-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الفتنة التي توحِّدنا!

قادة بن عمار
  • 13938
  • 0
الفتنة التي توحِّدنا!

الوضع المأساوي في ليبيا يستدعي أكثر من أيّ وقت سابق، تدخلا جزائريا على كل المستويات، باستثناء العسكري طبعا، لقطع الطريق أمام خيارات ومحاولات بغيضة تريد تفجير الوضع أكثر مما هو عليه.

مثلا، لا نعرف حتى الآن سبب جرّ اسم الجزائر في قضية الإفراج عن سيف الإسلام القذافي وحديث بعض التقارير الإعلامية عن إمكانية استضافته كلاجئ، رغم أن عائلة القذافي برمَّتها، وحين دخلت الجزائر عقب الإطاحة بالعقيد الليبي المغتال، تم تخييرُها بين الرحيل إلى بلد آخر أو البقاء في إقامة خاصة بوهران، فغادر من غادر وبقي من بقي لكن بشروط الجزائر وفي شفافية تامة.

ليس من مصلحة الجزائر مراوغة الليبيين، وهي لا تفعل ذلك أصلا، خصوصا بعدما بات القرار الليبي بأيدي الآخرين، وورقة متاحة في الحرب الدائرة بالخليج حاليا، حرب بدأت بتحريض إعلامي، ثمّ تفاقمت إلى حصار اقتصادي وقد تتطور إلى ما لا تحمد عقباه ولا نتمناه!

ما يحدث من أزمة في الخليج، دفع دول المغرب العربي إلى اتخاذ قرار مشترك، باستثناء موريتانيا طبعا التي لا يمكن لوم شعبها ولا طبقتها السياسية، لكن ما رأيكم في هذا التناغم الحاصل بين الجزائر والمغرب؟ صحيح أن بينهما الكثير من الخلافات والملفات العالقة، لكنها بداية جيِّدة، يضاف إليها الموقف التونسي المنسجم أصلا مع الجزائر بشكل كبير، وقد ظهر ذلك جليا في الملف الليبي مؤخرا، برغم المحاولة المصرية الفاشلة لإقناع البلدين بضرورة التحالف مع طرف ضد آخر، والمشاركة بضربات عسكرية لصالح خليفة حفتر، ضد خصومه في درنة وطرابلس!

هنالك تفككٌ في مجلس التعاون الخليجي حاليا، تفكك يقابله انسجامٌ بين الجزائر وتونس والمغرب، فحتى حراك الريف عند “صديقنا الملك” والاحتجاجات التي تقع في الشمال، ليس في مصلحة الجزائر استمراره، أو تسبُّبه في خلق بؤرة توتر جديدة بالمنطقة، ولا في نشر الفوضى أكثر مما هي عليه، خصوصا أنّ ما بدأ كحراك مطلبي سلمي، تحوّل بسرعة إلى شبه مشروع انفصالي!

ودعكم هنا من الأصوات التي تنطلق في المغرب للتشكيك في دور جزائري بالحراك، فهي أصواتٌ مريضة لا تستند إلى منطق، فأيّ مصلحة للجزائر في تحوّل المغرب إلى قنبلة موقوتة وهي التي تدفع فواتير ضخمة بسبب الأزمة السياسية المستمرّة في تونس والحرب الأهلية المدمرة في ليبيا والوضع غير المستقر في شمال مالي؟

تلك أصواتٌ تنبش في الفتنة ولا تريد أن ترى الجزائر والمغرب يتفقان على رأي واحد، علما أنه وفي مثل هذه الأوضاع التي نعيشها حاليا، والتوترات المشتعلة، لابد من تشجيع أيّ مبادرة صلح أو حوار ولو كانت ضعيفة والتقليل من كل أزمة مهما كانت مؤشراتها عالية أو مرتفعة، ولعل الوحدة في الرأي هذه المرة، إزاء ما يحدث في الخليج، كفيلة برسم ملامح اتفاق مستقبلي، لابد من تشجيعه والبناء عليه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • صابر

    ما يحدث من نواع في الخليج العربي يؤثر على الجزائر سلبا لأنه يزيد تمزيق الأمة و يفرقها أكثر، و ما يحدث من حراك في المغرب يؤثر على أمن الجزائر، خصوصا كما ذكرت لو تحولت المطالب المشروعة إلى دعوات لﻹنفصال، مما يفتح شهية فئات في الجزائر لها نفس الطموح، و ما يحدث في ليبيا و اليمن و سوريا خير دليل.

  • moha ben kaddour

    لا اتحاد ولا انسجام في المواقف بين اي دولتين عربيتين حتى تحكم هذه البلدان بالشرعية الشعبية اين الشعوب تعين و تعاقب حكامها .... ثم الدول تتوحد لان الشعوب واحدة و موحدة في الدين و اللغة و التاريخ ...

