-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الشروق تدخل بيت عجوز أمية حفظت القرآن في الثالثة والسبعين.. زوّجت كل أولادي ثم تفرغت لكتاب الله

الشروق أونلاين
  • 21532
  • 30

– خوفني الناس من صعوبة حفظ سورة النساء، فأخفتهم من فتنة النساء! ..من يصدق أن عجوزا، اشتعل رأسها شيبا وبلغت من الكبير عتيّا تحفظ القرآن في عقدها السابع.. ومن يصدق أن “الحاجة خديجة” أو “أم منصف” كانت أميّة لا تقرأ ولا تكتب، اتخذت الإرادة سبيلا إلى صنع “معجزة” يراها الناس رأي العين..

 

أفلم تكن هناك قوة إلهية خارجية هي من ذللت لها الصعاب، ومهدّت لها الطريق لتشتغل بذكر الله على عكس قريناتها ممن هن اليوم في طوابير أمام المحاكم يحاكمن “كناتهن” و”يشارعنهن” لأنهن لم تقدمن لهن قهوة الصباح وانشغلن بالبكاء وراء شاشات التلفاز لأن كريستيانو لم يتزوج كريستينا!، ألا يحق لهؤلاء النسوة

اللائي فرطن في دينهن أن يذهبن إلى أعلى قمة في البلاد ويصحن بأعلى صوتهن.. ربما سمعهن رب السموات والأرض ليجعل بطن الأرض خيرا لهن من ظهرها.. ألا يحق لكل واحدة تقرأ عن “معجزة” صنعتها الحاجة خديجة.. أن تصك وجهها وتقول عن نفسها إنها امرأة عقيم لسانها لا يعرف إلا أكل لحم الناس في الليل والنهار

سرا وعلانية.. تلك هي حال من ذهب عمرها في فتنة الرجال وما يفي من العمر يأكل بعضها بعضا في خدش الحياء، واللسان الطويل في الأحياء والأموات على السواء.

