الجزائر
ملايين الجزائريين في ملحمة الجمعة السادسة:

السيادة للشعب

تغطية: أسماء بهلولي - مريم زكري - المراسلون / تصوير: جعفر سعادة
  • 2638
  • 0
تصوير: جعفر سعادة
أنتم الماضي ونحن المستقبل

“البلاد بلادنا ونديرو راينا.. وطني وطني أين حقي.. معا لتطبيق المادة 2019 .. يتنحاو ڨاع”، شعارات جديدة ترفع لأول مرة في سادس جمعة خرج فيها الجزائريون لتعبير عن رفضهم لمقترحات السلطة، فبصوت واحد دوت شوارع العاصمة على ضرورة رحيل النظام، وتطبيق المادة 7 من الدستور التي تنص على أن الشعب مصدر السلطة”.

دخل الجزائريون جمعتهم السادسة في هدوء وتنظيم عالي تخللها صور ومشاهد إبداعية ميزها الطابع السلمي والحضاري الذي أصبح بصمة جزائرية بامتياز، اسمع من خلالها الجزائري صوته للعالم بعدما عجز لسنوات من قول” لا لنظام رفض سماع صوت الملايين”، حيث توافد مئات المتظاهرين، أمس الجمعة، نحو العاصمة حاملين شعارات رافضة في مجملها الاقتراحات و التصريحات الصادرة عن المسؤولين، ورددت الجماهير الغفيرة طيلة يوم كامل بحناجر مدوية رسالتها وتمسكها بمطلبها الأساسي برحيل النظام، ولأجل ذلك تجمع ملايين الجزائريين في ساحة البريد المركزي، قادمين من مختلف الولايات المجاورة للعاصمة، فضل بعضهم المبيت في العراء، وشملت جميع الأطياف والفئات بما فيها معطوبي ومتقاعدي الجيش، والمجندين السابقين، وحتى ذوي الاحتياجات الخاصة والنساء الحوامل والشيوخ والأطفال.

متظاهرون ينامون بساحة البريد المركزي استعدادا للمسيرة

في سابقة فريدة من نوعها طبعت مسيرة الجمعة السادسة توافد عشرات المتظاهرين لقضاء ليلتهم بساحة البريد المركزي وسط العاصمة استعدادا ليوم حافل، فبعدما كانت الوفود المشاركة في كل مسيرة تنطلق رحلتها في حدود الساعة الواحدة والنصف زوالا فور انتهاء صلاة الجمعة، فضل الجزائريون هذه المرة التحضير لها ليلا ثم بداية الحراك في حدود الساعة السابعة صباحا، أين تدفقت الحشود البشرية حاملين شعارات ولافتات على غرار المسيرات الماضية، وكلهم إصرار وعزم على تحقيق مطلبهم بسلمية وتحضر وتقديم دروس الوعي والتحضر وقف كل العالم احتراما له، وكانت الانطلاقة من منطقة العناصر والرويسو مرورا بحي بلوزداد الشعبي الذي خلد اسمه احد رموز الثورة التحريرية محمد بلوزداد، زينت وجهم ألوان العلم الوطني بكل فخر واعتزاز، وعلى مسار الطريق المؤدي نحو وسط العاصمة وساحة أول ماي، ساحة موريس اودان، والبريد المركزي لم تختلف الأجواء الاحتفالية، رقص غناء أبدع فيها شباب من مختلف الأعمار مرتدين أزياء تقليدية وامتزجت الأصوات والحناجر لتردد العبارات نفسها: “جينا نحو العصابة ونولو لباس” كليتو لبلاد يالسراقين”.

