-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

السفينة وأشياء أخرى

صالح عوض
  • 7893
  • 0
السفينة وأشياء أخرى

غضب علينا بعض المنهمكين في العملية السلمية الذين كان حظهم من السياسة أن يستسلموا لمنطق القوي وان يبرروا للأمريكان بأكثر مما يتوقع الأمريكان.. غضبوا وقالوا: إن الامور ليس كما تخيلتموها بمثل هذا السواد ان هناك بدائل كثيرة نمتلكها ولازالت فرص التسوية قائمة.السفينة اليوم تؤكد ان منطق هؤلاء ضعيف للغاية وانهم ليسوا فقط موهومين بسراب بل انهم مفرطون بحق شعبهم الملقى على أعناقهم..السفينة اليوم هي فعل حر لأناس ضغط الحصار المفروض على غزة على مشاعرهم فانتفضوا يجوبون البحر رغم تهديدات الاسرائيليين وتعتيم عن أغراض هذا الفعل الحضاري..الملفت في الموضوع ان جماعة التسوية عندنا أفرطت في التماهي بعيدا عن هم الشعب واحتياجاته..وان بعض الذين بلغنا غضبهم لا يتخيل ان يمد يده للتضامن! مع غزة بالانضمام الى ركاب السفينتين او على الاقل ان ينطلق كما انطلقت سفينة اسرائيلية لمجموعات من اليهود لم يعودوا يحتملوا ان يروا هذا الحصار الرهيب على غزة.هل بعد هذا يبقى وجاهة لغضب الغاضبين علينا لأننا نشكك بعملية التسوية؟ هل من وجاهة ظلت لمنطق اخرق يريد لنا مزيدا من التخلي عن كرامتنا وان نسلم غزة للعدو يفعل بها ما يفعل..ان هناك نفر يأكل التخلف عقولهم وضمائرهم ولا يرون مستقبلا لهم في وجود غزة المقاومة الصامدة، غزة قاعدة الثورة والكفاح والاسلام في فلسطين، لم يرق لهذا النفر المنتشرين في كثير من المواقع الاعلامية والدبلوماسية الفلسطينية ان تكون هناك اقلام لا تغمس في مداد الانتهازية والهزيمة..انهم يريدونها حقبة اسرائيلية بالكامل..ولكن الذي لايدركه هذا النفر الذين يؤججون الحرب الداخلية ويعطون الدنية في كرامتهم وانتمائهم ان أصحاب الاقلام الحرة قد اختاروا أصعب الجهاد وانهم يتمنون ان يقطعوا إربا إربا على ان يخونوا شعوبهم وأمتهم..ان هؤلاء الاحرار لن يغيروا حقائق التاريخ والطبيعة من أجل شهوة شريحة أرزقية ترى في الجري في ملعب التسوية فرصة تعيشها..ان الاحرار من الكتاب والمفكرين من ناجي العلي وسليم اللوزي وسيد قطب والمسيري وعلي شريعتي وغيرهم كثير قد اختاروا الانحياز لقضايا أمتهم ..وحركة التاريخ تنتصر للشعوب وليس للطفيليين الذي يريدون ان يقطعوا الطريق على الوعي والكفاح.أحرار يتحركون من قبرص وأحرار غزة ينتشرون على الشاطئ ينتظرون ان تلوح من أفق الغرب رايات النجدة..والشرفاء في الامة والاحرار ينبغي ان يفكروا بما هو ضروري لاسيما في الدول التي لها علاقة باسرائيل كالمغرب وتونس والبحرين وقطر ومصر وموريتانيا، على الاحرار في هذه البلدان ان يشتروا سفنا لفك الحصار عن غزة..اما المتخمون بلقمة الذل من بعض أدعياء السياسة فليهنؤوا بمهانتهم وسيعلمون نبأه بعد حين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!