-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

اللاعبون يهربون من البطولة الوطنية

ياسين معلومي
  • 469
  • 0
اللاعبون يهربون من البطولة الوطنية

ينطلق الأسبوع القادم، الموسم الكروي الجديد بنفس مشاكل السنوات الماضية، ولا أحد من المسؤولين تحرّك لإيجاد حلول لها.. أزمات مالية خانقة، شكاوى عديدة للاعبين أمام لجنة المنازعات للحصول على أموالهم العالقة، أندية لم تجد ملاعب للتدريب أو حتى للمشاركة في البطولة الرسمية، وآخرها “هروب” اللاعبين إلى البطولات الأجنبية…

الموسم الكروي الجديد يعرف “هروب” عدد كبير من اللاعبين إلى مختلف البطولات الأجنبية بسبب المشاكل الكبيرة التي تعيشها أغلب أنديتنا، إذ أصبح اللاعب الجزائري يقبل العروض التي تقدَّم إليه، شرطه الوحيد هو الحصول على أمواله، وهذا من دون التفكير في مشروع رياضي مبنيّ على أسس متينة، وقد اختار بعضُهم الهجرة على البقاء في البطولة الجزائرية التي يتراجع مستواها من سنة إلى أخرى.. فكم من لاعب كان ينشط في القسم المحترف الأول حزم أمتعته ولجأ إلى بطولة توفر له الاستقرار ماديا ومعنويا.

أحد العارفين بخبايا الكرة الجزائرية توقّع تفاقم هذه الظاهرة في السنوات القادمة، لأن اللاعب الجزائري لم يعُد يجد الراحة في بطولة غريبة تعرف تارة الفائز في اللقاءات قبل أن تُلعب ومباريات مرتبة على الطريقة الهيتشكوكية لإيهام المتتبعين أنها تُجرى في نزاهة، وحكام له القدرة على تسهيل فوز فريق على آخر، مثلما قاله ذات مرة رئيس فريق أمام الجمعية العامة “كلنا نبيع ونشتري”، ولا أحد من المسؤولين فتح تحقيقات لإيقاف المتورطين وتقديمهم للعدالة، فكم من قضية تم التستر عليها فاسحين المجال لبعض الوسطاء ولبعض المتطفلين الذين لا يهمهم سوى مصلحتهم الخاصة.

في السابق، كان اللاعب الجزائري يفكر في الاحتراف في أوروبا من أجل تطوير إمكاناته، وعينه على اللعب في الفريق الوطني، مثلما حدث لماجر وعصاد ومناد وصايفي وصايب ودزيري والقائمة طويلة… إذ كانوا يرفضون اللعب في البطولات العربية وحتى في الخليج، لكن اليوم ماعدا مدرسة بارادو التي تُصدّر لاعبيها إلى أوروبا، فإن أغلب اللاعبين يقبلون اللعب في أي فريق يقدِّم لهم عرضا ماليا يفوق بكثير ما يتحصل عليه هؤلاء في بطولة لا تحمل إلا الاسم فقط.. فهجرة اللاعبين اليوم إلى البطولات العربية على غرار تونس والسعودية وقطر والبحرين وحتى مصر يُحدث خللا في البطولة المحلية وحتى المنتخب الوطني للاعبين المحليين، إذ يجد المدرب الوطني مجيد بوقرة صعوبة كبيرة في تكوين منتخبه، فكلما يستدعي لاعبا ويُحضرّه بطريقة جيدة للتواجد معه في الاستحقاقات القادمة، يفاجَأ بمغادرته البطولة الوطنية مثلما حدث في الساعات الأخيرة للاعب وفاق سطيف المتألق عبد الرحيم دغموم الذي قرّر التنقل إلى نادي بورسعيد المصري، بناء على رغبته ورغبة والده ووكيل أعماله.

رؤساء الأندية الجزائرية أصبحوا لا يكترثون لما يحدث لأنديتهم التي تعرف نزوحا لا مثيل له.. فيقومون عند بداية كل موسم بجلب ترسانة من اللاعبين لتعويض الذين غادروا، بغية إسكات الأنصار الذين عادة ما يثورون في وجه مسؤولي الأندية الذين يهتمُّون بمصالحهم الخاصة على التفكير في مستوى ومستقبل ناديهم على حد تعبير أحد الاختصاصيين الذي أكد أن هذه المشاكل وأخرى تزيد من تراجع مستوى الكرة المحلية.

الطريقة الفوضوية التي يغادر بها اللاعبون الجزائريون ويستفيد منها بعض “المناجرة” فقط قد تجعل المسؤولين على الأندية التفكير في طريقة نادي بارادو في تسويق اللاعبين، فلماذا لا تفكر الأندية في بناء مراكز تكوين اللاعبين، مثلما أقرّته الدولة عند بداية الاحتراف في الجزائر؟ يومها، ستستفيد الأندية عند احتراف لاعبيها مثلما يحدث اليوم مع نادي بارادو، وقد لا نستنجد بمزدوجي الجنسية للعب في المنتخبات الوطنية، لأن اللاعب المحلي يريد فقط من يهتم به ويمنحه الثقة ليكون في المستوى.. ولكن ليس في مثل هذه الظروف التي تعيشها كرتُنا التعيسة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!