الشعب مصدر السلطة” شعار جديد بنكهة سياسية

طغت على الجمعة السادسة للحراك شعارات جديدة ذات بعد سياسي واضح لخصت موقف الشعب من تصريحات المسؤولين، على غرار دعوة نائب وزير الدفاع الوطني الفريق احمد قايد صالح لتفعيل المادة 102 من الدستور للخروج من الأزمة وهي الدعوة التي رفضها قسم من المحتجين من خلال الهتافات المدوية الداعية لتطبيق المادة 7 من الدستور، والتي تنص على أن الشعب مصدر السلطة، في حين فضل آخرين رفع شعارات تدعو لتطبيق ما اسموه المادة 2019 والتي تعني – حسبهم – ” يتنحاو قاع” بمعنى يذهبون كلهم، بالمقابل عادت الشعارات القديمة التي ميزت الحراك في الجمعات السابقة لتظهر من جديد وبقوة على غرار “رمز الكاشير.. والصنارة” التي تعبر عن اصطياد الفاسدين ورموز النظام المرفوضين،ودعوات لرحيل حزبي السلطة “الآفلان والارندي”، فعبارة” fln dégage” دوت محيط البريد المركزي.

متقاعدو الجيش في مقدمة الحراك بعد سنوات من الحرمان

ظهر متقاعدو الجيش والمجندون السابقون في مقدمة المتظاهرين لأول مرة، راسمين بذلك صور مميزة بالبدلة العسكرية بعدما حرموا على حد تعبير أحدهم من دخول العاصمة لسنوات، رافعين هذه المرة شعارات ” نحن شهداء الميدان.. ووطني وطني أين حقي.. وحمل متقاعدو الجيش شعارات عبروا من خلالها، عن تضامنهم اللامشروط مع الجيش، من بينها “لن تلبس الجزائر ثوب الحداد ما دامت القوات الخاصة بالمرصاد”، بالإضافة لـ “الجيش هو الحامي والراعي الرسمي للشعب ووحدة التراب الوطني”، كما فضل بعضهم ترديد الأناشيد الوطنية، وارتداء الزي العسكري، وركوب سيارات تشبه إلى حد بعيد المركبات العسكرية.

قوتنا في وحدتنا.. ترد على دعاة الفتنة

“عربي، قبائلي، ترقي، مزابي، شاوي.. كلنا جزائريون”، شعارات فضل المحتجين رفعها في سادس جمعة، لرد على دعاة التقسيم والفتنة، الذين استغلوا تنوع ريات الجزائريين في المسيرات السابقة لفتح ملف التقسيم والجهوية وضرب استقرار البلاد، بعدما فشلوا في تسميم الحراك .

محاكمة شعبية لرموز النظام بشعار “لا بن صالح.. لا سعيد”

في خرجة غريبة وجديدة، نظم المحتجون في شوارع العاصمة محاكمة افتراضية لرموز النظام لم يكن الرئيس بوتفليقة وحده من يقف فيها بل امتد الأمر إلى كل المسؤولين والوزراء وقيادات حزبية ورجال أعمال، يرى فيهم الشعب أنهم تسببوا في الوضع الذي تعيشه البلاد اليوم، بشعار: “كلمة الشعب قالها ترحلو يعني ترحلو نقطة انتهى”.

أنصار الملاعب يلهبون الشارع وسيارات استعراضية للجيش

بحماس وثقة كبيرة بعيدة عن العنف والجهوية التي ميزت في وقت سابق الملاعب الجزائرية اتحدت أصوات مناصري الأندية العاصمية، واجتمعت رايتها تحت شعار واحد هو “كلنا الجزائر”، حيث صنع هؤلاء أجواء جميلة وسط العائلات التي التفت حولهم لسماع أهازيج كانت تقتصر فقط على مباريات كرة القدم، والانضمام لهم في أجواء أخوية مرحة، وليس بعيدا عن ساحة موريس اودان طافت سيارات استعراضية مستنسخة عن مركبات الجيش لتخترق مهرجان الألحان وتصنع بدورها الاستثناء خلال مسيرة أمس، وتهافت المتظاهرون لالتقاط صور السلفي داخلها. في رسالة واضحة من المتظاهرين مفادها أن الجيش يستمد قوته من الشعب.

