-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

اللوبيات تعبث بالكرة الإفريقية

ياسين معلومي
  • 4231
  • 0
اللوبيات تعبث بالكرة الإفريقية

“تمخَّض الجبل فولد فأرا”، مقولة تنطبق على قرار الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الذي انتظر طويلا حتى يعلن عن موعد كأس إفريقيا للأمم القادمة بالمغرب، ويقرر إقامتها شهر ديسمبر 2025، أمام دهشة كل المتتبعين الذين تأكّدوا أن الهيئة الإفريقية أصبحت -مثلما أكدنا مرارا- مجرّد دمية في يد الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي يتحكم فيها مثلما يشاء أمام سكوت تام لكل أعضاء الاتحاد الإفريقي الذين يبقى همهم الوحيد هو البقاء في مناصبهم وملء جيوبهم ببعض الدولارات..

ولم يتمكنوا منذ انتخابهم من مناقشة أو دراسة أي قرار متخذ، رغم أن البعض منها حطّم الكرة الإفريقية التي دخلت منذ سنوات مرحلة الإنعاش، ولن تخرج منه سوى بانتفاضة من طرف أعضاء الجمعية العامة للاتحاد الإفريقي لكرة القدم تعجّل بذهاب تشكيلة الرئيس موتسيبي وتعويضها بتشكيلة أخرى لعلّها تحفظ ماء وجه الكرة الإفريقية، وتعيد عهد بعض الرؤساء السابقين، على غرار الإثيوبي تيسيما والكاميروني حياتو وآخرين وقفوا سابقا في وجه كل من كان يريد التدخل في شؤون الكرة الإفريقية التي كانت تزوّد العديد من الأندية الأوربية بلاعبين كبار وصلوا إلى القمة وتوِّجوا بأحسن الألقاب، ونافسوا أحسن اللاعبين في العالم.

وكانت كأس إفريقيا مثلما جرت عليه العادة مقررة شهر جانفي 2025 مع إجراء التصفيات في سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر من هذه السنة، ثم أخِّرت (بفعل فاعل) إلى جوان 2025، ولأن هذا التاريخ يوازي أول نسخة من كأس العالم للأندية في نسختها الجديدة، استقرَّ أصحاب القرار في الأخير على تاريخ 21 ديسمبر 2025 إلى 18 جانفي 2026، لتتحول هذه المنافسة القارية إلى دورة بين الأحياء، تُضرب فيها القوانين المسيِّرة لهذه المنافسة عرض الحائط، فهل سيتحرك أعضاء الجمعية العامة في اجتماعهم القادم المقرر شهر أكتوبر القادم بكينشاسا، بغية وضع النقاط على الحروف والاحتجاج على قرار لا يخدم الكرة الإفريقية؟

كل التأجيلات التي مسّت كأس إفريقيا القادمة المقررة بالمغرب، سببها الحقيقي هو عدم جاهزية هذا البلد لاحتضان منافسة بحجم كأس إفريقيا للأمم، فالنسخة المقبلة من “الكان” مرشحة -حسب كلِّ المتتبعين- أن تكون الأسوأ من جميع النواحي عكس ما أكده الرئيس موتسيبي في تصريح أخير أن نسخة 2025 ستكون الأحسن في التاريخ، وهو ما يقوله عند بداية كل منافسة، رغم أنه متأكد أن الجزائر تملك اليوم كل مقومات إنجاح أي منافسة مهما كان حجمها، بدليل أنها تملك أحسن الملاعب وأحسن الفنادق، وهو ما وقف عليه خلال المنافسات التي احتضنتها الجزائر والتي أعطت من خلالها درسا لا يزال راسخا في الأذهان، إلى درجة أن كل القارة السمراء لازالت مندهشة لعدم اختيار الجزائر لاحتضان كأس إفريقيا، فالنسخ الأخيرة لهذه المنافسة أثبتت أن بلدا بحجم الجزائر بإمكانه احتضان أكبر المنافسات، واسألوا المشاركين في ألعاب البحر المتوسط تجدون الجواب.

وإذا كان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم وحاشيته يظنون أن نسخة 2025 من كأس إفريقيا ستكون الأحسن في تاريخ هذه المنافسة التي فقدت بريقها، إلا أنّ الحقيقة غير ذلك؛ فالمغرب غير جاهز لاحتضان هذه المنافسة، بدليل التأجيلات المتواصلة للمنافسة وعدم جاهزية أغلب الملاعب والمرافق، ليبقى المتتبِّع للكرة الإفريقية حائرا في أمره أمام اللوبي الذي أصبح يسيّر الكرة الإفريقية وأرجعها سنوات إلى الوراء.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!