” السي آسي سي” شامبيوني… وقسنطينة زاهية بتحقيق النجمة الثانية

قضى سكان مدينة الصخر العتيق قسنطينة، ليلة بيضاء السبت، بعد تتويج فريق شباب قسنطينة، بلقب البطولة المحترفة الأولى ـ موبيليس ـ إثر عودة أشبال المدرب عبد القادر عمراني بكامل الزاد من سفريتهم إلى مدينة الورود أين تمكنوا من افتكاك النقاط الثلاث بشق الأنفس من فريق اتحاد البليدة الذي أسال العرق البارد لرفاق الهداف عبيد الذين كانوا منهزمين في الشوط الأول بنتيجة هدف دون رد، قبل أن ينتفضوا في الشوط الثاني ويتمكن متوسط ميدان “السي آس سي ” من تسجيل ثنائية مكنته من تنصيب أصحاب اللونين الأخضر والأسود أبطالا للموسم الكروي الحالي بعد 21 سنة كاملة من آخر تتويج للفريق، ما فجرّ الشارع في قسنطينة، وخرج آلاف الأنصار على متن سياراتهم في مواكب زينتها الرايات الخضراء والسوداء، فيما تم إطلاق العنان لمنبهات السيارات وصافرات الأنصار وأهازيجهم، مرددين “شامبيوني … شامبيوني …”، قبل أن يتجمع آلاف بقلب المدينة وتحديدا بمحيط قصر الثقافة محمد العيد آل خليفة في أجواء احتفالية رائعة بهذا التتويج الذي أعاد الفرحة لأنصار “العميد” الذين قضوا ساعات طويلة في الاحتفال وإلى غاية ساعات جد متأخرة من الليل، فيما انطلقت عشرات السيارات التي توزعت على متنها مجموعات من الأنصار، باتجاه مختلف الأحياء والشوارع عبر أرجاء مدينة قسنطينة، معلنة عن بداية الاحتفالات التي ستستمر إلى أيام أخرى، بحسب المناصرين. وفي سياق متصل، فقد انتشر صبيحة أمس، بوسط مدينة قسنطينة، وتحديدا بمحيط قصر الثقافة محمد العيد آل خليفة العشرات من باعة مختلف اللوازم الرياضية من ألبسة وقمصان باللونين الأخضر والأسود، بالإضافة إلى مستلزمات المناصرين من منبهات “الفوفو زيلا” والقبعات وغيرها من مختلف اللوازم بألوان فريق شباب قسنطينة، كما ظهر جليا نهار أمس، تأثر سكان قسنطينة بتتويج فريقهم وفرحتهم بهذا الإنجاز الذي تحقق بعد 21 سنة كاملة من أول تتويج للفريق بلقب البطولة، وعمد الكثيرون من الشباب وحتى الكهول والشيوخ والأطفال وحتى بعض الفتيات إلى ارتداء قمصان لاعبي شباب قسنطينة، أو حتى بعض الملابس العادية بألوان الفريق الذي يملك جمهورا من ذهب ساهم كثيرا بتشجيعاته في صنع هذا الإنجاز المحقق.

الساورة تنفرد بالوصافة ومرشحة للحفاظ بها

السنافر يُفرحون “سيرتا” احتفاء باللقب الثاني

كما كان متوقعا، فقد حسم شباب قسنطينة لقب البطولة، وهذا بعد عودته بفوز ثمين من البليدة على حساب الاتحاد المحلي الذي كان قد رهن حظوظه في البقاء منذ عدة جولات، في الوقت الذي عرفت شبيبة الساورة كيف تنفرد بمركز الوصافة عقب الفوز المحقق أمام مولودية ورهان، مستغلة اكتفاء النصرية بالتعادل بميدانها أمام شباب بلوزداد، فيما لا يزال حمى البقاء مشتدا بين 3 أندية تسعى إلى تفادي شبح السقوط، وهي اتحاد بسكرة وأولمبي المدية ودفاع تاجنانت.
لم يكن تتويج شباب قسنطينة بلقب البطولة مفاجئا، خاصة بعد أن حسم أبرز المنعرجات الهامة التي مر بها في مشوار البطولة، من ذلك انتصاريه السابقين أمام اتحاد الجزائر وشبيبة القبائل، وكذا التعادل الذي فرضه على مولودية وهران، وكانت خرجة أول أمس إلى البليدة مناسبة لتجسيد هذا الهدف، بعد الفوز على أبناء الورود بهدفين مقابل هدف واحد، ما سمح لأبناء المدرب عمراني برفع الرصيد إلى 56 نقطة، وبالمرة تعميق الفارق عن الملاحق المباشر شبيبة الساورة إلى 5 نقاط قبل جولة عن انتهاء الموسم.
وقد صنع أنصار شباب قسنطينة الحدث في معاقلهم الرئيسية على مستوى أحياء وشوارع عاصمة الصخر العتيق، احتفالا بالتتويج الثاني من نوعه، وبالمرة استعادة نكهة البطولة التي حصلوا عليها عام 1997، من جانب آخر، بقيت شبيبة الساورة متمسكة بمركز الوصافة، حيث فاز أبناء المدرب نبيل نغير أمام ضيفهم مولودية وهران بهدف وحيد، لكنه كان كافيا للظفر بـ 3 نقاط ثمينة، ما جعلهم يُعمقون الفارق إلى نقطتين عن شريكهم السابق الذي اكتفى بالتعادل فوق ميدانه أمام شباب بلوزداد، وهو ما يجعل الجولة الأخيرة فرصة هامة للحسم في مركز الوصافة والمرتبة الثالثة، حيث تتنقل النصرية إلى أولمبي المدية الذي لا يزال لم يحسم ورقة البقاء، فيما تنزل شبيبة الساورة ضيفة على مولودية الجزائر التي تسعى إلى إنهاء الموسم بفوز للتخفيف من توتر علاقتها بالأنصار، عقب تراجع نتائجها الفنية مؤخرا.

