-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"بوبقرة" ما زال نجما وعريوات حاضر رغم الغياب

الكوميديا في رمضان.. عندما يتحوّل الضحك إلى ابتذال

زهية منصر
  • 13792
  • 0
الكوميديا في رمضان.. عندما يتحوّل الضحك إلى ابتذال

يعرف شهر رمضان تركيزا قويا على برامج الكوميديا والفكاهة، ومعها يعود الحديث عن مستوى الأعمال التي تعرف انحدارا من سنة إلى أخرى، حيث صار جمهور الشاشة الصغيرة يحن إلى زمن بوبقرة وعريوات، وهو يرى برامج الفكاهة وقد انحرفت من الترويح عن النفس إلى التهريج والتفاهة، وصارت تلك البرامج تقدم بدل إضحاك الجمهور، الضحك على الذقون.

أزمة الكوميديا الجزائرية، التي تتكرر كل سنة وتدفع الجمهور إلى الحنين والتعلق بزمن بوبقرة، الذي عاد رمضان هذا العام ليطل على الجمهور من قناة الذاكرة ويجد المتابعة رغم أنه فارق الدنيا منذ سنوات.

هذا، وقد بدا الفراغ الذي تركه نجوم الكوميديا على غرار بيونة وصالح أوقروت واضحا ويصعب ملؤه، الأمر الذي دفع بقطاع واسع من المشاهدين إلى اللجوء إلى قناة الذاكرة واستعادة وجوه الزمن الجميل أمثال بيونة ووردية وبوبقرة وعريوات وغيرهم.

تراجع مستوى الأعمال الكوميدية يرجعه المسرحي عبد الحميد رابيا إلى تراجع التكوين الذي كان يحظى به الجيل القديم، إضافة إلى حب هذا الجيل لفنه وتمسكه بالقيم النبيلة لمهنة الفن وتقديره للأسرة والمجتمع. فالكوميديا تحتاج، حسب رابيا، إضافة إلى الموهبة، مجموعة من القيم التي ينبغي أن يتوفر عليها الممثل، فضلا عن امتلاكه قاعدة معرفية ومهنية مستمدة من التكوين. وتأسف عبد الحميد رابيا للمستوى الذي بلغته الأعمال الكوميدية التي تحوّلت في السنوات الأخيرة إلى مجرد تهريج. وهذا ينم عن عدم احترام للعائلة والجمهور الذي يستهلك هذه الأعمال بعدما صار كل من هبّ ودبّ كوميديا، ينتقل من الوسائط الاجتماعية إلى الشاشات من دون أي تحكم أو قاعدة معرفة.

بالنسبة إلى تونس آيت علي، فإن مستوى الكوميديا لم يتراجع، لكنه تغير سواء من ناحية المحتوى أم طريقة طرح الأفكار، حيث قالت آيت علي، في اتصال مع “الشروق”: إن الكوميديا في ما سبق كانت تشير إلى بعض الطابوهات، التي لم يكن ممكنا التصريح بها، كانت تمرر في شكل تلميحات وتصنع مواقف فكاهية. في الوقت الحالي، حسب تونس ايت علي، هناك ارتجال وعدم دراسة محتوى ما يقدم، ما جعل أغلب الأعمال الكوميدية أو تلك التي تسمى كوميديا فارغة ولا تصنع الضحك، بل تتحوّل إلى “ابتذال” وضحك من أجل الضحك.

ولم تنف تونس آيت علي وجود بعض الطفرات القليلة التي يمكن أن يطلق عليها أعمال كوميدية لكن في العموم، فالوسط يعاني من نقص المهنية ومشاكل في الكتابة إضافة إلى افتقار هذه الأعمال لهوية جزائرية يمكن أن تدلل عليها.. ودعت تونس آيت علي إلى فتح نقاش في هذا الاتجاه، لأن مشكل “المسخ” الذي تعاني منه الكوميديا ينسحب على الساحة ككل، بما فيها المسرح والسينما والإنتاج التلفزيوني.

واعتبر حكيم دكار أن سبب أزمة الكوميديا اليوم وما تعرف من تراجع في المستوى يعود إلى الخلل في كتابة السيناريو وطريقة اختيار المواضيع، وحسب دكار، فإن المشكل الأول والأخير في هذه الأعمال هو السيناريو.

وأوضح حكيم دكار، في اتصال مع “الشروق”، أن الكتابة للكوميديا تتطلب خصوصية واحترافا، مثلما تتطلب أيضا احترافا على مستوى الإخراج والتمثيل. وقال دكار إن دفع المشاهد الجزائري للضحك ليس سهلا أبدا، يتطلب أن تكون الفكرة حاضرة وطريقة تقديمها ذكية ومحترفة وإلا دخلنا في ما يقع فيه عديد الممثلين، وهو استجلاب الضحك، حيث يصبح الممثل هو محور العمل ويحاول إضحاك الناس وهذا غلط.

وفي نفس السياق، أوضح دكار قائلا إن الجمهور صار يلجأ لقناة الذاكرة بحثا عن أعمال، رغم مرور سنوات عليها، لكنها لا تزال تحتفظ بمكانتها.. وهذا يعني أن الجمهور ليس تافها، وأن الأعمال الجادة تحتفظ بمكانها ولو بعد سنوات.

وقال دكار إن غياب نقابة المهن التمثلية أو حتى إطار مهني لأهل الميدان، هو الذي فتح المجال لكل من هب ودب ليكون ممثلا ويكون مخرجا ويكون كاتبا، خاصة وأنه في السنوات الأخيرة لم نعد حتى نناقش حتى الأعمال التي مرت، مثلما كان في السابق، وهذا يعني أننا لم نعد نهتم حتى برأي الجمهور.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!