-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الوثائقي “طحطوح” يحصد جائزة أول فيلم وثائقي في مهرجان الفيلم العربي القصير:

المخرج محمد والي لـ”الشروق أونلاين”: علينا العمل على ترك ذاكرة مرئية للأجيال القادمة

ماجيد صرّاح
  • 222
  • 0
المخرج محمد والي لـ”الشروق أونلاين”: علينا العمل على ترك ذاكرة مرئية للأجيال القادمة
صفحة فيسبوك محمد والي
المخرج محمد والي.

حاز الفيلم الوثائقي الجزائري “طحطوح” على جائزة أول فيلم وثائقي في مهرجان الفيلم العربي القصير في نسخته السادسة عشر في بيروت، والذي نظم من 13 إلى 17 ماي الجاري.

مخرج الفيلم الفائز، محمد والي، وفي حديثه إلى “الشروق أونلاين” قال أنه تفاجأ بكون الوثائقي الذي أخرجه توج كأول فيلم وثائقي في المهرجان. “أكيد لما ينال فيلمك هذا التتويج معناه أن رسالتك وصلت، وصورتك عن الجزائر وصلت، وأن كثيرا من المعاني التي استخدمت فيها السينما لنقلها التقطتها لجنة التحكيم، التي وبالرغم من أنها تختلف عنك، إلا أنها تتفق معك في السينما وفي اللغة البصرية وكانت النتيجة هي هذا التتويج.”

وقد تم عرض الفيلم الوثائقي “طحطوح” على الجمهور ضمن برنامج المهرجان والذي عرضت فيه أفلام وثائقية، أفلام روائية قصيرة، أفلام التحريك إضافة إلى أفلام الطلبة التي المشاركة في المهرجان.

وهو العرض الذي “عرف تفاعلا كبيرا من قبل الجمهور”، يقول لنا محمد والي، الذي يضيف أن من الجمهور الذي لم تسبق له زيارة الجزائر من كان هذا الوثائقي بمثابة رحلة قادته للتعرف على الجزائر.

فيلم

مشيرا إلى أن “ما يميز هذا الفيلم الوثائقي أنه أعطى صورة جمالية عن منطقة من مناطق الجزائر وهي قرية أفيغو والتي تعبر عن العمران الجزائري القديم الذي يمتد إلى أكثر من مئة سنة والذي لا يزال محافظا على أصالته وعراقته، بالإضافة إلى الطبيعة الخلابة والغابة التي تحيط بهذه القرية”، مؤكدا أن “الصورة كانت بالنسبة للجمهور جميلة عن القرية والتي قدّمت انطباعا جميلا عن الجزائر، لأنه حتى من الجزائريين أنفسهم، أعتقد، أن الكثيرين لا يعرفون قرية أفيغو المتواجدة في برج بوعريريج والتي بطلها طحطوح.”

طحطوح، الذي يروي الفيلم حكايته، هو شخص يعيش وحده في قرية أفيغو، الواقعة في بلدية ثنية النصر التي تبعد 30 كيلو مترا غرب عاصمة الولاية برج بوعريريج، وهذا بعد أن هجرها كل سكانها في 1994 بسبب تدهور الوضعية الأمنية آنذاك.

ملصقة فيلم طحطوح. صفحة فيسبوك المخرج

لكن طحطوح، يقول مخرج الفيلم الوثائقي، “بقي محافظا على وجوده في القرية ولم يقبل بفكرة هجرة قريته تاركا ذكرياته وما عاشه من مشاعر في تلك القرية، فبقي صامدا إلى يومنا هذا ولم يغادر القرية.”

أرض

فإذا كان التوجه حاليا هو الهجرة إلى الخارج أو حتى من القرى نحو المدن فـ”فكرة طحطوح هي عكسية، فهو بقي محافظا على قريته وتواجده في قريته خاصة أنه حاول أن يرمّم ما تم هدمه بفعل الزمن، فتواجده اليوم في هذه القرية هو جوهر القصة.”

وإن كان الفيلم يتحدث عن فترة عصيبة في حياة الجزائريين، وهي فترة التسعينات أين فقدت كثير من الأرواح، لكن هذا الوثائقي يتحدث عن “فقدان من نوع آخر، وهو أن تفقد ذكرياتك وأحلامك وتترك القرية التي عشت فيها وتهاجر بفعل الظروف الأمنية، هذا هو جوهر القصة”، يشرح محمد والي.

مضيفا “في تلك المرحلة هناك ناس فقدت الأماكن التي عاشت فيها، فقدت جيرانها الذين تربت معهم، فقدت ذلك الجو العائلي الذي يجمع الناس في قرية واحدة، فكل هذا تفكك بفعل الأزمة الأمنية، وهو فقد إنساني ممكن أن الكثيرين لم يتطرقوا إليه. فعادة حين نتحدث عن هذه المرحلة نتطرق إلى أرقام الضحايا الذين فقدانهم، لكن في هذا الفيلم نحن لم نسلك هذا الاتجاه بل سرنا في اتجاه آخر، حيث الناس فقدت تلك اللحمة التي كانت تجمعنا كجزائريين، وتركت بيوتها فارغة إلى يومنا هذا. ففي الجزائر توجد اليوم أكثر من 200 قرية مهجورة، وقرية أفيغو ما هي إلا قرية من هذه القرى.”

تاريخ

عن الدور الذي يمكن للأفلام أن تلعبه في توثيق التاريخ، يقول المخرج محمد والي لـ”الشروق أونلاين” “اليوم، هناك حركة عالمية كبيرة فتوجد في العالم حاليا أكثر من 93 مؤسسة إعلامية تهتم بالتوثيق، وهذا العمل من أهم الأدوات لتوثيق التاريخ وتوثيق المواقف وتوثيق الاتجاهات. ونحن كجزائريين تاريخنا ذو طابع ثوري شكل اتجاه الأفلام الوثائقية الجزائرية، فكلنا نشتغل على الثورة من أجل أن تكون لنا ذاكرة مرئية نتركها للأجيال، فالفيلم الوثائقي يلعب دورا مهما في توثيق التاريخ وتوثيق المراحل التاريخية سواء في الجزائر، في الثورة التحريرية أو خلال حقب متعددة، فأعتقد أن الفيلم الوثائقي وثيقة بصرية تعيش لسنوات كثيرة وتحفظ لنا تاريخنا ومكانة رجالنا كما تحفظ لنا انتصاراتنا التي حققناها. لأنه بدون توثيق لا نستطيع أن نتذكر ما قام به أجدادنا وهذا الدور نقوم به لأننا كشباب لم نصنع التاريخ لكن على الأقل نحافظ عليه وذلك بتوثيقه.”

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!