المتظاهرون لم ينسوا ذكرى استشهاد البطلين عميروش وسي الحواس

وعلى غرار المسيرات الفارطة ومنذ يوم 22 فيفري، رسم الجزائريون أجمل الصور التي تعبر عن اعتزازهم وفخرهم بشهداء نوفمبر ولم تغب أسماء الثورة عن الحراك الجزائري منذ انطلاقه كانت رسالة واضحة منهم بأن الجزائر أمانة الشهداء سيحافظون عليهم بخروجهم في مسيرات سلمية، وصادف تاريخ 29 مارس ذكرى استشهاد البطلين عميروش والعقيد سي الحواس، اللذان كانا لهما نصيب كبير خلال مسيرة أمس، بحمل رايات لصورتيهما مرفقة بعبارات تدعوهما مجازا أن الجزائر ليست بخير وبحاجتهما.

قنوات أجنبية تثير الفتنة.. والسؤال لمصلحة من؟

عمدت قنوات أجنبية غطت مسيرات الجمعة أمس، إلى نقل تقارير إخبارية لا أساس لها من الصحة تحدثت فيها عن تدخل عنيف للشرطة الجزائرية ضد المتظاهرين من خلال استعمال مدافع المياه لتفريق آلاف المحتجين وسط العاصمة، وهي المعلومات التي فندت من قبل مصالح الأمن، ونفس الشيء وقفت عليه “الشروق” من خلال تغطيتها للحدث ورصدها أجواء سلمية هادئة بعيد عن أي احتكاكات بين الشرطة والمتظاهرين، وهو ما دفع البعض إلى التساؤل حول هدف هذه المنابر من تزيف الوقائع.

“آلو .. علي فضيل نحتاج أمثالك!”
مسيرات تاريخية في الجمعة السادسة للحراك

جدد الجزائريون، أمس، موعدهم مع الاحتجاجات السلمية، من خلال نزولهم إلى الشارع في الجمعة السادسة للحراك. وإلى جانب المطالب السياسية، المتعلقة برحيل النظام، والموقف من تفعيل المادة 102 من الدستور، برز في التظاهرات تضامن واسع مع “الشروق”، الذي يتعرض للتضييق، عبر أساليب مافيوية، وصلت إلى حد اختطاف مديره العام الأستاذ علي فضيل.
تميزت سادس جمعات الحراك في بريكة بولاية باتنة، بخروج أبناء المدينة في أضخم مسيرة شعبية، حيث اختاروا لها شعار”جيش شعب خاوة خاوة”. وقد توجهت جموع غفيرة من المساجد بعد الفراغ من صلاة الجمعة، لتلتقي في قلب المدينة عند المكان المسمى “الرومبوان” وهو المكان الذي جعلوا منه نقطة انطلاق المسيرة، رافعين الأعلام الوطنية، وصور للرئيس السابق اليامين زروال. وصاحب المسيرة هتافات مؤيدة للجيش الوطني الشعبي، حيث نادى الجميع بصوت واحد “جيش شعب خاوة خاوة”. وعلى مستوى أهم صفحات فيسبوك المحلية، كان ثم ترحيب بدعوة قائد أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح إلى تطبيق المادة 102 من الدستور، ونادت إلى دعمه ومساندته، معتبرة ذلك تدخلا منه في الوقت المناسب من أجل صالح البلاد والشعب.

