس وخطب يوم الجمعة، وبحكم موقعه ومكانته التاريخية، صار مكانا لترويج مختلف السلع أمام مدخل المسجد، الذي صار مكانا لبيع المعدنوس والدبشة وبعض المواد الاستهلاكية التقليدية، وأوراق البوراك وما إليه في شهر رمضان، كما صار أفضل مكان للمتسولين الأجانب الذين يتلقون الصدقات من الأعداد الكبيرة من المصلين، وبخاصة في هذا الشهر الكريم، بعد أن تقلص عدد المتسولين من سكان عين البيضاء الذين فضل الكثير منهم امتهان تجارة بيع المعدنوس والدبشة وغيرها، ويعتبر ملجأ يحتمي به من ضاقت به الحال من فقراء ومساكين يأتونه من كل مكان، لجمع بعض الصدقات يغطون بها متطلبات الحياة، فساحته مليئة بالحركة وبخاصة في هذا الشهر الكريم من صلاة الصبح إلى حدود صلاة التراويح.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!