الجزائر
قيادي يهاجم قيادة حزبه بسبب موقفه السلبي من ملف الذاكرة

العنصرية تجاه الجزائر تفجر الانشقاق في اليمين الفرنسي

محمد مسلم
  • 2594
  • 0
أرشيف
كزافيي برتراند

انتقد كزافيي برتراند، وهو قيادي في حزب اليمين الفرنسي “الجمهوريون”، ورئيس إحدى المقاطعات الفرنسية، الموقف الذي عبر عنه رئيس الحزب، إيريك سيوتي، والذي تضمن إيحاءات عنصرية معادية للجزائر، وذلك ردا على مطالبة الجزائر باسترجاع ممتلكاتها المنهوبة خلال حقبة الاحتلال الفرنسي للجزائر من 1830 و1962.
وهاجم كزافييه برتراند رئيس حزبه بشدة واعتبرها تناقض التاريخ والقيم التي يؤمن بها “الجمهوريون” في فرنسا، وهو تيار اليمين التقليدي، الذي يُقدّم على أنه الوريث التقليدي لتركة الجنرال الفرنسي، شارل دي غول، غير أنه انحرف عن هذا الخط وبات قريبا جدا من اليمين المتطرف، الذي تمثله العائلة السياسية لماري لوبان.
وكتب رئيس مقاطعة “أوت دو فرانس” في تغريدة له الخميس، على منصة “إكس” أو “تويتر” سابقا: “أدين بشدة هذه التغريدة التي لا تعكس قيم ولا تاريخ الجمهوريين. لا توجد حسابات انتخابية تجيز إهانة بلد وشعبه، مهما كانت الاختلافات التي تعارضنا”، في تحد واضح وصريح لرئيس حزب “الجمهوريون”، إيريك سيوتي، المعروف بقربة من الرئيس الفرنسي الأسبق، نيكولا ساركوزي.
السبب الذي أثار غضب شريحة واسعة من السياسيين الفرنسيين سواء في اليمين أو في اليسار، هي تلك التي صدرت عن حزب “الجمهوريون” وكذا زعيمه إيريك سيوتي، وجاء في تغريدة الحزب: “رسالة خدمة للجزائر، يجب علينا استعادة كل شيء، الجيد والسيئ: المجرمون، والجانحون، والمهاجرون غير الشرعيين، وأولئك الذين صدرت بحق إلزام بمغارة التراب الفرنسي(OQTF)”.
أما تغريدة زعيم “الجمهوريون”، إريك سيوتي، فقال فيها: “دعونا نرسل أيضا إلى الجزائر قائمة الجانحين الذين يجب عليهم إعادتهم إلى وطنهم”، في إشارة إلى طرد أبناء المهاجرين الجزائريين الذين ارتكبوا أفعالا مخالفة للقانون الفرنسي، وهم الذين ولدوا على التراب الفرنسي وتربوا في المجتمع الفرنسي ومن نتائج التمييز الذي تمارسه الدولة الفرنسية ومؤسساتها وإدارتها ضد الفرنسيين من أصول غير فرنسية.
غضب الطبقة السياسية الفرنسية من إريك سيوتي، لم يتوقف عند تمرد كزافييه برتراند، ضد قيادة حزبه “الجمهوريون”، بل تعداه إلى زعيم الحزب الاشتراكي الفرنسي، أوليفيي فور، الذي غرد على حسابه في “إكس” قائلا: “هكذا يتحول موضوع جدي، وهو موضوع استعادة الممتلكات الناتجة عن الاستعمار، إلى رسالة تهدف إلى إثارة الكراهية بمزيج جميل”.
وجاء سعار الحزب اليمين وقائده في أعقاب تقديم الجزائر قائمة مفتوحة لممتلكاتها التي وصفت بأنها ذات الدلالات الرمزية، المحفوظة في المتاحف الفرنسية، لاسترجاعها ضمن مهمة اللجنة الجزائرية الفرنسية للتاريخ والذاكرة، وقالت اللجنة المختلطة الجزائرية الفرنسية لبحث ملف الذاكرة، بحر الأسبوع المنصرم، إنها “تأمل أن تتحقق الإجراءات الملموسة التي تعكس الإرادة الحقيقية لمعالجة كل أبعاد المرحلة الاستعمارية من أجل التطلع إلى المستقبل”.
كما عبرت اللجنة عن أملها في أن “ترقى معالجة ملف الذاكرة إلى ما يتطلع إليه الشعبان الجزائري والفرنسي”، وذلك في أعقاب آخر اجتماع لها انعقد بالجزائر في الفترة الممتدة ما بين 20 و24 ماي المنصرم، والذي جاء بالتزامن مع “الاحتفال بالشهر الوطني للذاكرة” في الجزائر.
وينسجم موقف الحزب اليميني الفرنسي من قضية الذاكرة، مع مواقفه السياسية تجاه كل ما هو جزائري، فهو يعاكس دوما المصالح الجزائرية منذ فترة الحرب التحريرية، ومؤسس هذا التيار، ماري لوبان، متورط في تعذيب الجزائريين بشهادات مؤرخين فرنسيين، وتواصلت هذه العداوة إلى غاية اليوم، قبل نحو سنة زار إيريك سيوتي، النظام المغربي ومن هناك دعا سلطات بلاده إلى دعم المملكة العلوية ضد الأمن القومي للجزائر، بحديثه عن السيادة المزعومة للنظام المغربي على الأراضي الصحراوية المحتلة.

مقالات ذات صلة