العالم
بعد توقيعه مقالا عن مسؤول كبير في النظام المغربي

الصحفي الإسباني سامبريرو يسخر من اتهامه بالعمالة للجزائر

محمد مسلم
  • 4560
  • 0
أرشيف
إغناسيو سامبريرو

سخر الصحافي الإسباني المعروف، إغناسيو سامبريرو، من اتهامه بالعمالة للجزائر، من قبل الصحافة المغربية الدائرة في فلك القصر العلوي، إثر مقال كتبه في صحيفة “إل كونفيدونسيال”، حول مساعي المخابرات المغربية الرامية إلى تبييض ساحتها من تهم التجسس التي طالت مسؤولين كبارا في كل من إسبانيا ودول أوروبية أخرى.
ووقع الصحافي الإسباني، مقالا صدر يوم 10 ماي الجاري، جاء تحت عنوان: “مهندس التجسس المغربي عبر برمجية بيغاسوس يحاول تبرئة ساحته بصورة مع فيليبي السادس” (ملك إسبانيا)، وكان يشير إلى عبد اللطيف الحموشي المدير العام للشرطة وكذا مسؤول المديرية العامة لحماية الإقليم (الأمن الداخلي) المغربي، والذي حضر احتفالية الذكرى المئوية الثانية للشرطة الإسبانية، وجاء المقال مشفوعا بصورة للحموشي وهو واقف إلى جانب العاهل الإسباني.
وإثر الهجمة التي تعرض لها، غرد الصحفي الإسباني عبر حسابه على منصة “إكس” (تويتر سابقا) قائلا: “أول استهداف من قبل صحافة “المخزن” بعد “مقالي” عن الحموشي. “لقد تم اتهامي بأن الجزائر هي من دفعتني (لكتابة المقال)! هؤلاء “الصحفيون” من المغرب الذين عملوا دائمًا تحت أوامر “المخزن”، لم يفهموا بعد معنى أن تكون (صحفيا) مستقلا!”
ومن بين ما جاء في مقال الصحفي سامبريرو: “لا بد أن ضيف الشرف الأجنبي في تلك الاحتفالات لم يعجبه أن يكون حضوره في مدريد صامتا، فقرر لدى عودته إلى المغرب، بلده، أن ينشر الصورة على أوسع نطاق. وقام عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للشرطة المغربية، مباشرة أو عبر وكالة المغرب العربي للأنباء، بتوزيع سلسلة من الصور له في حفل الشرطة والتي ظهرت على الصفحات الأولى للصحافة المغربية مساء الخميس”، مع الملك ومع كل من وزير الدولة لشؤون الأمن، رافائيل بيريز، والمدير العام للشرطة، فرانسيسكو باردو بيكويراس.
وتلمّس سامبريرو عدة فرضيات في ما قام به المسؤول المغربي، غير أنه رجح فرضية أن يكون “الحموشي ربما حاول إثبات أنه على الرغم من الأمور الشنيعة التي تورط فيها، فإنه لا يزال يتمتع بتقدير محاوريه الإسبان على أعلى المستويات”، استنادا إلى مصادره.
ويتهم الصحفي الإسباني الحموشي بأنه “أحد مهندسي عملية التجسس المغربي عبر برمجية بيغاسوس”، التي صنعتها شركة “آن آس أو” الصهيونية، وأدت كما هو معلوم، إلى تأزيم علاقات النظام المغربي ببعض الدول الأوروبية، على غرار كل من إسبانيا وفرنسا وبلجيكا.
ولوضع متابعيه في الصورة، توقف الصحفي الإسباني عند عناوين بعض الصحف المغربية التي أشادت بحضور المسؤول المغربي الاحتفالية الإسبانية، على غرار “إسبانيا تفرش السجادة الحمراء لعبد اللطيف الحموشي”، وهو العنوان الذي اشتركت فيه كل من صحيفة “لوبينيون”، وصحيفة “الاستقلال”، لسان حال حزب الاستقلال المشارك في حكومة عزيز أخنوش، فيما عنونت الصحيفة التي تدار من القصر Le 360، لقد كان “الضيف الوحيد من القارة الإفريقية”.
ويعتبر إغناسيو سامبريرو من أبرز الصحفيين الإسبان الذين يعرفون النظام العلوي جيدا، فقد سبق له وأن عمل لسنوات طويلة مراسلا لصحيفة “إل باييس” الإسبانية، من العاصمة المغربية الرباط، كما أنه يعتبر من بين ضحايا برمجية التجسس الصهيونية “بيغاسوس”، فقد تعرض هاتفه للاختراق، كما قال، ورفع دعوى قضائية بإسبانيا ضد النظام المغربي بسبب ذلك، غير أن الدعوى تم رفضها، ليعود النظام المغربي ويرفع دعوى أخرى ضده بتهمة التشهير، وهي لا تزال قيد الدراسة، غير أن نقابة الصحافيين الإسبان تضامنت معه، واعتبرت مقاضاته محاولة لإسكات صوته.

مقالات ذات صلة