  • ينما أخبرتني المذيعة حبيبة، منتجة بإذاعة القرآن، عن ظاهرة عجوز تجاوز سنها الـ73 من عمرها، ختمت حفظ القرآن، شخصت بصري في وجهها ولم أرمّش، وقلت لها ربما تقصدين حفظت فاتحة الكتاب وبعضا من قصار السور، فردت عليّ بالنفي لا.. وإشارة رأسها كانت لي أسرع من قولها.. لا.
  • لم يشأ الله أن نجري حوارنا مع الحاجة خديجة في رمضان، لأنها كانت في فترة نقاهة بعد إجرائها عملية جراحية على “الحويصلة الصفراوية” أم ما يعرف عندنا “بالمرّارة” ولما تعافت رحّبت بالشروق في بيتها المتواضع بأعالي الأبيار وفي الطابق الرابع استأذنا ببابها وكانت معنا المذيعة حبيبة، فأذنت لنا ابنتها بالدخول.. وجلسنا نرقب قدوم الحاجة خديجة، فجاءتنا تمشي على استحياء وقد طأطأت رأسها نصب قدميها وهي تقول مرحبا اجلسوا.. لم ننتظر لحظة، بل بادرنا مباشرة بسؤالنا لمعرفة قصة الحاجة خديجة مع القرآن الكريم.. فقالت: أنا عمري الآن 73 سنة.. أمية، بدأت حفظ القرآن الكريم في سن الـ49
  •  سنة لبعض السور، سماعا دون أن أعرف لا كيف تكتب، ولا كيف تقرأ وهي “البقرة، الكهف، يس” للمقرئ الشيخ عبد الرحمان الحذيفي، أعيش بالقرآن بل إنه هوائي الذي أستنشقه، قاطعناها، عن أشغالها مع أهلها وأولادها في البيت ومدى توفيقها بين الحفظ ومصلحة البيت، قالت خديجة لقد زوّجت جميع أولادي.. حتى لا تقول نساؤهن إنني تركتهن لشغل البيت، فيما انصرفت إلى المسجد لحفظ كتاب الله.. بل إني أقوم بطهو الطعام لزوجي وما أن أنهي عملي المنزلي، حتى أستأذن زوجي للذهاب إلى مسجد الخلفاء الراشدين بالأبيار لمواصلة حفظ القرآن وتعلّم أحكام التجويد.. ولقد اشتد التنافس – تضيف الحاجة خديجة – مع صديقتها التي رأت في منامها أنهما يحفظان سورة طه مع بعضهما البعض فاتخذت كل واحدة مصحفا برواية ورش، وشرعتا في الحفظ ربع حزب كل يوم، وتعرض ما حفظته الأولى على الثانية وهكذا..
  • ومن الغرابة الطريفة التي حدثت لأولاد الحاجة خديجة، أنه في ليلة 27 من شهر رمضان المعظم من سنوات ماضية، ذهب أولادها إلى مسجد الخلفاء الراشدين بالأبيار لمتابعة ختمة القرآن، كما جرت العادة في ذلك وتوزيع الجوائز، ففوجئوا بالإمام يقرأ قائمة الفائزين في مسابقة حفظ القرآن الكريم كله تتقدّمهم الحاجة خديجة، فما كان من أولادها إلا أن أجهشوا بكاء وهم لا يعلمون أن أمّهم قد أتمّت حفظ القرآن. لقد مكثت أمهم ثلاث سنوات وبين يديها دفتا المصحف الشريف، فتارة تغمض عينيها، لتقرأ ما حفظته، وتارة تتابع ما استشكل عليها من حفظ لبعض الآيات.
  • وللوقوف على مدى قدرتها على الحفظ، حاولنا اختبارها في بعض السور الطوال، واختيار سورة الأنعام، فقرأنا لها رأس حزب “ولو أننا نزّلنا إليهم الملائكة..” على أن تكمل الحاجة بقية الآيات الكريمات، فأكملتها لنا بالأحكام وفق رواية ورش عن نافع من طريق أبي يعقوب الأزرق.
  • أما عن السور التي صَعُب على الحاجة حفظها فقالت لنا.. قبل أن أحفظ السور الطويلة.. خوّفني بعض الناس من صعوبة سورة النساء، فأخفتهم من فتنة النساء التي حذر منها (صلى الله عليه وسلم) أمته في آخر الزمان وليست سورة قرآنية، فما ان وصلت إليها حتى استسلمت لي النساء بفضل الله وحسن عونه، لكن السورة التي شيّبتني هي سورة الشعراء لورود الآيات المتشابهة فيها منها قول.. “وما أسألكم عليه من أجر، إن أجري إلا على ربّ العالمين فاتقوا الله وأطيعون..”.
  • وعن وردها اليومي من المراجعة تقول الحاجة خديجة، إنها تراجع حزبين يوميا قبل طلوع الفجر “والحمد لله فإن مسجدنا بدأ بتحفيظي للقرآن، والآن يوجد أكثر من 6 حافظات ختمن حفظه”.
  • حينما جاء زوجها وجلس بجانبها، حاولنا إثارة غيرته من زوجته التي تحفظ القرآن، فقلنا للزوج ألم يشعرك حفظها للقرآن خجلا أمام أصحابك، وأنت لا تحفظ مثلها فرد علينا: ..”ادعو الله أن يشفيني من مرضي لأتفرغ أكثر لحفظ القرآن.. إن مرضي حال دون تحقيق ذلك”.
  • ثم استوقفتنا محطة أخرى في حياة الحاجة خديجة، فبعد إتمامها لحفظ القرآن كله، أتمّت حفظ أحاديث الأربعين النووية بعنعنتها التي عجز عنها طلاب الجامعات الإسلامية ماضيا وحاضرا.
  • في ختام جلستنا معها سألناها عن أمنيتها، فقالت: “ندائي إلى الرئيس بوتفليقة أن يرفع عنّي غبن وعناء الصعود والنزول من الطابق الرابع لأكثر من عشر مرات في اليوم، ومرض الكبر بدأ يتسلل إلى قدمي، ولا أشك أن رئيسنا سيبخل عليّ لأجمع أولادي في آخر عمري في سكن يأوينا..”.