جدل حول المادة 102

بدورهم، جدد سكان ولاية قالمة، احتجاجهم بالخروج في مسيرات سلمية حاشدة انطلقت من مختلف أحياء المدينة عقب صلاة الجمعة. كما خرجت مسيرات عبر كبرى المدن والدوائر بولاية قالمة، على غرار وادي الزناتي، بوشقوف عين مخلوف ولخزارة، للتعبير عن الرفض القاطع لتأجيل الانتخابات الرئاسية وتمديد العهدة الانتخابية، والمطالبة برحيل كل وجوه النظام، وأشاد متظاهرون بدعوة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح، لتطبيق المادة 102 من الدستور وطالبوه بضرورة إعادة السلطة للشعب وتطبيق المادة السابعة من الدستور. بينما هتف آخرون بضرورة رحيل كل وجوه النظام رافضين فكرة تطبيق المادة 102 من الدستور. وخلال مسيرة الجمعة السادسة أكد المتظاهرون سلميا تضامنهم المطلق مع الرئيس المدير العام لمجمع الشروق وكل العاملين بالمؤسسة، لما يتعرضون له من مضايقات، وهتفوا باسم الشروق مطولا مطالبين برفع القيود عنها وعن باقي وسائل الإعلام، واحترام الدستور وحق المواطن في الإعلام.
للجمعة السادسة على التوالي يواصل سكان ولاية ميلة، مسيراتهم السلمية الحضارية عقب صلاة الجمعة، أمس، بمختلف الشوارع والأحياء بأغلب بلديات ودوائر ولاية ميلة، على غرار عاصمة الولاية ميلة، فرجيوة، شلغوم العيد، القرارم قوقة، تاجنانت، وادي العثمانية، وادي سقان، المشيرة، التلاغمة وغيرها.
كما جدد سكان ولاية عنابة للجمعة السادسة على التولي تمسكهم بضرورة رحيل النظام، وخرجوا في مسيرات سلمية حاشدة جابت شارع الثورة بقلب مدينة بونة. وقد حمل المتظاهرون شعارات منددة بوجوه النظام وعدد من المسؤولين ورجال الأعمال الذين هتفوا بأسمائهم وطالبوهم بالرحيل. العنابيون الذين هتفوا بسلمية سلمية وجيش شعب خاوة خاوة، طالبوا رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بضرورة تفعيل المادة 102 والمادة 7 من الدستور لإعادة الحكم للشعب ورحيل كل وجوه النظام.

تضامن مطلق مع “الشروق”

وخرج الآلاف من سكان ولاية قسنطينة، أمس الجمعة في مسيرة سلمية حاشدة بقلب المدينة، بعدما انطلقوا عقب صلاة الجمعة من مختلف الأحياء في قوافل شعبية باتجاه وسط المدينة، رافعين شعارات تطالب برحيل العديد من وجوه النظام، مرددين “لا نظام لا تأجيل عجّل عجّل بالرحيل”، وقد صنع المتظاهرون صورا رائعة بالأعلام الوطنية التي غطّت رؤوسهم، بينما حمل أحد المواطنين لافتة كتب عليها “آلو .. علي فضيل نحتاج أمثالك..” في إشارة منه لتضامنه المطلق مع مجمع الشروق ومع الرئيس المدير العام للمجمع.
وخرج ظهر الجمعة، الآلاف من مواطني بلديات خنشلة، في مسيرة شعبية حاشدة، بالشوارع الرئيسية، لمقر بلدية خنشلة، كانت انطلاقتها من ساحة عباس لغرور، نحو مقر البلدية باتجاه الولاية، رافعين الأعلام الوطنية، ولافتات متنوعة دعت في محتواها إلى رحيل النظام، واستقالة الرئيس، وتولي الرئيس السابق، اليامين زروال، قيادة الفترة الانتقالية القادمة، ومحاسبة رموز النظام، معلنين وقوفهم إلى جانب، قوات الجيش الوطني الشعبي، ليعلنوا مساندة أبناء خنشلة، لمجمع الشروق، منددين بعملية اختطاف واعتقال المدير العام علي فضيل.

دعوات من الشارع إلى تطبيق المادة 102
متظاهرون ينددون بواقعة اختطاف المدير العام لـ”الشروق”