  • بلقاسم بشينه

    يعني باختصار لما الوسواس الخناس يصفد في رمضان، ويجعل الله كيده في نحره، تصلح الأمور بالنسبة لعباد الله

  • بدون اسم

    تضرب اخي قادة دائما في الوتر الحساس ان كل الشباب يساندونك الفكرة فالجزائر والمغرب إخوة وجيران
    والشعوب تحب بعضها اما من يفسدون فلم يبقى لهم وقت طويل

  • Fennec

    أو يوقف كل شيء٠ أما عن التناغم فقد نسيت شيئا مهما وهو مفتاح كل شيء لتفهم موقف المروك غير المعتاد٠جدا المروك كان دائما مع السعودية لكن هاته المرة حكومة ميمي سيس إخوانية فمن غير المعقول أن الملك يتهم حكومته بالإرهاب ٠فهي ليست قضية مبدأ بل هو خوف على أن يتهم المخزن بالسكيزوفرينيا وخوف من المخزن من فتح جبهة خلاف جديدة مع منتَخبيه يعني الحكومة الإسلامجية٠ لو كانت مع دولة اخرى لتكن فرضا السودلن او عمان فالخيار واضح ولا اظن ان المروك يتاخر في اعلان ولاءه لقرارات ال شعوذ

  • Fennec

    "الفتنة" كلمة دينية ولا معنى لها في الوقت الحالي عدى في دور العبادة.هي كلمة تستلزم دكتاتورية الرأي الواحد والفكر الواحد٠النغمة الواحدة والفكرة الواحدة حين تأدية الصلاة الواحدة فيمكن إذن أن نتقبل فكرة الفتنة التي تخرج أحدهم أو بعضهم عن التناغم مع الباقي٠في السياسة والتفاعلات الإجتماعية في مجتمع القرن الو والعش٠ أما عن كلامك عن المروك نحن لا نتمنى بالطبع الشر للشعب المروكي ولا لدولة المروك أما الباقي فالشرور موجودة على أعلى درجة من الحكم والشعب المروكي الريفي وحده من يقرر ويغامر وينتفض أو يوقف كل

  • nacera

    تريد ان تتحسن العلاقات الجزائرية المغربية و هم من يتهم الجزائر في كل ما يحدث لهم لا نريدهم يخطونا ونخطوهم .

  • مغربي حر

    ما احوجنا الى كلمة مغاربية واحدة نقولها للعالم و اولها المطالبة باستقلال الاماكن المقدسة عن حكم ال سعود !!
    يجب اقتطاع المنطقة الممتدة من الطائف جنوبا الى شمال المدينة المنورة شمالا ومن البحر الاحمر غربا في اتجاه النقطة الكيلومترية 250 شرقا يجب اقتطاعها من مهلكة ال سعود حتى لا تبتز باقي بلاد المسلمين بالعمرة و الحج . يجب ان يكون و ضع مقدسات المسلمين كوضع الفاتيكان بايطاليا و يكون وضعا بمثابة دولة تتفق على حدودها و تسييرها و و ضعها القانوني منظمة دولية مكونة من جميع الدول الاسلامية !!

  • حالم طوباوي

    خويا قادة
    نهار يجمع ربي شمل المغرب الكبير ستكون لبنة اولى لقوة عظمى ليس فقط اقتصادية و عسكرية بل سياسية ايضا تتيح لنا استعمال الفيتو الفرنسي بمجلس الامن للدفاع عن مصالحنا الجماعية و ذلك اعتبارا لوجود الملايين من ابناء شعبنا المغاربي بفرنسا و الروابط التاريخية و الثقافية التي تجمعنا بهذه الدولة رغم الام الماضي و الجروح الغائرة للحقبة الاستعمارية !
    حان الوقت للبناء المغاربي و لاغلاق الباب على عربان الخليج و الشرق الاوسط ما عدا الاخوة في فلسطين السليبة و ما تيسر من الحج و العمرة

  • قادة بن قدور

    لخصت الموقف الشبه موحد بالمغرب العربي تجاه أزمة الخليج والحياد في القضية بل ومساعدة قطر المحاصرة فأحسنت بذلك ولم تترك لمجتهد نصيب بقولك لمن يزرعون الفتنة بين بلدان المغرب العربي ( لابد من تشجيع أيّ مبادرة صلح أو حوار ولو كانت ضعيفة والتقليل من كل أزمة مهما كانت مؤشراتها عالية أو مرتفعة)!
    يعطيك الصحة خويا قادة الصحفي الشاب الواعد

  • ماهر عدنان قنديل

    هذا صحيح أستاذ قادة اليوم ما يجمع بين الجزائر والمغرب أكثر من ذي قبل وأصبح واضحًا بعد الأزمة الخليجية التي تناغمت بها مطالب الطرفين الجزائري والمغربي باتجاه التهدئة، والحراك في الريف الذي قد يؤثر على البلدين.. أظن أننا أمام مرحلة جديدة في المنطقة من الخليج إلى المغرب العربي ستتغير بها بعض التحالفات أو قل قد تتوافق بها وجهات نظر بعض الفرقاء أكثر..

  • مجبر على التعليق

    ما يحدث للعرب هو نتاج صراع مصالح غربية، أخرها زيارة ترامب إلي الخليج بعدها مباشرة تزعزعت المنطقة برمتها حتى وصل صداها المغرب العربي، الحل هو التفاف الشعب مع حكومته و الكف عن الانتقاد من اجل الانتقاد قبل فوات الأوان.
    نتنازل عن مطالبنا الاجتماعية و السياسية و لو مؤقتا في سبيل جغرافية الوطن و المحافظة عليه، رانا في نعمة ربي يدومها، الفاتورة راهي غالية يا سي قادة باش الجزائر راهي آمنة. (لا ننسى فضل الله طبعا)
    تعلمنا من حرية التعبير الا شتم بعضنا، كفانا من العاطفة الزائدة في التعامل مع الاخر !