العالم
بعد تأكيد الجزائر تغييرها استراتيجية التعامل مع القضية

الغموض يلف زيارة المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية

محمد مسلم
  • 5364
  • 3

في بيان للهيئة الأممية، قال مكتب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن المبعوث الشخصي للأمين العام إلى الصحراء الغربية ستافان دي ميستورا “يخطط” لزيارة كل من الجزائر وموريتانيا خلال الرحلة، التي تقوده إلى المملكة المغربية.

هذا البلاغ صدر بعد وصول المبعوث الأممي إلى الرباط في أول جولة له إلى المنطقة المغاربية منذ تعيينه مبعوثا إلى الصحراء الغربية في السابع من شهر أكتوبر المنصرم، خلفا للألماني هورست كولر الذي استقال في العام 2019.

الجولة تقترب من نهايتها ورغبة المخزن في مهب الريح

ووفق البلاغ ذاته، فإن ديميستورا يتطلع إلى “الاستماع لآراء جميع المعنيين حول كيفية إحراز تقدم في أفق استئناف بناء العملية السياسية في الصحراء الغربية”، غير أنه لم يضبط جدول أعمال هذه الزيارة ومحطاتها، علما أن الطرفين المعنيين مباشرة بهذا الملف، هما المملكة المغربية وجبهة البوليساريو.

بيان الهيئة الأممية يعني من بين ما يعنيه أن مبعوث أنطونيو غوتيريش، حط الرحال بأحد طرفي النزاع في الصحراء الغربية، ممثلا في المملكة المغربية، وهو يجهل إن كان سيحل ضيفا على الجزائر، التي كانت قد رفضت الانخراط في أي مفاوضات مستقبلية حول هذه القضية، فما هو مؤكد إلى غاية الأمس، هو زيارته إلى تندوف الرابوني اليوم السبت، حيث توجد مخيمات اللاجئين الصحراويين.

وكانت الجزائر قد أكدت في رسالة وجهتها إلى الأمم المتحدة شهر أكتوبر المنصرم عبر بعثتها هناك، رفضها المشاركة في أي مفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو بصيغة الموائد المستديرة، وكتبت البعثة في هذه الرسالة: “بناء على تعليمات من حكومتنا، أكتب لكم لتأكيد موقف بلدي مجددا بخصوص ما يشار إليه في مشروع اللائحة حول تجديد عهدة بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (مينيرسو)، من خلال ما يسمى بـ”الموائد المستديرة”.

ورغم تأكيد بعض الأبواق الإعلامية التابعة لنظام المخزن، بأن زيارة دي ميستورا إلى المنطقة المغاربية ستبدأ بالجزائر، إلا أن الأيام كشفت زيف تلك التسريبات، بدليل نزول المبعوث الأممي في الجارة الغربية منذ الأربعاء المنصرم، وهو يجهل إن كان سيزور الجزائر أم لا، لأن القرار ليس بيده بل بيد الدولة المستضيفة (الجزائر).

وفي ظل غياب أي تأكيد أو نفي بشأن زيارة ديميستورا إلى الجزائر، في وقت تقترب جولته المغاربية من نهايتها، بات نظام المخزن في حرج كبير بسبب إصراره في كل مرة على حضور الجزائر في أي مفاوضات ترعاها الأمم المتحدة حول القضية الصحراوية، وهو ما دفع بأبواق النظام المغربي إلى الإقرار بصعوبة مهمة المبعوث الأممي، الذي أصبح مطالبا أكثر من أي وقت مضى، بضرورة البحث عن حل بين الطرفين الرئيسيين، المغرب وجبهة البوليساريو دون سواهما، وهو ما تخشى الرباط حدوثه.

احتمالات فشل زيارة ديميستورا إلى منطقة النزاع المغربي الصحراوي، سيضع من دون شك، نظام المخزن في مواجهة المجموعة الدولية، التي وقفت على حقيقة مفادها أن مناورات نظام المخزن وطروحاته غير العقلانية، لم تكن سوى محاولة يائسة لربح الوقت على أمل تغيير الواقع على الأرض، وهو المعطى الذي سيضغط عليه من أجل تغيير نهجه في التفاوض وتحمله المسؤولية كاملة، دون إلقائها على دول الجوار ومن بينها الجزائر التي يمكن أن تلعب دور مسهل المفاوضات بين طرفي النزاع فقط، وليس المفاوض الرئيسي.

مقالات ذات صلة