الرأي

الشيخ الرئيس!

قادة بن عمار
  • 4745
  • 21

بمجرد قراءتي لهذا الاعتراف الخطير والمثير الذي كشف عنه بابا الفاتيكان، فرانسيس، حين قال إنه “كان في سنوات شبابه حارسا لناد ليلي” أي بالتعبير الشعبي”فيدور في كباريه” تذكرت تفاصيل تلك الحملة المسعورة التي يتعرض لها “رمز السلفية الجديد في الجزائر” عبد الفتاح زيراوي حمداش، بعدما وصفه البعض، وآخرهم، صاحب برنوس الأسد، جمال عبد السلام، بـ”الشطاح الردّاح”!!

الواقع أن الشيخ حمداش، المنشغل هذه الأيام بمحاربة التشيّع من تبسة إلى وهران، يكون قد وجد متسّعا من الوقت لإعلان ترشحه للرئاسيات المقبلة، والهدف طبعا “إعلاء كلمة الله” دون أن يحدد برنامجا شعبيا للدولة التي سيرأسها، أو للخبراء الذين سيعتمد عليهم من أجل حل مشاكل البطالة والسكن والفساد والتعليم والصحة!!

حمداش لم يخبرنا حتى ما الذي سيفعله في حال “ظفره بالرئاسة” بعدد كبير من خصومه، وأولهم، جمال بن عبد السلام وعدة فلاحي وبقية الإخوة الأعداء من الإسلاميين المتنكرين والعلمانيين الحاقدين والشيوعيين الملحدين؟!! هل سينفيهم مثلا لجزيرة بعيدة أم سيستفتي الشعب في كيفية “إنزال الحد الشرعي بهم” أو سيحرق”كتبهم وأفكارهم” مثلما يتوّعد أدونيس هذه الأيام!!

في السياق ذاته، لا أعرف، هل خبر “ترشح حمداش” للرئاسة “حقيقي أم مجرد نكتة” لتحريك آلة الإعلام التي بات شيخ “الصحوة الحرة” يُتقن فنون إثارتها بطريقة أذهلت “شيوخ الإسلام السياسي التقليديين في البلاد”، أم أن خطاب عبد الفتاح، بات قريبا ومسموعا من طرف فئات لا يستهان بها من “الشعب” في الأشهر الأخيرة، ربما حتى أكثر من غيره، وتحديدا ذلك الخطاب “المتناقض” الذي يروجه زعيم حمس عبد الرزاق مقري “الراديكالي سابقا”، التائه حاليا وربما التوافقي لاحقا، كما أن الدولة التي ينشدها عبد الفتاح زيراوي تبدو أكثر”ميلا للأحكام الشرعية” حتى من دولة “البروفيسور” عبد الله جاب الله بجميع كتبه ومؤلفاته ومجلداته!!

 

السؤال المهم الآخر: ماذا لو تحوّل الأمر إلى حقيقة والنكتة إلى واقع؟ فبات حمداش”غير المتفق عليه حتى من عائلة السلفيين أنفسهم” مرشحا قويا للوصول إلى قصر المرادية؟ حينها قد تكثر القراءات والتحليلات على أن”الرجل” قد يكون خيارا شعبيا أو حتى”غربيا” في ظل الاختبارات العديدة التي يمر بها العالم العربي، لكن في الوقت ذاته، لا يمكن التعامل معه على أنه “أسوأ” من الذي نعيشه حاليا، أو “أمرّ” حتى من تلك البدائل التي “صدع البعض رؤوسنا بها لسنوات”، مرددين شعارات الاعتدال والوسطية، ليتبين مع مرور الوقت أنه اعتدال يعني الخنوع، ووسطية تبرر الانقراض!

مقالات ذات صلة