-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الفحولة… والو!

قادة بن عمار
  • 4036
  • 4
الفحولة… والو!

علّق أحد المواطنين على رحيل الرئيس السابق الشاذلي بن جديد بالقول:” الله يرحمو.. ما شفنا منّو والو”!العبارة فيها ما فيها، وعليها ما عليها، كما يحبّ معشر المسؤولين عندنا الترديد دوما، خصوصا أن غالبية المواطنين الزاولية باتوا أقصى ما يطلبونه من رؤسائهم هو “والو” أو بتعبير آخر: يخطونا برك.. وتحديدا عندما يتحدث البعض عن حقوق الشعب وكأنها مكرمة من الرئيس أو تفضّل من الحكومة، أو منيّة من السلطة!

المواطن سالف الذكر والذي علّق على رحيل رئيسه الثالث بعد الاستقلال، تحدّث بحسن نية، تماما مثلما كان الشاذلي يمارس السياسة أيضا، ووفقا لشهادات المقربين منه، وحتى المنقلبين عليه، بحسن نية، وهو قد وافق على التخلي عن كرسي الحكم، بطيب خاطر وترضية بينه وبين الجنرالات!

نقول هذا الكلام، ونورد معه نفي رئيس الحكومة في ذلك الوقت سيد أحمد غزالي لمسألة وجود ضغط على الشاذلي، حتى أنه قال متعجبا لقناة الشروق: هل رأيتم أثناء تقديم الرئيس الراحل استقالته على الشاشة أسلحة موجهة نحو رأسه؟ الواقع، والشهادة لله، أننا لم نشاهد وقتها سوى مذيعة نشرة الثامنة زهية بن عروس، وهي تذرف الدموع حزنا على رحيله!؟ وكأنه مطلوب منا مشاهدة فوهات المدافع عند كل انقلاب؟

آخرون قالوا عن الشاذلي أنه كان فحلا… الغريب أن معظم مرددي هذا الوصف من السياسيين السابقين والحاليين، وزراء كانوا أو رؤساء أحزاب أو حتى من الشخصيات التي تسمي نفسها زورا وبهتانا بالوطنية، تفتقد لتلك الصفة، وهي الفحولة، ولا يمكنهم استرجاعها ولو اصطادوا أسرابا من طائر الحبار الملاحَق خليجيا في صحراء البيّض!

الجزائريون أحبّوا الشاذلي ين جديد لأنه كان واحدا منهم، حتى ولو كان عسكريا أو عقيدا في الجيش، ورئيسا مغلوبا على أمره بعد أكتوبر 88، تاريخ استقالته المعنوية عن ممارسة السلطة واتخاذ القرار، ولكن في الوقت ذاته لا يمكن استبعاد نظرية العشق المفرط بين عدد كبير من المواطنين وبعض رؤسائهم، وإن كان هؤلاء من أبأس خلق الله على الأرض!

قبل فترة، طرح أحد الباحثين المصريين سؤالا مثيرا للانتباه، فقال، لماذا أصبحا شعبا يدمن على التصفيق في كل مرة،. نصفّق للدكتاتور وللقاتل والمستبد الدموي، نصفق للجميع دون وعي ولا شعور أو حتى تفكير وتدبير..نصفق وفقط!

حتى زعيم حمس الراحل، الشيخ محفوظ نحناح، يتذكر الجزائريون جميعا عبارته الشهيرة في ندوة الوفاق الوطني، منتصف التسعينيات، حين قال مخاطبا غيره من الحضور، ومعظمهم شخصيات سياسية وحزبية: راكم غير تصفقوا.. أنا شخصيا لن أُتعب يديّ في ممارسة هذه الهواية المقيتة!

صدق نحناح ورحل، وصدق عبد الحميد مهري ورحل، وصدق الشاذلي بن جديد ورحل.. جميعهم كانوا فحولا وان أخطؤوا، رحلوا ولم يبق لنا سوى جماعة المستفحلين، وما أكثرهم!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • ؤءؤؤؤؤؤؤ

    هههههههه من يتكلم عن الفحولة قل لي كم تقاضيت من الخليجيين مقابل ماقدمت لهم من فبركة وكذب

  • Sabour

    Thank you

  • تخطى راسى

    اسم الفحل يطلق على قائد القطيع الذى يدافع على القطيع الى حد الاستماتة..الا خونا قادة

    رئيت ايضا فى اشرطة وثائقية مشهد رائع ريئت قطيع احمرة وحشية وفى الواد تمساح يترصد توقف القطيع ينتضر واذ باحد الاحمرة يندفع الى التمساح ليلتهمه ويمرر باقى القطيع

    سبحان الله وفى خلقه شؤون

    الفحولة الحقيقية هى ان تقول فى قرارة نفسك .. اقدم نفسى وقفا لله تعالى وللوطن و تستمر الى ان تلقى الله تعالى

  • فاطمة الزهراء

    وصدق قادة بن عمار في كتاباته
    تحية لك سيدي الفاضل وانا من المعجبات والمدمنات على قراءة اعمدتك الرائعة تحياتي