رياضة
صرخة سعدان أزالت الغموض وردت له الاعتبار ونجوم كروية تحس بالظلم

المدرب الأجنبي دون عقاب والتقني المحلي بدون صلاحيات على رأس “الخضر”

صالح سعودي
  • 6470
  • 14
ح.م

كشف النقاش الذي ساد حصة “موعد الأساطير”، التي بثت على قناة “الشروق تي في”، النقاب عن عديد المسائل التي كانت تصنف في المسكوت عنها بعد الذي حدث قبل مونديال مكسيكو 86، بسبب تدخل الوزارة آنذاك في صلاحيات الطاقم الفني بقيادة المدرب رابح سعدان، إضافة إلى افتقاد المسيرين أنفسهم الخبرة الكافية في مجال إدارة شؤون المنتخب الوطني. وهو ما انعكس سلبا على واقع “الخضر”، وجعل وزير الشباب والرياضة كمال بوشامة في قفص الاتهام بعد تدخله في أمور فنية تسببت في زعزعة استقرار التشكيلة الوطنية.

وقد وصف البعض خرجة المدرب رابح سعدان بالشجاعة خاصة أنها سمحت بإزالة الكثير من الغموض حول ممارسات خفية خلفت موجة من النزاعات الداخلية بين اللاعبين المحليين والمحترفين، كما لعبت دورا في افتقاد المدرب سعدان آنذاك صلاحياته بعد أزمة المنح والمستحقات والوعود غير المجسدة، وغيرها من المتاعب التي حرمت زملاء قاسي السعيد من تحقيق مسيرة مشرفة في مونديال مكسيكو، وإذا كان سعدان بدا صريحا في كلامه من خلال تشريح طبيعة المشاكل والعراقيل والضغوط وكذا التهديدات التي تعرض لها قبل وبعد المونديال بسبب قرارات تسييرية غير مبررة، فإنها في الوقت نفسه ردت له الاعتبار بعد موجة الانتقادات التي وصلت إلى اتهامه بالخيانة ناهيك عن التصريحات النارية لبعض اللاعبين آنذاك الذين وصفوه بافتقاده التحكم في المجموعة وغيرها من الاتهامات التي لاحقته لعدة سنوات قبل أن يرد عليها على طريقته، خصوصا أنه ليس المدرب المحلي الوحيد الذي عانى من التقزيم وافتقاده المساندة من الجهات الوصية ناهيك عن تقييد صلاحياته بغية إخراجه من الباب الضيق على غرار ما حصل للبقية في صورة رشيد مخلوفي، خالف محي الدين، كمال لموي، عبد الحميد كرمالي، إيغيل مزيان، رابح ماجر، علي فرقاني، عبد الحميد مهداوي والقائمة طويلة.

مدربون أجانب دون حساب ولا عقاب وتقنيون محليون مقيدو الصلاحيات

ولم يخف الكثير من المتتبعين طبيعة المشاكل التي يواجهها المدرب المحلي حينما يقود شؤون المنتخب الوطني باعتراف من تولوا المهمة على غرار ما حدث لرشيد مخلوفي وخالف محي الدين في مونديال 82، والمدرب سعدان في مونديال 86، والكلام نفسه ينطبق على كرمالي بعد مهزلة زيغنشور 92 إضافة إلى قضية اللاعب كعروف التي جعلت المدرب إيغيل مزيان في خانة المغضوب عليهم بعدما شكل منتخبا شابا تأهل ميدانيا وأخفق بسبب خطإ إداري. كما تكرر السيناريو نفسه مع سعدان بعدما عملت أطراف على إخراجه من الباب الضيق عقب التأهل لمونديال جنوب إفريقيا 2010 والوصول إلى نصف نهائي “الكان” الذي لعب في نفس السنة، في الوقت الذي يتمتع به المدرب الأجنبي بكامل الصلاحيات والامتيازات على غرار ما يحدث حاليا مع المدرب البوسني وحيد حليلوزيتش الذي دافعت عنه “الفاف” بشراسة رغم خروجه من الباب الضيق في “الكان” الأخير وتأهله غير المقنع لنهائيات مونديال البرازيل وكأنه بعيد عن الحساب والعقاب في الوقت الذي تحصل على كافة الحقوق والامتيازات.

نجوم كروية تهمش لاعتبارات غير فنية

وتسببت القرارات التسييرية في تهميش عدة نجوم كروية كانت قادرة على مواصلة منح الإضافة للمنتخب الوطني على مر العشريات السابقة مثلما حدث للقائد علي فرقاني الذي لم توجه له الدعوة إلى مونديال 86 بقرار من “الفوق” رفقة بعض اللاعبين المعول عليهم آنذاك من المحليين ما تسبب في فتنة بين المحليين والمحترفين، كما سبق أن انتقد اللاعب الأسبق لمولودية الجزائر عمر بتروني خيار تهميشه من طرف المدرب رشيد مخلوفي، في الوقت الذي لم يخف بلومي استياءه من عدم إدراجه في القائمة التي شاركت في نهائيات “الكان” 90 التي احتضنتها الجزائر آنذاك وعرفت تتويج “الخضر” بأول لقب، كما لم يفهم اللاعب الدولي الأسبق عبد العزيز قشير خلفيات عدم الاعتماد عليه في فترة المدرب علي فرقاني منتصف التسعينيات ومع المدرب مهداوي الذي قاد “الخضر” إلى نهائيات “الكان” 98، كما سبق أن خرج اللاعب دزيري عن صمته حين لم توجه له الدعوة في نهائيات كأس أمم إفريقيا التي احتضنتها تونس عام 2004 والكلام نفسه ينطبق على عمور الذي فضل الصمت آنذاك لكنه لم يقتنع بإسقاط اسمه في عهد المدرب سعدان، وغيرها من الحالات التي لا يمكن حصرها في هذه الوقفة.. وهي مسائل قد تعيد نفسها في أي لحظة إذا لم يتم حفظ الدروس وضمان التنسيق والتكامل بين الجانبين الفني والإداري.

مقالات ذات صلة