     

     

     

    أضف تعليقك

    جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

    لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
    التعليقات
    30
    • الفقيرة الى الله رحا

      يارب اللهم وفقني وجميع المسلمين لختم كتابك اللهم ارحم جميع موتانا ووفق امي خديجة الى ما هو صالح وفالح

    • ABDELKRIM TON FILS

      je suis trés fier de toi tu nous a honoré avec cet article allah yahfathek wa yaatik essaha anti wal hadj entaana wa rabi yadjaalak koudwa lil nissa adjmaine amine ya rab aalamine abdelkrim lybia

    • hamama

      بارك اله فيك يا الحاجه .......الهم اجعل جميع المسلمات متلها........

    • بركاهم

      ما شاء الله لا حول ولا قوة الا بلله اللهم قدرنا علئ طاعتك وحسن عبادتك و على ختم القرءان الكريم بارك الله فيك و كثر من امثالك

    • المحبة للخير

      حَفظَكِ الله ياأُمَه و أطال المولى عَزّ و جلّ في عمرك. إني لا أستَحَي أمام الله و أمامك يا أمي، أنا التي منّى عليَ ربي بنعمة الإسلام و نعمة العقل و جميع النّعم التي لا تحصى و لا تعد ولم أحفظ من الكتاب المنير إلاّ القليل. ليت شعري نأخدك، أنا و جميع المسلمين، نساءًا و رِجالاً، كقدوة لنا و لنترفع عن الصَّغائرو لتكن همّتنا عالية شامخة، شموخ ديننا الحنيف. فليبارك الله لكي في عافيتك و ليُجزيك عنَّا كل خير. جمعنا بِك في الدنيا و الأخرة و حشرنا و إياكي في زمرة المصطفى عليه أفضل الصَّلاة و السَّلام و تحت لوائه و رزقنا شربة من يديه الشريفتين لن نظمأ بعدها و متَّعنا برأية وجهه الكريم.

    • يوسف

      حفظك الله يا أمي و عجل لك بالشفاء و العافية

    • hiadjelloul@yahoo.fr

      ya3tik essaha ya ma rabi atawel fi 3omrek inchaallah ikether ma mthalek anti mraa ihabek rabi ad3ina rabi bah nahafdhou alkorane ou na3amlou bih

    • khaled

      ma chaallah inna lillahi fi khal9ihi chou'oone allah ybarek wellah chadja3atni bech nahfedh le coran

    • aoued

      سبحان الله! تجد في النهر مالا تجده في البحر.

    • ساعد دول

      بارك الله لك لقد برهنتي لكل الرجال والنساء على حبك للقران

    • naouel

      salam alikoum baraka el lah fik que dieu te garde et te protege inchaa lah je suis fierte de vous amimti

    • spectatrice

      ya3tik essaha wa baraka allahou fiki .....j.espere que tu sera l.idole de ttes les femmes !

    • حبيبة -سطيف

      ما شاء الله ، بارك الله في حفظك و ثبتك
      يا رب ينعم علينا و على والدينا بحفظك كتابه و العمل به

    • شويطر

      دعواتك لي ياامي دعواتك لي ياامي دعواتك لي ياامي

    • NADA

      الحاجة بارك الله فيك اتمنى لك طول العمر وان يشرح ربي صدري لحفظ كتاب الله مثك
      يعطيك العافية وطول العمر

    • ابوحمود

      الاعمال با لخوا تيم الله يحسن خاتمة الحا جه خديجه بعد طول عمر
      وان يحرم وجهها عن النار
      سبحان الله هى وزوجها نور الطاعه يشع منهما الله يوفقهما
      واغبط الشعب الجزائرى على هذه السيده
      واتمنى ان تدعو لى ان اكون حافظا للقران الكريم

