-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

العرب يتّجهون شرقا

العرب يتّجهون شرقا

في سنة 2011 عقدت مجلة العربي الكويتية ندوة تحت عنوان “العرب يتّجهون شرقا”، وقد طبعت أعمال هذه الندوة في جزأين من الحجم الصغير، بلغ عدد صفحاتها 666 صفحة، وقد نوقشت في هذه الندوة علاقات بعض العرب مع الشرق من إيران والهند إلى الصين واليابان.. وأكثر ما تمّ في هذه الندوة العلاقات الثقافية. وكانت بعض المداخلات لغير العرب من هذه البلدان الآسيوية.

تذكرت هذين الكتابين وما جاء في البيان الختامي لهذه الندوة وهو “ألا نذهب فرادى إلى الشرق الآسيوي علينا أن نحدد – كأمة عربية – حاجتنا من الشرق، ونذهب إليه بأفق متسع، وخيال أوسع، ولكن ضمن إطار واستراتيجية ترسم الخطى، ليس فقط لعام أو عامين، بل لعقود قادمة”، (ج2. ص 355)، وهذا بعض ما وقع في هذه الأيام من عقد قمة عربية – صينية في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية.

لقد تفاءلت بعض الشيء لهذا التوجه، حيث بدأ بعض العرب يحاولون الانفتاح على العالم الصيني والروسي، ولعل الفضل في ذلك يعود إلى السياسة “العمياء” للولايات المتحدة الأمريكية ودول غرب أوروبا التي لا ترى إلا “الكمشة الصهيونية” وتعمى عن رؤية ملايين العرب والمنافع الاقتصادية التي تجنى من العلاقة معهم. وما ذلك إلا لهيمنة العامل الدين اليهودي – النصراني على العقل الأمريكي والأوربي عموما. لقد ارتكب “الغرب” جرائم بشعة في حق الأمة العربية، ومنها الجريمة الكبرى وهي زراعة هذا الكيان السرطاني في المنطقة، وتحيز “الغرب” إلى هذا الكيان الذي تخلّص منه وتحالف معه.

في بداية التسعينيات من القرن الماضي عقدت “مؤسسة الملك فيصل” ندوة دولية في الرياض بمناسبة الذكرى العشرين لهذه المؤسسة.

كان المدعوون لهذه الندوة من الجزائر هم الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي، والأساتذة عبد العزيز بلخادم، ومحمد العربي دماغ العتروس، وعبد الوهاب حمودة، وكاتب هذه السطور. وغاب عنها الشيخ عبد الرحمن شيبان والدكتور عبد الرزاق قسوم لارتباطهما بمواعيد خاصة.

كان الدكتور طالب هو الوحيد الذي طلب منه من المغرب العربي أن يحاضر، وكان الموضوع الذي اقترح عليه هو “مقارنة بين سياستي الرئيس هواري بومدين، والملك فيصل”، رحمهما الله. وقد حضر هذه المحاضرة كبار السعوديين من مسؤولين ومثقفين وإعلاميين، يتقدم الجميع الأميران خالد وتركي نجلا الملك فيصل..

ومما جاء في كلمة الدكتور طالب أن الملك فيصل قال له في أحد اللقاءات يا أخ أحمد إننا نلاحظ أن سياسة الأخ بومدين تميل كثيرا نحو الاتحاد السوفياتي، فرد عليه الدكتور طالب: نفس الملاحظة يلاحظها أخوكم بومدين على سياستكم المائلة كل الميل للولايات المتحدة الأمريكية رغم عداوتها الاستفزازية للعرب في قضيتهم الأولى، قضية فلسطين.. ولم يعقب الملك على رد الدكتور طالب.

يبدو أن المسؤولين الخليجيين عموما بدأوا يفيقون من “سكرتهم بالحب الأمريكي” الذي يذلهم كثيرا ولعل هذه القمة العربية – الصينية تكون أوّل القطر في اتجاههم شرقا، والتقليل من ارتمائهم في حضن أمريكا، كما على الإيرانيين أن يوقفوا “تنمّرهم” على دول الخليج، ويسلكوا سياسة أنفع للمنطقة كلها، ويصبح الخليج خليجا “إسلاميا” لا فارسيا ولا عربيا كما قال الخميني ذات يوم قبل أن ينزعه العرق الفارسي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!