-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الله يرحم أيام زمان!

قادة بن عمار
  • 3925
  • 3
الله يرحم أيام زمان!

من سخافات السياسة في الجزائر، أن تضطرك الظروف أحيانا لتنحاز الى طرف معين أو شخص ما، سبق لك نقده والهجوم عليه بمناسبة أو بدونها، مع مخاصمته وكأنه عدو لدود، بل واتهامه بأبشع الصفات والنعوت، لكن مع مرور الوقت، يتبين لك أن هذا الشخص منح منصبه وسلّم مسؤوليته “زكارة فيك ربما” لمن هو أسوأ منه بكثير، في إطار الحملة ذات المنفعة الخاصة للنظام وأبنائه، أو مبادرة “مازلنا واقفين”!

نقول هذا الكلام موازاة مع انطلاق مهرجان السينما في وهران، والذي أسّسه قبل سنوات، مدلّل “السيستام” حمراوي حبيب شوقي، قبل أن تنقلب الأيام عليه والظروف ضدّه، فتنفي مدير التلفزيون السابق الى عاصمة فقيرة في أوروبا الشرقية، سفيرا زاده الخيال والرجاء بالعودة يوما ما إلى الواجهة السياسية في البلاد!

حمراوي خلال سنوات تأسيسه لمهرجان السينما، واجه العديد من الهجوم وعاصفة من الانتقادات، قبل أن تتم تصفيته على المباشر “سياسيا” وينفض من حوله الأصحاب والخلان، وقيل وقتها من طرف البعض “حمدا لله أنه رحل مبكرا في حين قال آخرون، لقد غيبوه مؤقتا حتى يعود الى مراكز القرار في المدى القريب، خصوصا أن التصفية من الواجهة تمثلت في إبعاد دبلوماسي وليس محاكمة أو محاسبة على تركة كبيرة، أقلها ما ميز فترة تسييره للتلفزيون العمومي!

لكن اليوم، يصيح العديد من المتابعين لشؤون هذا التلفزيون، ومن يحضرون مهرجان السينما في وهران، سواء كانوا منتجين أو فنانين أو صحفيين، أو حتى متفرجين عاديين، بالقول “رحم الله أيام حمراوي” فقد كانت أقل سوءا من أيام من خلفوه في مناصبه العديدة، وكأن النظام تفوّق علينا مجددا، وجعلنا نتحسر على الماضي غير السعيد، بل ونشتاق إليه ونحنّ إلى عهده، رغم أننا كنّا واعين جدا بما يحدث في تلك الفترة!

هكذا هو النظام منذ الاستقلال وحتى يومنا هذا، شاطر جدا في جعلنا نادمين تماما على المراحل السابقة، حتى أن العديد من مناضلي الأفلان يقولون في قرارة أنفسهم، وأحيانا أخرى يجاهرون بالقول إن أيام مساعدية خلال الحزب الأوحد كانت أرحم وأكثر ديمقراطية وحرية من أيام عبد العزيز بلخادم وجماعته، والأمر ذاته بالنسبة لكل أعضاء الحكومات المتعاقبة حيث لا يمر وقت على الجزائريين إلا ويرددون: “الله يرحم أيام الحكومة الماضية والوزير السابق، أو حتى مدير الشركة الأول”.. وأحيانا، يقول البعض: “الله يرحم أيام بومدين والشاذلي وحتى بوضياف الذي لم يحكم طويلا!

أما أكثر الأشياء التي تجعلنا نؤكد ما قلناه سابقا عن نجاح النظام في جرّنا لما هو أسوأ دوما، قول البعض بعدما شاهد وجوه النواب في البرلمان الجديد: “الله يرحم البرلمان السابق، ناقص الشرعية، فاقد المسؤولية، عديم الشفافية ولكنه أفضل الموجود؟” ألم يقولوا حتى عن الرئيس خلال ترشحه للعهدة الأولى إنه الأقل سوءا؟!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • العـيد

    ناس زمــــــــــــــان واش قالوا _ما تعرفني كان بعد ما تجرب غيري _

  • عبد الحق

    يا أخي قادة أنت مخير بين خيارين أحلاهما مر نحن نعيش في دوامة في دائرة مغلقة هم أرادوها هكذا ألا تتذكر أيام الحزب الواحد بين قوسين عندما تذهب الى سوق الكلاح عفوا الفلاح و تتقدم لتشتري دلوا من الزيت ماذا يقولون لك بالله عليك الزيت يتبعه في البيع فأس و مطرقة فتشتري و تقول ماذا أفعل بهما,الطماطم تتبعها 5 أكياس من الجبس فتشتري و تسكت,نفس الشيئ في يومنا هذايبيعون لك المصالحة و الأمن و الوئام و توبة نصوح لكل من قتل و نكل لكن يتبعها الرداءة و الفساد و النفاق السياسي و .....أنصحك بترك القوس لأنها الكارثة

  • اسحاق

    الله يرحم زمان الامير عبد القادر.
    الله يرحم زمان شهداء الجزائر.
    الله يرحم زمان النية والاخلاص عند الاسرة الجزائرية.
    الله يرحم زمان ائمة المساجد.
    الله يرحم زمان كل من قام بالمعروف و نهى عن المنكر.
    الله يرحم زمان المعلمين والاساتدة الدين يخلصون فى عملهم.
    الله يرحم زمان الادارة وحت وان كانت مفرنسة والله يرحم زمان........