الفاتيكان يدين اسرائيل والسعودية تدين المقاومة
الموقف الرسمي العربي هذه المرة عن قاعدة الشجب والتنديد، وتحول لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي إلى إدانة المقاومة بدل إدانة الاعتداءات الإسرائيلية، وكان أول بلد عربي تجرأ على إصدار أغرب موقف إزاء الهجمة الإسرائيلية على لبنان هو المملكة العربية السعوديةصلاح الدين.ع
قالت على لسان مسؤول رفيع المستوى فضل عدم ذكر اسمه ربما، لأن الموقف الذي عبر عنه لا يشرف أحدا، هذا المسؤول قال في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية ”إن المملكة تود أن تعلن بوضوح أنه لا بد من التفرقة بين المقاومة الشرعية وبين المغامرات غير المحسوبة التي تقوم بها عناصر داخل الدولة ومن ورائها دون رجوع الى السلطة الشرعية في دولتها ودون تشاور أو تنسيق مع الدول العربية”.
ولم يتوقف بيان المملكة السعودية عند هذا الحد، بل أنها تبرأت من نتائج العملية التي نفذها حزب الله، حيث قال البيان “ان المملكة ترى أن الوقت قد حان لأن تتحمل هذه العناصر وحدها المسؤولية الكاملة عن هذه التصرفات غير المسؤولة وأنه يقع عليها وحدها عبء إنهاء الأزمة التي أوجدتها”.
إدانة صريحة لعملية “الوعد الصادق” التي نفذها حزب الله بهدف استرجاع أسراه لدى الاحتلال الإسرائيلي وبهدف فك الحصار المضروب منذ أشهر على قطاع غزة، بل إن البيان اتهم حزب الله بالعمل على إيجاد وضع بالغ الخطورة يعرض جميع الدول العربية ومنجزاتها للدمار دون أن يكون لهذه الدول أي رأي أو قول.
ومن الواضح أن يكون هذا الموقف السعودي أرضية النقاش في اجتماع وزراء الخارجية المنعقد اليوم بمصر كما كان الحال مع المبادرة العربية التي أطلقتها السعودية ببيروت والتي عرضت التطبيع مع إسرائيل مقابل الانسحاب إلى حدود سنة 1967.
وفيما دخلت أغلب البلدان العربية في صمت محير ربما للتعبير عن موقف أفضل من الذي عبرت عنه السعودية، فضلت دول أخرى إجراء اتصالات لمحاصرة الأزمة على غرار الجهود التي تقوم بها مصر لجمع العرب على طاولة واحدة من أجل تبني الرؤية السعودية والشجب والتنديد في أسوأ الأحوال.
وتبقى سوريا وإيران في المواجهة مع الكيان الصهيوني، في ظل تزايد الاتهامات لهما من طرف إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وحتى بعض الدول العربية التي تتحدث كثيرا عن أهداف إقليمية في منطقة الشرق الأوسط، وقد فضلت إيران عدم الصمت ووجهت تحذيرا صريحا لإسرائيل بأنها سترد بقوة إذا هوجمت سوريا.