العالم
الاحتلال يستعدّ لـ"تنازلات مؤلمة"

الكيان الصهيوني يعرض هدنة لمدة أسبوع و”حماس” تشترط وقف الحرب

عبد السلام سكية / وكالات
  • 4595
  • 0
أرشيف

أفادت تقارير عبرية وأمريكية، بـ”تزايد المؤشرات” بشأن قبول الاحتلال الصهيوني التوصل إلى “هدنة مؤقتة” في غزة، يتم بموجبها الاتفاق على صفقة تبادل أسرى جديدة مع حركة حماس، والانتقال إلى “المرحلة الثالثة” من الحرب، في ظل تزايد الضغوط الأمريكية على تل أبيب بشأن إنهاء ما تصفه بـ”العمليات القتالية العنيفة” هناك، فيما وصل رئيس المكتب السياسي لـ”حماس” إسماعيل هنية إلى القاهرة، على أن يلحقه رئيس حركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة.
وقال الرئيس الصهيوني إسحاق هرتسوغ، ، إن “تل أبيب مستعدة لهدنة جديدة في قطاع غزة، مقابل إطلاق سراح الأسرى لدى المقاومة”، فيما أوضح رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، خلال لقاء مع عائلات المحتجَزين، أنه أوفد مؤخراً “مرتين مدير الموساد إلى أوروبا لتنشيط مسار الإفراج عنهم”.
وقال موقع “واللا” العبري، إن حكومة الاحتلال أرسلت عرضا عبر قطر، إلى حركة حماس، من أجل هدنة لمدة أسبوع، مقابل إطلاق سراح 40 محتجزا صهيونيا من غزة.
وأشار الموقع، إلى أن رئيس الوزرء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أوضح أن “حماس” تشترط وقف العدوان، من أجل استئناف المفاوضات.
لكن رئيس الموساد رد بالقول، إن وقف الحرب سيتم عندما تلقي “حماس” سلاحها، وتسلم مخططي عملية طوفان الأقصى.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرنوت”، أن تل أبيب تدرس تقديم تنازلات في صفقة تبادل الأسرى المفترضة مع حركة حماس، مشيرة إلى أنها تخاطر في ذلك، وتعرف الثمن الباهظ الذي تطالب به حماس في الصفقة الجديدة.
ونقلت الصحيفة العبرية، عن الوزير في حكومة الحرب الصهيونية، هيلي تروبر، أنه جرى تداول صفقة تبادل محتملة، لكنه قال إنه “في الوقت الحالي لا يوجد شيء ملموس.. تمت مناقشة القضية في مجلس الوزراء، ولا يوجد حالياً أي شيء على الطاولة.. هناك محادثات، وآمل أن تنضج”.
حملل الشؤون العسكرية بصحيفة “هآرتس” عاموس هرئيل، قال في تقرير نُشر على صحيفة “هآرتس”، إنه على المستوى السياسي وفي المؤسسة الأمنية، هناك رغبة متزايدة بانتقال الحرب الجارية في غزة إلى المرحلة التالية الشهر المقبل، لكن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قد تكون لديه خطط أخرى بسبب اعتبارات خاصة لديه.
وأضاف الخبير العسكري، أن واشنطن أوصت بتغيير شكل القتال، من خلال إنشاء منطقة عازلة قرب الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومستوطنات الغلاف، وربما أيضاً بين شمال القطاع وجنوبه، وتخفيض القوات من خلال سحب جزء من قوات الاحتياط، والتحول إلى شكل من أشكال غارات مركزة، بدلاً من الفرق الأربعة التي تحافظ الآن على عمليات برية واسعة النطاق.
ويتركز النقاش في الكيان الصهيوني على مسألة “متى يكون من الأفضل السعي لتحقيق هذا التغيير، في منتصف جانفي أو في نهايته”، وفقاً للخبير العسكري.
واستدرك هرئيل، بأن هناك عقبة سياسية رئيسية أمام مثل هذه الخطوة، تتمثل في الوضع السياسي لنتنياهو، الذي يخشى من انهيار ائتلافه الحاكم، بسبب ضغط حلفائه من اليمين المتطرف، الذين يرفضون خفض وتيرة الحرب، ويريدون استمرار كثافة الهجمات.
أما الكاتب الأمريكي ديفيد إغناتيوس، في تقرير على صحيفة “واشنطن بوست”، ذكر أن المسؤولين الصهاينة يدركون أن هناك حاجة إلى الانتقال إلى مرحلة جديد في الحرب على غزة، وانسحاب جنود الاحتياط من الخطوط الأمامية، وقد تشمل المرحلة التالية إحياء مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مع حماس، وما يصاحب ذلك من وقف إطلاق نار يدوم لأسابيع، يعقبه انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية، لا سيما في شمال غزة.
وأضاف إغناتيوس، أن الخطط “الإسرائيلية” ما زالت غامضة، لكن يبدو أن المسؤولين “الإسرائيليين” يتفقون مع إدارة الرئيس جو بايدن على أساسيات قائمة تتعلق بـ”حكم غزة بعد الحرب”، سواء بفلسطينيين من السلطة الفلسطينية، أو قوة لحفظ السلام، تحظى بدعم من الدول العربية التي وصفها بـ”المعتدلة”.
وتضغط إدارة بايدن على “الكيان الصهيوني للانتقال إلى المرحلة التالية في أقرب وقت ممكن، وتجنب المزيد من الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين مثلما يتم ترويجه، رغم أن الشواهد تؤكد أن المجازر والتقتيل الذي يحصل يتم بضوء اخضر من واشنطن.
فيما أعدت وزارة الخارجية الأمريكية وثيقة من 20 صفحة تقريباً، تحدد الخطوات والخيارات الأساسية لمرحلة ما بعد الحرب، لكن نتنياهو يقاوم الضغوط الأمريكية، فيما يؤكد بعض المسؤولين الصهاينة على عملية انتقالية في جانفي أو بعده، ولكن هذا اعتراف واضح منهم بأن مرحلة جديدة قادمة، وفقاً لما ذكره الكاتب الأمريكي.
وأشار الكاتب الأمريكي، إلى أن المسؤولين الصهاينة والأمريكيين على ما يبدو، يسعون إلى تجديد الحوار مع حماس بوساطة قطرية، لإطلاق سراح أكبر عدد ممكن من المحتجَزين الصهاينة الذين لا يزالون في غزة، والذين يزيد عددهم على 100.
وكشف أن المسؤولين الصهاينة، يدرسون تمديد وقف إطلاق النار، ربما لمدة أسبوعين، للسماح لحركة حماس بجمع المحتجزين، والانتقال بهم في مكان آمن، مقابل ذلك من الممكن أن تتعهد للكيان الصهيوني أيضاً بسحب قواته، وتنفيذ عمليات أكثر تركيزاً، ولا سيما في شمال القطاع.
ووصل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، إلى القاهرة، لإجراء مباحثات مع المسؤولين المصريين حول تطورات العدوان على قطاع غزة، والعديد من الملفات الأخرى، وفقاً لبيان صادر عن الحركة.
وأعلن الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، أن وفداً من الحركة برئاسته اتجه سيتجه إلى القاهرة خلال أيام.
وأضاف: “سنتوجه إلى القاهرة برؤية واضحة هي وقف العدوان، وانسحاب قوات العدو من قطاع غزة، وإعادة الإعمار”.
وشدد على أن تبادل الأسرى سيتم عبر “مبدأ الكل مقابل الكل”، بعملية سياسية تتفق عليها القوى الفلسطينية، وعلى رأسها حماس.

مقالات ذات صلة