-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

السودان تحت الخطر

صالح عوض
  • 8802
  • 0
السودان تحت الخطر

بجوار العاصمة السودانية الخرطوم وفي إحدى المناطق التابعة لها في أم درمان دارت معارك ضارية بين حركة العدالة والمساواة وقوات الحكومة السودانية.. خطورة الموضوع تكمن في ان تصبح الخرطوم عاصمة الشمال وحصنه..المعروف ان حركة العدالة والمساواة حركة معارضة لها مطالب سياسية معلنة نحو اصلاح سياسي في النظام ومؤسساته وهي تتخذ من دارفور مقرا لها وتواجه السلطات هناك منذ عدة سنوات بالسلاح وترفض الحلول الوسط مع حكومة البشير.. السودان يتمزق الى عدة دويلات بعد ان تم اكتشاف النفط في عدة مناطق به والحكومة تجعل من القوة المسلحة والقرار العسكري أسلوبها في حل مشكلاتها مع القوى المعارضة.. فبعد انقلاب البشير على الجناح الثقافي الفكري للحركة الإسلامية وإيداعه الشيخ العجوز المفكر العلامة حسن الترابي السجن لسنوات عدة كان واضحا ان الحسم العسكري سيقود البلاد الى التمزق والفراغ..في الجنوب كانت الحركة الشعبية ترفض صيغ تسجيل الناخبين وكانت مفاوضات ابوجا مسرحية، كما لم تنجح مفاوضات سيرت في جمع السودانيين ولقد فقد النظام صفة النزاهة بتصفيته مخالفيه في جبهة الانقاذ السوداني بالنفي والسجون وكل المؤشرات تفيد بأن الجنوبيين سيختارون الانفصال عن الشمال، ما يعني خسارة استراتيجية للعرب وللسودان الذي لن يبقى سودانا بعد تجزئته..يستعرض الاعلام السوداني انتصاراته على مجموعة مسلحة قاتلته في حدود العاصمة السودانية وكان عليه ان يقدم قادة البلاد الى محكمة ومساءلة: كيف وصلت هذه المجموعات الى قلب العاصمة..ثم كيف يمكن للنظام السوداني مواجهة مشكلات الشق والجنوب فيما هو مستأثر بمجموعة كل القرار والحكم في الشمال.. الامر يبدو الان في غاية البؤس.في ظل نذر المجاعات الدولية لن يهنأ العرب بأن يكون السودان سلة غذاء العرب وستثار فيه الحروب الواحدة تلو الاخرى لكي لا يتمكن من الاستقرار، لانه لا استثمار الا في ظل الاستقرار ومما يزيد ارتباك الاوضاع بالسودان هو النهج الاقصائي الامني الذي يسيطر على مجموعة الحكام بالسودان.. ولن يستطيع السودان ان يكون موحدا الا بأن يفتح المجال واسعا أمام كل مكوناته وان يؤسس لنظام العدالة والتكامل ورفع الغبن عن المهمشين والانتباه الى معيشة الناس الضنكى، فإن حكام السودان يعيشون كالأباطرة والملوك، فيما لا يجد أهل الخرطوم مياها صالحة للشرب والجوع يضرب بطونهم لصالح حفنة من التجار اللصوص الذين بتزكية من العسكر يعيثون فسادا في البلد.بلا شك لن يقبل عاقل بتجزئة السودان، لكن النظام الحالي في السودان يشجع على التجزئة لممارساته القمعية ضد كل مخالف بالرأي، والسودانيون اليوم، أمام أخطر مراحل السودان. 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!