خرج مواطنو غليزان، الجمعة، رجالا ونساء ومن مختلف الفئات العمرية، في مسيرة سلمية حاشدة جابت شوارع المدينة، مرورا بالعديد من الأحياء الشعبية، في جمعتها السادسة من الحراك الشعبي.
كما تعالت أصوات المتظاهرين الداعية إلى رفع القيود عن الصحافة والمؤسسات الإعلامية، وعلى رأسها مجمع الشروق، معتبرين ما جرى لمديرها العام علي فضيل، الذي تعرض للاختطاف من قبل إحدى أفرع المخابرات، بمثابة تنفيذ لسياسة التخويف والتهديد لما تقوم به الشروق جريدة وقنوات، من فضح الفاسدين والوقوف مع الحراك الشعبي منذ انطلاقه بتاريخ 22 فيفري.
والتقت جموع المتظاهرين وسط مدينة غليزان بحي خميستي مباشرة بعد صلاة الجمعة، حاملين كعادتهم الرايات الوطنية ولافتات عليها شعارات تطالب الطغمة الحاكمة في البلاد بالرحيل واحترام الدستور، وتطبيق المادة 102 التي دعا إليها الفريق قايد صالح، والتطبيق الفعلي لإرادة الشعب الجزائري. وما ميز المسيرة الأخيرة، حضور قوي للنساء من مختلف الأعمار، وكذا مجاهدين وأرامل الشهداء، إضافة إلى ضحايا المأساة الوطنية. كما شارك الآلاف من المحتجين في مسيرة سلمية حاشدة بالمسيلة، تأييدا لمقترح رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي من خلال تطبيق المادة 102 من الدستور، والتي ثمنها المحتجون مع المطالبة بالمزيد من الإجراءات الفورية تقضي برحيل كل الوجوه التي تمثل السلطة القائمة واجتثاثها من الجذور، وتغيير النظام، كما استحدث المتظاهرون مادة جديدة أطلق عليها رقم 2019 والتي تؤكد على رحيل الجميع دون استثناء. ولم يتأخر سكان الولاية الذين نظموا مسيرات شعبية غير مسبوقة، في التعبير عن رفضهم القاطع لفكرة تمديد حكم الرئيس بوتفليقة، وتأجيل الانتخابات الرئاسية، رافعين لافتات وشعارات تؤكد مدة إصرارهم وتمسكهم بالمطالب التي وصلت إلى كل أرجاء العالم، ماعدا القوى غير الدستورية التي تستولي على الحكم على حد قولهم، وهو الأمر الذي يزيدهم إصرارا على موقفهم.
كما خرجت جموع من المواطنين، في مسيرات بالعديد من بلديات الجلفة، وكانت أكبر مسيرة بعاصمة الولاية، حيث جاب المشاركون بها وسط المدينة، ثم اتجهوا نحو مقر الولاية ثم عادوا لوسط المدينة أين تجمع آلاف من المواطنين من أجل المطالبة بتغير النظام الجزائري، وتفعيل المادة 102 من الدستور حيث أكد المتظاهرون أن رئيس الأركان الفريق أحمد قايد صالح انحاز لصالح الشعب، ودعا المشاركين لتفعيل المادة 102 على أن يرافقها تغيير.

متظاهرون يطالبون بإصلاحات فعلية:
“نعم لتفعيل المادة 102 + المادة 07”

خرج بعد صلاة الجمعة مباشرة الآلاف من سكان ولاية الوادي، في المسيرة السلمية للجمعة السادسة على التوالي، للتأكيد على السلمية والوحدة الوطنية ورفض بقاء من سموهم بالعصابة التي تُحيط بالرئيس المنتهية ولايته، مجددين عزمهم على مواصلة الخروج للشارع كل يوم جمعة لتجديد الحماسة في أوساط الشعب والتأكيد على أن مطلب التغيير الجذري والرحيل التام لا يمكن التخلي عنه. وما ميز مسيرة هذه الجمعة بولاية الوادي، هو اختفاء مزامير ”الفوفوزيلا”، والطبول، ولوحظ وجود لافتات تحمل رفضا قاطعا للمادة 102، وأخرى مؤيدة لتطبيقها، من بينها ”السيادة للشعب، بوتفليقة رايح رايح، نعم للقايد صالح، “نعم لتفعيل المادة 102 + المادة 07” وأجمع المُتظاهرون بمدينة على الوادي، على رفع العلم الوطني دون غيره في المسيرات.
كما خرجت مسيرة ضخمة بولاية تمنراست، رغم الحرارة والظروف الطبيعية الصعبة بالمنطقة، أين انطلقت المسيرة هذه الجمعة بعد صلاة العصر من أمام مقر بلدية تمنراست واتجهت نحو مقر الولاية مرورا بالشارع الرئيسي، وانتهت المسيرة بمفترق الطرق ”أملان”، أين رفع المتظاهرون شعارات تصب في مجملها حول ضرورة تطبيق المادة 102 بالإضافة للمادة 7 من الدستور لتحقيق المطلب الشعبي المُنادي بالرحيل الكلي والتغيير الجذري، كما هتف المتظاهرون بشعارات المسيرات الماضية المنادية برحيل النظام. أما بولاية إيليزي فقد خرج العشرات من سكان مدينة إيليزي، في مسيرة سلمية انطلقت من ساحة آمود، وطافت بمختلف شوارع وأحياء المدينة، أين رفعوا لافتات كتب عليها ”102 نصف الحل” و”الشعب هو مصدر السلطة”. كما خرج عدد من المواطنين بمدينة عين أمناس، وتجمعوا أمام مقر البلدية مرددين الشعارات ذاتها.

