الجزائر
بنجامان ستورا يتحدث عن تقريره بعد نحو سنة

السلطات الجزائرية لم ترفض التقرير وإنما الصحافة

محمد مسلم
  • 5869
  • 0

عاد المؤرخ الفرنسي بنجامان ستورا إلى التقرير الذي أعده بطلب من الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، حول ذاكرة الاستعمار الفرنسي في الجزائر، كما علق على التصريحات التي صدرت عن نزيل قصر الإيليزي بشأن الجزائر، والتي أدت إلى توتير العلاقات الثنائية بشكل كبير.

وقال ستورا الذي حل ضيفا على برنامج “28 دقيقة” الذي تبثه قناة “ARTE”، معلقا على تصريحات ماكرون بشأن الذاكرة، إنه “خطاب ذو طابع سياسي وليس تاريخي”، وذلك ردا على مقدم البرنامج الذي سأله عن كلام ماكرون الذي قال إن السلطات الجزائرية جعلت من الذاكرة ريعا وظفته لاعتبارات سياسية.

تصريحات ماكرون كانت سياسية وتوظيف الذاكرة كان من الجانبين

وبدا ستورا وكأنه تفادي الحكم على الرئيس الفرنسي وهو يخوض في ملف الذاكرة، فالصحفي وضع المؤرخ بين احتمالين، الاحتمال الأول هو البعد التاريخي، أما الثاني فهو البعد السياسي، لكنه قرنه بالخطأ السياسي، فكان رد ستورا هو الخيار الثاني، لكن من دون أن يقرّ بخطأ الرئيس الفرنسي بسبب توظيفه للذاكرة من أجل تحقيق أغراض سياسية، لاسيما وأن الظرف الذي جاء فيه هذا التصريح كان مشحونا بصراع الاستحقاقات الرئاسية.

غير أن بنجامان ستورا، لم يستثن الطرف الفرنسي من توظيف الذاكرة لاعتبارات سياسية، مؤكدا بأنه أشار إلى هذه المسألة في تقريره حول “ذاكرة حرب الجزائر”، الذي أودعه على مستوى الرئاسة الفرنسية في جانفي 2021، وقال: “إن التوظيف كان من الطرفين وليس من طرف واحد” (الجزائر)، مقرا بصعوبة الخوض في هذه القضية المعقدة والحساسة”، كما قال.

المؤرخ الفرنسي ذي الأصول الجزائرية تحدث عن ضرورة، أهمية النظر بإيجابية إلى المستقبل وعدم الارتهان إلى تعقيدات الماضي ولكن من دون نسيانه، فيما بدا مغازلة للطرف الجزائري الذي يرفض بشدة الحديث عن نسيان الماضي الاستعماري أو تجاهله.

وسئل ستورا عن رفض السلطات الجزائرية لتقريره، فرد مبتسما: “التقرير لم يرفض من قبل السلطات الجزائرية، لأن ليس هناك ما هو رسمي لحد الآن”، وأضاف موضحا: “حقيقة، التقرير تعرض للنقد من قبل الصحافة التي كانت في عمومها عدائية، ياستثناء بعضها” ذكر منها ثلاث صحف ناطقة باللغة الفرنسية.

وبرأي المؤرخ الفرنسي فإن هناك قسما من الصحافة الجزائرية تريد إبقاء الباب مفتوحا من أجل استمرار الحوار بين البلدين بخصوص الملفات الشائكة، نافيا بالمناسبة أن تكون النخبة الجزائرية قد رفضت التقرير، وأشار بهذا الخصوص إلى الدعم الذي تلقاه من قبل الكاتب المثير للجدل، كمال داود، الذي يعد منبوذا في بلاده، فضلا عن الكاتب ياسمينة خضرة، الذي لا يمثل بدوره النخبة الجزائرية بتنوعاتها.

بنجامان ستورا عرج على نظرة الفرنسيين إلى تاريخ بلاده فيما يتعلق بـ”حرب الجزائر”، ولاحظ بأن مواقفهم غير متجانسة وليست منسجمة، وقال إن عموم الفرنسيين يرفضون الاستعمار، ودعا إلى إعادة التوازن في قراءة التاريخ الفرنسي.

وضرب مثالا في هذا الصدد بموقف اليمين الفرنسي المتطرف من الجنرال شارل دي غول، والذي حاول في أكثر من مرة اغتيال دوغول بسبب تعاطيه مع قضية الجزائر، وقال إن الوصول حد التفكير في التصفية الجسدية، يعتبر أكبر دليل على هذا الخلاف.

مقالات ذات صلة