تصريـحـات…

عبد القادر”مدرب شباب قسنطينة”

“تعبنا كثيرا… والفوز باللقب مستحق”

أكد مدرب شباب قسنطينة عبد القادر عمراني، أن فريقه استحق الحصول على لقب البطولة الأولى المحترفة، مشيرا إلى الصعوبات التي مرّ بها النادي، مضيفا أنه وبفضل إرادة اللاعبين والطاقم المسيّر تم تخطي كل العقبات والصعوبات، للمضي قدما في مشوار البطولة وتحقيق نتائج إيجابية من جولة لأخرى، حتى تحقيق التتويج. وشكر عمراني في سياق حديثه لاعبي التشكيلة والطاقم الفني ممثلا في مساعديه وكذا الطاقم الطبي والمسيرين الذين قال إنهم وفروا له كل الأجواء للعمل بكل أريحية، وكذا الظروف التي طالما ظلّ يبحث عنها طيلة مشواره في عالم التدريب، مؤكدا أن فريقه يملك جمهورا من ذهب وساهم كثيرا في رفع معنويات اللاعبين ودفعهم لتحقيق الانتصارات والتتويج باللقب الذي قال عمراني إنه يهديه إلى كل سكان قسنطينة.

طارق عرامة: “المناجير العام للفريق”

“أهدي هذا اللقب لروح والدتي وكل عشّاق السنافر”

بمجرد إعلان الحكم بن عبد الله عن صافرة النهاية بفوز فريق شباب قسنطينة على حساب مستضيفه اتحاد البليدة بنتيجة هدفين لهدف واحد، حتى انفجر المناجير العام لفريق شباب قسنطينة بالبكاء، معبرا عن فرحته بهذا التتويج، وتحقيقه للنجمة الثانية في مسيرته الكروية وتاريخ النادي القسنطيني، مضيفا أنه جد فخور كونه تحصل على لقب البطولة لاعبا قبل 21 سنة عندما كان ضمن تشكيلة “الي آس سي” والآن تحصل على اللقب الثاني كمسيّر لنفس النادي، وأضاف عرامة أن سعادته مضاعفة مرتين بعد وفائه لوعده لوالدته رحمها الله، والتي كان قد وعدها بالظفر باللقب والحمد لله ـ يقول ـ لقد تحقق لي ذلك، وأهدي التتويج لروح والدتي، وكل عشاق النادي داخل الجزائر وخارجها وكل الأنصار الذين لم يبخلوا على فريقهم بالتشجيع والوقوف إلى جانبه في مسيرته وكذا إلى المساهمين الذين وفروا كل الظروف اللازمة للتتويج باللقب هذا الموسم.

المهاجم محمد أمين “هداف السنافر”

“أشكر زملائي وكل الأنصار على دعمهم”

لم يفوت مهاجم شباب قسنطينة وهداف الفريق والبطولة عبيد فرصة هذا التتويج حتى يعبر عن سعادته، بإحراز اللقب الأول في حياته الرياضية، ليزف عبارات الشكر والامتنان لكل زملائه في التشكيلة والذين قال إنهم ساعدوه كثيرا للوصول إلى شباك المنافسين والتألق كهداف من الوزن الثقيل، مضيفا أنه جد ممتن للطاقم الفني والطبي والإداري بالفريق والذين عملوا جميعهم على توفير كل الظروف المواتية لإحراز هذا اللقب، مؤكدا على توجيهه لتحية كبيرة إلى الجمهور العريض لفريق شباب قسنطينة، والذي قال إن هذا الجمهور يستحق الألقاب والتتويجات، لأنه وقف مع فريقه في كل الظروف، ولمّح عبيد إلى إمكانية بقائه بنسبة كبيرة ضمن تشكيلة فريق شباب قسنطينة، ليعيش مزيدا من الأفراح والتتويجات خلال الموسم القادم بحول الله. وأهدى عبيد هذا التتويج إلى كل أنصار فريق شباب قسنطينة.