الشعب الفلسطيني في محنة

كتائب شهداء الأقصى في الضفة تتوعد حماس بأن بكون ردها صاعقا إذا لم تفرج عن معتقلي فتح بغزة ولم تنتظر الأجهزة الأمنية الساعات الاثنى عشر، بل سارعت كل انواع الأجهزة لاعتقال كل من يضبط بتهمة حماس في الضفة وإغلاق مؤسسات الحركة.. فيما واصلت الأجهزة الأمنية التابعة لحماس في غزة اعتقالها لمئات الفلسطينيين وسيطرتها على اكثر من 122 مؤسسة تابعة لفتح.

• لقد طالت الاعتقالات أشخاصا ذوي مكانة اجتماعية ونضالية وبعضهم مرضى بأمراض خطيرة، واتسمت ردة فعل أجهزة حماس بالقسوة في محاولة لكشف الجناة القتلة الذي أودوا بحياة مجموعة من قيادات القسام يوم الجمعة الأخير.. وفي الضفة تم سوق شخصيات محترمة من المشايخ والعلماء الى الزنازين، وقد سبق ان مات أحد العلماء في سجون أجهزة الأمن في رام الله..
• انها الحالقة التي تحلق الدين والكرامة والأخوة.. انها اشد من القتل .. لقد تحول الشعب الفلسطيني ضحية لتنظيماته ليس فقط بعدم ادارتها الجيدة للصراع مع العدو ولكن ايضا بسبب ما تفتعله من مشكلات دموية تستعصي على الحل.
• إن كل فريق يمتلك من الحجج ما يجعله مشحونا للقتل وعدم التصالح ولم يرتق احد الطرفين الى روح المسؤولية وظل موضوع التصالح رهنا بنتائج المفاوضات مع الإسرائيليين وانتظارا لنتائج وعود الأمريكان.
• من الذي يمنع الرئيس الفلسطيني ان يشرع فورا بالحوار؟ من الذي اشار عليه ان لا حوار طيلة سنة كاملة تجرع الشعب الفلسطيني فيها غصص المهانة والمذلة في سجن وحصار خانق لقطاع غزة وحواجز ازدادت عنفا وشراسة في الضفة الغربية!!!! من الذي اشار على الرئيس الفلسطيني ان يشترط اعتذارا من حماس، ثم ها هو بعد سنة كاملة يتنازل عن الشرط ولكنه لا يمتلك دفعا كافيا لإطلاق الحوار؟ وفي المقابل ماذا حققت حماس في غزة سوى دمار وخراب وتعطل الحياة وجوع عشرات آلاف العمال والوقوف طوابير من اجل الغاز المنزلي وسجن شعب بكامله واشاعة جو الرعب لدى كل معارض ..
• ان حماس وعباس مسؤولان بشكل مباشر عما يحصل للشعب الفلسطيني.. فكفى تلهيا بألم الناس ومعاناتهم وكفى جريا وراء وعود الأمريكان وخدع الاسرائيليين.. كفى زجا بالشعب في حمامات الدم.. أي موقف سيقفه عباس وحماس امام الله والتاريخ؟ بماذا سيجيبون؟ أليس من الحرام ان تنتهي الحركة الاسلامية في فلسطين والحركة الوطنية الى اسوأ المواقع متمثلة في تفجير الاوضاع الداخلية!!؟ كل من يتصدى لتسريع الحوار الوطني يقف في خندق المستفيدين منه وهم فقط الإسرائيليون والأمريكان.