-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تأخّر الزواج وخروج المرأة للعمل من بين الأسباب

المجتمع الجزائري يتّجه نحو الشيخوخة.. والوحدة تهدّد المسنين

وهيبة سليماني
  • 2654
  • 2
المجتمع الجزائري يتّجه نحو الشيخوخة.. والوحدة تهدّد المسنين

أكّدت الباحثة في علم الاجتماع والشيخوخة، صليحة بوماجن، أستاذة بجامعة تيبازة، في تصريح لـ”الشروق”، أن المجتمع الجزائري يتجه نحو الشيخوخة، ويشهد زيادة في عدد المسنين الذين يقطنون بمفردهم، وهذا مؤشر يستدعي توفير كل أساليب وطرق الرعاية الخاصة بهذه الفئة.

وقالت بوماجن، إن الكثير من كبار السن مهدّدون بالوحدة، والإهمال، ومن المتوقع أن تتسع، حسب الدراسات التي قامت بها حول واقع الشيخوخة في الجزائر، دائرة المسنين في المجتمع، مثل ما يحدث في ألمانيا، فالكثير من العاملات اللّواتي أحلن على القاعد، ليس لديهن أزواج ولا أولاد، مما يجعل حياتهن صعبة مع تقدم السن.

وأوضحت المختصة في علم الاجتماع، صليحة ماجن، أنّ الأسرة الجزائرية تعرضت في السنوات الأخيرة إلى تغيرات كثيرة، حيث انتشر تأخر الزواج عند الجنسين، وباتت المرأة العاملة لا تنجب الكثير من الأولاد، أو لا تتزوج أصلا، كما لم يعد للعائلة الكبيرة دور في الحفاظ على العلاقات بين الأعمام والأخوال وأبنائهم، فإن تقدم أحد الأفراد، حسب ماجن، في العمر لا يجد في الكثير من الأحيان اللّمة العائلية حوله التي كانت من قبل.

وقالت ماجن، إنّ الخالة أو العمّة مثلا التي لم تتزوج، أو لم تنجب أولادا، إذا تقدم بها السن، لا تجد اليوم أبناء إخوة يبقون معها أو يخدمونها، وهذا لقلة الأطفال في العائلة الكبيرة، والتفات العائلة النووية نحو انشغالاتها الخاصة.

مطلوب تكوين مساعدين اجتماعيين

ودعت الأخصائية في علم اجتماع الشيخوخة، صليحة ماجن، إلى ضرورة تكوين عدد كبير من المساعدين الاجتماعيين، ووضع أرقام خاصة في خدمة المسنين الذين يقطنون بمفردهم، ويحتاجون مساعدة، حيث يمكن للمساعد الاجتماعي أن يذهب إلى هؤلاء لمعرفة انشغالاتهم، أو نقلهم إلى المستشفيات في حال مرضهم.

وترى ماجن، أنّ مراكز الرعاية بالمسنين لم تعد كافية، ويمكن التفكير في آليات جديدة حسبها، لإدماج هؤلاء الشيوخ والعجائز في أماكن ومراكز تجعلهم يشعرون بالأنس، والأجواء العائلية، على أن يكون العلاج الصحي قريبا منهم.

نحو إنشاء مستشفى لعلاج أمراض الشيخوخة في الجزائر

وفي سياق الموضوع، كشف رئيس جمعية مساعدة الأشخاص المسنين، سعيد هواري، عن مشروع إنشاء مستشفى يعد الأول من نوعه في الجزائر وإفريقيا، في اختصاص طب الشيخوخة، مقره في مدينة بوسعادة، مؤكدا أن المستشفى سيكون في الخدمة مع نهاية 2023.

وموازاة مع ذلك، سيتم حسب سعيد هواري، فتح نواد لكبار السن داخل دور الشيخوخة، وذلك باستغلال المساحات الشاغرة، أين يقصدها المسنّون والمحالون على التقاعد لقضاء وقتهم بدلا من بقائهم في الحدائق العمومية.

وقال رئيس جمعية مساعدة الأشخاص المسنين، التي بدأ نشاطها منذ 30 سنة، إن الاهتمام بكبار السن لا بد منه في مرحلة تشهد فيها الجزائر نقلة نوعية في الوضع الاجتماعي، وتغير الظروف الحياتية لفئة المسنين والعجزة، وهو ما يدعو لمزيد من النشاطات التي تزرع الحيوية في هؤلاء وتبقيهم وسط محيط اجتماعي ونفسي وصحي آمن.

ومن أجل ذلك كله، عمدت جمعية مساعدة الأشخاص المسنين، إلى فتح ورشات للصناعات التقليدية يقوم فيها كبار السن بتعليم الشباب الحرفة، إضافة إلى إطلاق مسابقات من بينها مسابقة أحسن قصة عن الطفولة، حيث يتاح لكبار السن استرجاع الذكريات، على أن تحول الـ10 قصص الفائزة في المراتب الأولى إلى أفلام وهذا بإشراف وزارة الثقافة.

وتنظّم الجمعية دورات سياحية لكبار السن ليكتشفوا بعض المناطق من الوطن، ويندمجوا في أجواء الفرح والحيوية، وتتزامن هذه الرحلات غالبا مع مناسبات معينة، وعطل سنوية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • كمال

    الحل تاعكم للشيخوخة فشلني. اعتقدت أنكم ستتكلمون عن حلول لزيادة نسبة النمو بالزواج و تشجيع المواليد.

  • سارة

    ليس عمل المرأة هو السبب في عدم إنجاب الكثير من الأولاد بل الظروف الاقتصادية و الاجتماعية السيئة و غلاء المعيشة