تضامن واسع مع “الشروق”
“الجيش.. الشعب.. خاوة خاوة” تدوي في الجمعة السادسة

اختلفت وجهات النظر لدى المشاركين في مسيرات الجمعة السادسة في ولاية تيارت في التفاعل مع اقتراح قيادة الجيش الوطني الشعبي، حيث دوّت في الغالب عبارة “الجيش الشعب خاوة خاوة” مع أخرى تقول “نعم للمادة 102 لكن بشروط”، في إشارة إلى ضرورة منع رموز النظام من الحكم في العهد الجديد. المعارضون للمادة 102 من الدستور، أكدوا على ضرورة التغيير الشامل حتى لا يبقى أحد ممن سبق لهم الحكم، وقد شهدت الشروق بعض النقاشات على هامش المسيرات حول إجرائية المادة 102 وشمولية المادة 7 التي تعطي مبدأ عاما لا طريقة لانتقال السلطة في حالة وقوع مشكل بعكس 102.
بدورها شهدت بجاية مسيرة مماثلة، وتحت هتافات “يتنحاو ڤاع” وإيقاعات “الجيش والشعب.. خاوة خاوة” وبعد تناولهم للكسكس والدجاج والحلوى ومشاهدتهم العرض المسرحي “عبيد السلطة” أعطت الحشود البشرية التي تجمعت بعشرات الآلاف حول دار الثقافة “الطاوس عمروش” وسط مدينة بجاية إشارة انطلاق مسيرة الجمعة السادسة أو مسيرة “العقيدين عميروش وسي الحواس”، كما يحلو للكثير تسميتها لتزامنا مع الذكرى الـ60 لاستشهاد البطلين في ميدان الشرف، وكلهم إصرار على تحقيق التغيير الجذري والشامل للنظام، حيث ردد المشاركون في هذه المسيرة العديد من الهتافات منها “هرمنا من لاكازا دا المرادية.. نريد التغيير الشامل”. وتباينت آراء المشاركين بين تأييد تطبيق المادة 102 من الدستور، ومعارض لها كليا. وككل يوم جمعة منذ انطلاق الحراك، خرج المئات من سكان تيزي وزو إلى الشارع من أجل التأكيد على صمود الشعب. وكان التيار الغالب في مسيرة تيزي وزو، حسبما تم ملاحظته، هو الرافض لتطبيق المادة 102 من الدستور. كما واصل أمس، سكان ولاية البليدة حراكهم الشعبي، حيث خرج عشرات الآلاف في مظاهرات سلمية، عقب صلاة الجمعة واجتاح الرجال والنساء وحتى كبار السن والأطفال الشوارع الرئيسية. ولم يفت المتظاهرين، إبداء تضامنهم مع مؤسسة “الشروق” في ظل التضييق الذي تتعرض له.

