-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تبدأ من 5000 دج وتصل إلى 3 ملايين سنتيم

“الشقق المجهزة” بالمدن الساحلية.. خدمات متدنية وأسعار ملتهبة

سمير مخربش
  • 1407
  • 1
“الشقق المجهزة” بالمدن الساحلية.. خدمات متدنية وأسعار ملتهبة
أرشيف

تعرف قيمة كراء الشقق في المدن الساحلية ارتفاعا جنونيا بعد الاكتساح الذي شنه الجزائريون على الشواطئ بغرض التمتع بما تبقى من العطلة الصيفية.

وجهات الجزائريين اليوم تكاد تكون كلها باتجاه الشمال أين تتوزع الشواطئ عبر الساحل الذي يعرف حالة انتعاش هذه الأيام، حيث استعادت أغلبية المناطق السياحية حيويتها، كما هي الحال بولاية جيجل التي استرجعت أيام زمان بعد التوافد الكبير للزوار من مختلف الولايات، وهو ذات المشهد بكل من سكيكدة وعنابة والطارف وغيرها من المدن الساحلية التي غزتها الوفود من مختلف جهات الوطن. هذا الغزو ساهم في رفع قيمة كراء الشقق التي عرفت ركودا كبيرا في السابق بسبب الوباء لكن هذه الأيام الوضع تغير والحكم اليوم بيد أصحاب الشقق والمنازل المعروضة للكراء.

وقد شملت الزيادة كل هذه الولايات الساحلية حيث ارتع السعر من 2500 دج لليلة إلى 7000 دج وهو ارتفاع جنوني لم يهضمه السياح الذين اختاروا التوجه إلى الشواطئ في الوقت بدل الضائع.
والإشكال لا يكمن فقط في الأسعار بل في العثور على الشقق الفارغة، فبحسب ما استقيناه من خلال التواصل مع أصحاب الإعلانات الموجودة في صفحات كراء المنازل، فإن أغلبية العارضين أعلنوا حالة تشبع للشقق المعروضة للكراء، وبحسب صاحب صفحة منازل للكراء بعنابة، فإن الشقق التي يملكها، المقدرة بـ 12 شقة، كلها مشغولة في الوقت الحالي، لأن الولاية تعرف هجوما للعائلات من مختلف المناطق وأغلبية الوافدين من الولايات الداخلية بشرق البلاد كسطيف وقسنطينة وبرج بوعريريج وميلة مع تواجد كبير لأهل الجنوب، والأولية للعائلات التي تفضل الشقق على الفنادق لنقص التكلفة، ويقول محدثنا: نحن كذلك نفضل التعامل مع العائلات والإعراض عن طلبات الشباب والمراهقين تفاديا للمشاكل، وعادة العائلات تؤجر الشقة لعدة أيام، وبالتالي الأفضلية لمن يمكث لمدة طويلة، وحاليا يقول صاحب الصفحة: هناك عائلات استأجرت شققا إلى غاية تاريخ 20 سبتمبر تماشيا مع الدخول المدرسي.

وقد استفحل نشاط كراء الشقق في الولايات الساحلية، وهناك من أنجز بنايات خاصة من عدة طوابق بها شقق ثنائية وثلاثية ورباعية أنجزت خصيصا للكراء في فصل الصيف، وهي بمثابة ترقية عقارية غير معلنة ولا تخضع لأي ضابط.

وأما الموضة الجديدة التي بدأت في الانتشار فتتعلق بكراء الفيلات المجهزة بمسبح وبها مختلف اللوازم الترفيهية، لكن سعر هذا النوع يبدأ من 2 مليون سنتيم إلى 3 ملايين سنتيم لليلة، ويزيد السعر عندما يتعلق الأمر بالعرسان الجدد الراغبين في قضاء ليلة الدخلة أو أيام من شهر العسل في فيلا فاخرة.

وإذا كانت بعض المنازل تستجيب لظروف الإقامة المريحة، فهناك شقق لا تتقاطع إطلاقا مع رائحة السياحة بالنظر للخدمات المتدنية، التي تبدأ بانعدام مياه الحنفيات وما يترب على ذلك من متاعب تعكر أجواء الاصطياف، فالعديد من العائلات تصطدم بشقق تبدو بحسب إعلانات العالم الافتراضي مفروشة ومجهزة بكل اللوازم بما فيها المكيف والأثاث والأفرشة والأواني، لكن حين الاطلاع عليها في الواقع تجدها شبه خاوية ولا تتوفر فيها شروط النظافة، والصدمة الكبيرة التي فاجأت بعض العائلات كانت مع تواجد الصراصير والفئران التي تعكس الوجه الأسود للسياحة في المناطق السياحية.

فهذا النشاط الذي يبقى غير مقنن ولا يخضع لأي نظام جبائي فرض نفسه كبديل لغلاء الفنادق التي تتفوق بأسعارها على ما هو موجود في الخارج وتنهزم بالضربة القاضية في الخدمات المتدنية، ولذلك جاءت الشقق المفروشة كبديل رضي به الناس رغم رداءته هو الآخر وغلائه الذي لا يتناسب إطلاقا مع الخدمات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • مراد

    السياحة في الجزائر تحت الصفر.