الشباب يريد العدالة.. وسعدي يريد الزعامة
“…نحن ضائعون بين براثن الزعامة …الكل يسعى لتحقيق أهدافه على حساب شباب تائه لا حول ولا قوة له ..والكل يريد أن يقسم “الطورطة” قبل أن تنضج…”، هذه عينة من العبارات التي أطلقها بعض المتظاهرين الذين اعتمد عليهم دعاة التغيير في مسيرة أمس تكرر فيها سيناريو سابقتها وفي غياب لافت وغير مبرر لبعض عرّابيها.
- انقسم المتظاهرون وتشتت شملهم، في مسيرة أمس وطفت إلى سطح الأحداث أزمة ظهرت ملامحها بين مكونات ماتبقى من “تنسيقية التغيير” وانحصر الصراع على الزعامة بين جناح زعيم الأرسيدي الغائب “سعدي صامدي”، كما أطلق عليه في مسيرة أمس وبين هؤلاء المنضوين تحت لواء مايعرف بـ “دعاة التغيير”، إلى درجة أن بعضهم صرح خلال دردشتنا معهم “أنهم سئموا من حرب الزعامات وبين مصالح الأمن التي ضيقت عليهم الخناق ومنعتهم من توصيل رسالتهم إلى الرئيس بوتفليقة”، حيث قال لنا أحد الشباب المتظاهرين المدعو “ماسينيسا” نحن تائهون بين نظام “الوي” والنظام “الأوكي” وبين عصب
- وأخرى ولا نعرف كيف نوصل رسالتنا إلى الجميع ونقول لهم “كفوا عن المتاجرة بنا..فنحن نريد الديمقراطية الحقيقية والحرية الفعلية وتحقيق الوحدة الوطنية..”. وفي هذه اللحظة يقاطعه، متظاهر آخر يدعى سليم ليقول “كلنا نملك بطاقة خضراء وكلنا جزائريون وخروجنا اليوم لم يكن من أجل “سعدي
- صامدي” الغائب عن المسيرة مع أنه الداعي لها ولا مع بن بيتور الذي أقام الدنيا ولم يقعدها، لكننا لم نره بين أعيننا ولا حتى من بعض قادة التغيير الذين حجبوا أنفسهم اليوم إلا القليل، بل خرجنا من أجل التغيير دون مزايدة أو تسييس”.
- وقال شاب آخر رفض الكشف عن هويته واكتفى بالقول “أنا لائكي وأؤمن بمبادئي وهي التعبير عن رأيي بكل حرية “دون الموالاة لأي جهة كانت في إشارة منه إلى “أن الشبان لايريدون أن يكونوا تابعين”، وفي رده على سؤالنا حول غياب زعيم الأرسيدي، قال لنا أحد المتظاهرين إن سعدي غادر البلاد من أجل إسماع صوته للرأي العام الدولي بعد أن رفض الجميع إفساح المجال أمامه”.
- يحدث هذا في الوقت الذي دخل فيه تيار ثالث مساند لبوتفليقة حيث احتشد مئات الشباب، يرددون شعارات تنادي بحياة بوتفليقة على غرار “جيش شعب معاك يانظام”، “في التسعينات انتوما وين كنتوا”، وهي العبارات التي أثارت غضب وسخط المتظاهرين الذين اتهموا الشباب بأنهم تلقوا رشاوى من السلطات لإحباط المسيرة. ورفع سكان ساحة أول ماي بدورهم شعارات عبروا فيها عن رفضهم للمسيرة وللمسيرات المزمع تنظيمها كل سبت، وأكدوا أنهم ضد من يفسد عليهم حالة الهدوء والسكينة خاصة وتزامن السبت مع يوم عطلة من المفروض أن ينعم السكان ببعض من الراحة لا العيش في كنف أجواء مشحونة متوترة، فيما عبر التجار عن استيائهم الكبير من فساد تجارتهم كل يوم سبت باعتباره يوما تتضاعف فيه أرباحهم.