-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

المبعوث الفاشل!

قادة بن عمار
  • 4189
  • 0
المبعوث الفاشل!

يبحث الأخضر الإبراهيمي عن تحقيق إنجاز كبير في سوريا، متشوّقا لنصر يعتقده شخصيا أكثر من كونه لفائدة السوريين، حيث يمكن اكتشاف ذلك بسهولة، في تصريحاته لوسائل الإعلام التي تجاوزت عدد حوارات المبعوث السابق كوفي عنان بكثير في ظرف أيام قصيرة!

لا أحد ينكر أن الابراهيمي دبلوماسي كبير، ومفوّه، لديه الكثير من التجارب في العديد من الدول، ورغم أنها انتهت في غالب الأحيان إلى انتصارات إعلامية، اكتشفنا في نهاية الأمر أنها لم تكن سوى فرقعات.. فكثير من الدول التي مر بها الدبلوماسي الجزائري لا تزال تغرق في الدم والدموع أو تحت نير الاحتلال، على غرار أفغانستان وباكستان، وحتى لبنان!

ولكن في الوقت ذاته، فإن الإبراهيمي، وهو يتحدث عن تقدّم في سوريا، وحل تفاوضي بين المعارضة والنظام، يدرك تماما أنه يواجه تردّيا سياسيا كبيرا في بلاد الشام، بين نظام قاتل مستبد ومعارضة طائشة ومتعطشة إلى السلطة، وكلاهما يستعين بالخارج، يتلاعب بالشعب، ولا يعبأ لسقوط مزيد من الضحايا؟!

ألا يخجل السيد الإبراهيمي من نفسه، وهو يحضن القاتل بشار الأسد، ثم يتحدث عنه إلى وسائل الإعلام بصفة “السيد الرئيس”؟ أيّ شرعية بقيت لحاكم دمشق وهو الذي لم يعد قادرا على الخروج من قصره ويحتمي بطائفته، مضحيا بنصف الشعب حتى يحكم النصف الآخر؟!

وحتى لا يُفهم هذا الكلام على أنه انتصار للمعارضة، أو تأييد مطلق لكل سلوكاتها، فإن الواقع يقول إنه من ضمن الأشياء التي ساهمت في استمرار الأزمة، وتعفن الوضع أكثر مما هو عليه، ضعف المعارضة، وموالاتها للخارج، وبحثها عن الوصول إلى سدّة الحكم عبر مزيد من الجثث، وذلك لتحقيق رغبة غربية قطرية، وليس بحثا عن الحرية والكرامة للشعب الذي فقد ثقته في طرفي الأزمة معا!

لو سأل الإبراهيمي نفسه سؤالا واحدا: ماذا يريد السوريون تحديدا؟ لاستقال بمجرد معرفته الجواب. فالشعب هناك، يبحث عن غدٍ دون الأسد القاتل المستبد ولا الائتلاف المعارض المريض، فكلاهما اجتمعا على تصفية حسابهما مع هذا الشعب الجريح، وقد خرج أحد الوزراء في لبنان مؤخرا ليقول بوقاحة شديدة إن اللاجئين السوريين غير مرحب بهم في بلده، تماما مثلما فعلت الجزائر حين طردت لاجئا سوريا، فقط لأنه تحدث مع قناة أجنبية؟!

موسكو، وبكين، وطهران، والدوحة.. وحتى حزب الله، كل هذه العواصم والجماعات تبحث عن مصلحتها الشخصية، وهنا لا نفهم تماما لماذا يخدعنا الأخضر الإبراهيمي بدبلوماسية شديدة حين يحافظ على خطابه الهادئ وهو يتحدث عن مزيد من الدماء وغياب أيّ حل سياسي في الأفق.. لماذا لا يخرج صراحة على الملإ، ليتهم الدول بأسمائها والجهات المتورطة بصفاتها الحقيقية، وقد فعلها أثناء بداية تعيينه حين انتقد قطر وقناة الجزيرة، فاعتقدنا حينها أن الدبلوماسي الجزائري سيكون حازما في رأيه وقراراته وخرجاته، لكن هيهات، فمع مرور الوقت، دخل على الخط متيقنا بفشله هو الآخر، وأنه غير مستعد لفقدان علاقاته الشخصية في سبيل نصرة القضية، وليمت مزيد من السوريين فلا أحد يهتم، ولتذهب سوريا كلها إلى الجحيم فلا أحد يعبأ!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!