مسيرة لأنصار رشيد نكاز في الشلف
بوشاشي وناشطون بارزون يسيرون بأدرار

تصدر المحامي والنشاط السياسي مصطفى بوشاشي، المتظاهرين السلميين، الذين ساروا الجمعة بمدينة أدرار للمطالبة برحيل النظام.
كما كان إلى جانب بوشاشي نشطاء بارزون بينهم المحامي عمار خبابة، والناشط سمير بلعربي. وشهدت ولاية أدرار مسيرات حاشدة، في أقاليمها الثلاثة، توات، قورارة وتيدكلت. وكان من أبرز الشعارات التي رفعت خلالها “الجيش .. الشعب خاوة خاوة”، و”لا للوصاية الفرنسية والتدخل الأجنبي”.
من جهته خرج، الناشط رشيد نكاز برفقة العشرات من سكان المناطق النائية بالشلف في مسيرة شعبية، حيث تعالت خلالها أصوات وهتافات مطالبة برحيل النظام برمته، ومحاسبة كبار المسؤولين، وخلال وصول المسيرة إلى عاصمة الولاية وجد آلاف المتظاهرين في انتظاره، لينضموا إلى الحراك الشعبي، تتقدمهم العائلات والأطفال والشيوخ والنساء ومختلف الجمعيات والتنظيمات المدنية وفئات من عائلات المفقودين والحراقة وضحايا الإرهاب وذوي الاحتياجات الخاصة، الذين عبروا عن رفضهم تمديد العهدة الرابعة للرئيس بوتفليقة، كما شاركت شخصيات وطنية وسياسية في المسيرة التي تميزت بتغيير الشعارات المتداولة وجودة وحجم المطبوعات ونوعيتها بين المحتجين المطالبين بشدة برحيل النظام برمته واسترجاع سيادة القرار للشعب، كما استغل آخرون شعارات ورسوما كاريكاتورية ساخرة وأخرى معبرة، تصب كلها في نفس الاتجاه. ولوحظ تحاشي المتظاهرين الاحتكاك بمصالح الأمن.

أصداء من الجمعة السادسة:

– أجواء تضامنية صنعها الجزائريون، حيث إنه خلال المسيرة وضع مواطنون قارورات المياه المعدنية على حواف الأرصفة بشارع ديدوش مراد وسط العاصمة، وهي الميزة التي تعود الجزائريون على صنعها منذ بداية الحراك.

– تنظيف الشوارع بعد انتهاء المسيرة سنة حميدة تعود عليها المتظاهرون كل جمعة حراك وحرصهم أن تبقى نظيفة.

– حكمة واحترافية عالية تعاملت بها عناصر الأمن مع الوفود التي تدفقت باتجاه البريد المركزي وتجنب الاحتكاك إلى جانب تركها مساحة أكبر للمتظاهرين للتعبير بكل حرية.

– عادت الأطباق الجزائرية لتزين الحراك الشعبي، حيث تفنن المواطنون في تقديم الواجبات للمتظاهرين، ونفس الشيء للعائلات الجزائرية القاطنة بالقرب من البريد المركزي وساحة اودان الذين فتحوا بيوتهم لوسائل الإعلام لتغطية الحدث عن قرب.

– وعي كبير أظهره المشاركون في المسيرة من خلال إلمامهم بملفات السياسية وحتى المواد الدستورية، فكل على دراية بمضمون المادة 102 من الدستور و المادة 7 والعجيب في الأمر أن تحليلاتهم فاقت محللي الاستوديوهات وخبراء السياسة.

– ظهر نوع جديد من الشعارات التي سبق أن رفعت خلال المسيرات الماضية، حيث شوهدت رسوم كاريكاتورية لخصت الوضع السياسي والمطالب حسب مفهوم المحتجين.

– استجاب المحتجون لنداءات المطالبة بضرورة الابتعاد عن استعمال الفوفوزيلا في المسيرات لما تحمله من أثر سلبي على نجاح الحراك والتشويش على شعارات المتظاهرين فضلا عن كون الصوت الصادر منها يؤثر على كبار السن والأطفال والمرضى.

مقالات ذات صلة