    • جمال الدين ستيتي

      بسم الله الرحمن الرحيم
      عند تصفحي لجريدتنا المفضلة الشروق، استوقفني المقال، حمدت الله عزوجل وكبرت الله ثلاثا، وتساءلت : هل يعقل ان تحفظ عجوزا طاعنة في السن لكتاب الله عزوجل حفظا وتجويدا بعد أن بلغت من العمر عتيا ؟
      وقد كنت قبل هذا في حوار مع بعض الاصدقاء حول امكانية حفظ كتاب الله بعد سن الاربعين. فوجدت الكثير منهم يعتقد ان الحفظ بعد سن الاربعين صعب المنال بل يكاد يكون مستحيلا ، ومنهم من يرى أن الحفظ يتوقف على قدرات الحافظ وعلى إرادته وعزيمته واكثر من ذلك كيفية إدارته للوقت.
      وخير مثال على ذلك الحاجة خديجة التي حفظت كتاب الله عزوجل وهي في سن 73 سنة، وعجوزا أخرى في السودان قاربت 70 سنة، و مصرية شاهدتها في قناة الفجر تحفظ كتاب الله عزوجل حفظا وتجويدا وتجيد القراءات كلها بطريقة أقل ما يقال عنها أنها رهيبة.
      يتأكد الان أن عامل السن ليس عائقا لحفظ كتاب الله، إذا توفر الاخلاص لله عزوجل والدعاء والتضرع له، فهر القادر على ذلك. اللهم يارب العالمين أعنا والمسلمين في مشارق الارض ومغاربها على حفظ كتابك والعمل به. امين يارب العالمين.
      اللهم ارزق الحاجة خديجة مسكنا يريحها، اللهم إنك قلت وقولك الحق، أدعوني استجب لكم، اللهم منا الدعاء ومنك الاجابة. لا إلله الا الله محمد رسول الله.

    • omar sebihi

      Salam alaikoum wa eid moubarek.
      Ma chaallah,wadjhouki noor ,allah itaoual oumrak ya wadjhou el djenna.very proud of you.
      Salam alaikoum.

    • بوراس

      أه و ألف أه تمنيت لو أن الشباب و الشابات هم السباقون لمثل هذه الأمور ولكن لله الأمر من قبل و من بعد اللهم إهدي هذه الأمة جمعاء أمين يا الله و صلى الله و سلم و بارك على سيد الأولين و الأخرين محمد بن عبد الله .

    • بدون اسم

      Allah ybarek fik incha allah

    • L.MM55@YAHOO.COM

      السلام عليكم الله واكبر عليكى ومشاء الله ربى يذيدك قوة ايمان وصحة بارك الله فيكى يا امى الكريمة اللهم اهدينا جميعا لطاعتك امين يارب العالمين

    • رضوان

      أمي الفاضلة يعجز لساني عن اختيار الكلمات لتهنئتك
      واقف امامك وقفة تقدير عظيم كيف لا وقد جعلتني أخجل من نفسي
      ومن همتي التي لازالت في الارض
      أسأل الله أن يبارك في عمرك ويبلغك زيارة مسجد رسول الله
      يا من يقرؤن لها تعاليقنا في الشروق بلغوها عنا أن تخصنا بدعوة

    • رضوان

      أمي الفاضلة يعجز لساني عن اختيار الكلمات لتهنئتك
      واقف امامك وقفة تقدير عظيم كيف لا وقد جعلتني أخجل من نفسي
      ومن همتي التي لازالت في الارض
      أسأل الله أن يبارك في عمرك ويبلغك زيارة مسجد رسول الله
      يا من يقرؤن لها تعاليقنا في الشروق بلغوها عنا أن تخصنا بدعوة

    • reda londre

      rabi yahfdek ya youma matensanache bi do3a

    • الفقير إلي الله

      الله أكبر.. ألله أكبر.. الله أكبر
      هذا هو المفروض الذي يجب أن يفكرن فيه النساء - حفظ القرآن الكريم - بدل أكل لحوم البشر ليلاً ونهارا والعياذ بالله ...وش نقلك ياعمتي خديجة الله يزيد نور على نور .

    • بدون اسم

      لقد خجلت من نفسي لاني واحدة من الذين لديهم اعلى الشهادات الجامعية و لم احفظ سورة واحدة بنفسي و لو لا مادة التربية الاسلامية لربما كنت جاهلة لبعض السور القصيرة و اعلم جيدا اني لست وحيدة و لكن ادعو الله ان يغفر لي و لامثالي فلقد من علينا بنعمة التعلم و الوصول الى اعلى الشهادات و لم نشكره بتعلم كلامه اساله ان يو فقني في حفظه

    • sam

      macha allah

    • minoucha

      الله يبارك و يزيد. اللهم لا حسد

    • salim

      عيشة خير من عياش
      لوكانت النساء مثل نفيسة لفضلت النساء على الرجال
      فما التأنيث لاسم الشمس عيب وما التذكير فخر للهلال

    • حيدرة

      اللهم احفظها وهب لنا ارادتها عاجلا غير اجل الللللهم امين