-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
صفقات خيالية وأرقام وهمية وممارسات سلبية مكشوفة وخفية

“الفاف” بين معالجة أمراض البطولة وتحديات النفوذ القاري

صالح سعودي
  • 793
  • 0
“الفاف” بين معالجة أمراض البطولة وتحديات النفوذ القاري

سيكون المكتب الفدرالي، بقيادة رئيس الفاف، وليد صادي، أمام مسؤوليات كبيرة لضمان انطلاقة الموسم الكروي المقبل في أجواء مقبولة، بعيدا عن الكثير من التجاوزات التي باتت تسود كرتنا خلال المواسم الأخيرة، ما يجعل الفاف ملزمة بمعالجة الكثير من أمراض البطولة التي يقف وراءها مسيرون وأطراف محسوبة على الأندية، مثلما يتطلب رفع التحدي لضمان النفوذ القاري من الناحية الدبلوماسية والفنية، وبالمرة مواجهة مختلف التكتلات واللوبيات التي يزعجها تألق الكرة الجزائرية في المحافل القارية والدولية.

كشفت نهاية الموسم المنقضي على عديد الأمراض التي لا تزال تعشش في البطولة الوطنية. أمراض يقف وراءها مسيرون ودخلاء وعدة أطراف تدّعي خدمة الكرة الجزائرية لكن في حقيقة الأمر لا تفكر إلا في مصالحها الضيقة، وهو الأمر الذي انعكس سلبا على الكرة الجزائرية من الناحية الفنية والتسييرية وحتى الأخلاقية، بدليل فقدان هيبتها وسمعتها بسبب عديد الممارسات السلبية الخفية منها والمكشوفة، على غرار ظاهرة الرشوة وبيع وشراء المباريات، ما يجعل أهداف الكثير من الأندية تتحقق تحت الطاولة بدلا من الحسم فيها فوق المستطيل الأخضر، ناهيك عن البعث بالمال العام، في ظل استفادة أندية من مزايا الشركات العمومية التي تقوم بتمويلها، ما يجعلها تبرم صفقات خيالية مع لاعبين لا يقدمون في النهاية الدور المنتظر منهم فوق الميدان. لاعبون يصنعون الحدث في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي خلال الميركاتو الصيفي قبل أن يصدموا الجميع بأدائهم الباهت مع انطلاق المنافسات الرسمية، ناهيك عن الأرقام الوهمية التي توحي بتفشي سوء التسيير والعبث بالمال العام وسط غياب آليات رقابية صارمة تسمح بمتابعة طريقة تسيير مختلف الأندية لمداخيلها، يحدث هذا في الوقت الذي باتت سياسة التكوين من آخر اهتمامات الأندية، بعدما أصبح الشغل الشاغل هو جلب لاعبين جاهزين يملكون أسماء في بورصة التحويلات على حساب المعايير الفنية التي يفترض الحرص عليها، وهو السيناريو الذي يتكرر في الميركاتو الشتوي في ظاهرة تعرفها الكرة الجزائرية منذ التسعينيات لتعرف رواجا كبيرا مطلع الألفية، قبل أن يصل الكثير إلى قناعة بعدم جدواها، مادام أن الأندية الجزائرية غير قادرة على تدعيم المنتخب الوطني بلاعبين بمقدورهم فرض مكانتهم في تعداد “الخضر”.

وإذا كانت البطولة الوطنية أثبتت في كل عام فشلها الإداري والتسييري الذي انعكس بشكل مباشر على التراجع المخيف من الناحية الفنية، بعدما تحولت الملاعب الجزائرية إلى مجال للعنف بدلا من الاستعراض الفكري والإبداع والإمتاع الفني، فإن المكتب الفدرالي بقيادة وليد صادي سيكون لزاما على التحلي بالشجاعة اللازمة لتنظيف محيط الكرة الجزائرية، وهذا بناء على عديد المظاهر السلبية التي عرفها الموسم المنقضي والمواسم السابقة. مظاهر طغت عليها المخدرات والمنشطات وبيع وشراء المباريات ناهيك عن نهب المال العام بصفقات وهمية وأرقام فلكية، ما يتطلب وضع النقاط على الحروف في عدة نقاط، وفي مقدمة ذلك طريقة انتداب اللاعبين الجدد، وضرورة الاهتمام بالتكوين، والاعتماد على الكفاءات القادرة على منح الإضافة النوعية للأندية، وهذا بغية المساهمة في تحسين مستوى الكرة الجزائرية حتى تتألق في المحافل القارية والإقليمية والدولية، وهو الأمر الذي يجعل الأندية التي تمثل الجزائرية في المنافسات الإفريقية أمام مسؤولية كبيرة لإثبات ذاتها بغية توظيف إمكاناتها أملا في تتويجات نوعية، على غرار ما قام به وفاق سطيف في 2014 واتحاد الجزائر العام الماضي، مثلما تنتظر الفاف جهود إضافية لتفعيل الدبلوماسية الكروية، بغية ضمان النفوذ اللازم في دواليب الكاف حتى تحمي مصالح المنتخب الوطني والأندية الجزائرية، وتضمن أيضا ممثلين يدافعون عن الجزائر ويردون الاعتبار بعدما سنوات من الاحتكار التي تسببت في غياب وتغييب ممثلي الكرة الجزائرية لأسباب مختلفة، وهو الأمر الذي كلف الجزائر غاليا، بدليل الظلم التحكيمي المتواصل ولعبة الكواليس وممارسات أخرى كانت خليطا بين الرياضة والسياسة، ناهيك عن المؤامرات التي حرمت الجزائر من احتضان “الكان” على مر السنوات الأخيرة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!