-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تقف وراء الكثير من الملاسنات والتجريح والتنمر

“الغيرة الإلكترونية” داء جديد يستفحل بين رواد مواقع التواصل!

وهيبة سليماني
  • 1312
  • 0
“الغيرة الإلكترونية” داء جديد يستفحل بين رواد مواقع التواصل!
أرشيف

اشتد التنافس مؤخرا عبر “الاستغرام” و”الفايسبوك” حول الشهرة واستعراض القدرات العقلية والجمالية والعلمية، وهذا ما خلق في المقابل نوعا من التنمر والملاسنات خاصة بين صناع المحتوى أو من يعرفون بـ “المؤثرين” الأكثر متابعة، ووصل الأمر إلى درجة الغيرة القاتلة والعمياء والتجريح في بعضهم.

وغالبا ما ينزل بعض المشاهير “فايسبوكيا” أو “انستغراميا” فيديوهات يقصفون فيها بعضهم وينتقدونهم أشد الانتقاد، يصل أحيانا حد التجريح والشتم، وهو ما يحدث زوبعة في المواقع بين متابعي كل طرف.

ولم تتوقف الأمور على المشاهير وحسب بل نجد أن بعض الأشخاص العاديين لا يفوّتون فرصة عرض منشور أو فيديو لأصدقاء معهم في الصفحة أو لأحد معارفهم يتعلق بجائزة علمية أو الترقية المهنية أو حتّى الاحتفال بمناسبة عائلية أو التوجّه في عطلة سياحية إلا وأطلقوا العنان للتلميح والتجريح، فحتى الأفراح والنجاحات المهنية والشخصية لم تعد تسلم من الأمر، ويسعى “النكديون” إلى تنغيص الجو العام لصاحبها، فبعضهم لا يروقه نجاح غيره وبدل التهنئة وتشارك الفرحة “ينقّبون” في زلات الآخرين ويحاولون قلب الموازين ضدهم.

وأكّد في هذا السّياق، المختص في علم النفس، مسعود بن حليمة، أستاذ بجامعة الجزائر، أن حالات اكتئاب تصيب بعض المراهقين والكبار أحيانا من أقاربهم أو أصدقائهم أو أبناء جيرانهم، من خلال معرفة نجاحاتهم أو رحلاتهم أو طريقة معيشته في المنزل، وهي نوع من الغيرة يمكن أن يطلق عليها “الغيرة الإلكترونية”.

وقال بن حليمة إن الأمر وصل إلى التنمر وتشويه السمعة وإطلاق الدعايات المغرضة عن بعض الذين يملكون منصات التواصل الاجتماعي ويكشفون عن مشاريعهم وأحلامهم، مضيفا أن هذا مرض ينعكس على هؤلاء الضعفاء الذين لم يجدوا حلا إلا قذف وشتم الآخرين، حيث أنهم يصبحون انطوائيين وغير فاعلين في المجتمع.

ويرى الدكتور مسعود بن حليمة أنّ إظهار الإيجابيات والنجاح في المسابقات مهما كان نوعها، وإنجاز مشاريع كالكتابة أو السفر وغيرها من القدرات عبر منصات التواصل الاجتماعي، أمر يمكن أن يتخذه الفرد الذي يملك غيرة إيجابية محفزا وإقبالا على الحياة أكثر والاستفادة منه في نواحي أخرى.

وقال بن حليمة، إن الغيرة الإلكترونية استشرت بين بعض الشباب في ظل الحجر الصحي للوقاية من كورونا وغياب مرافق الترفيه والتسلية، والإدمان على الفايسبوك، حيث أصبح الكثير من الجزائريين يعيشون افتراضيا في هذا الفضاء الأزرق كغيرهم من شعوب العالم.

والخطورة، حسب المختص، تتمثل في وجود تنافس شرس على النجاح، والتفاخر بالمزايا في مقابل أنه يوجد آخرون محرومين منها، ما خلف لديهم غيرة قاتلة سببت لهم اكتئابا وفشلا أكثر وحالة من الركود، وضعف الجهاز المناعي.

ولعل الافتخار بالنجاح في شهادة البكالوريا عبر الفايسبوك، حسب المختص في علم النفس الدكتور بن حليمة، ظاهرة تسببت في الغيرة الإلكترونية وأدت إلى حالة من التنمر على الناجح، بالإضافة إلى بعض النجاحات الأخرى المهنية والشخصية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!