الشروق العربي

السفاحين.. الكاردينال لافيجري والمسجد الأعظم

فاروق كداش
  • 2180
  • 0

هي قصة كاردينال فرنسي خطط لتنصير أمة بأكملها غير أنه لم يكن يدر ان الجزائر لا تحيد عن دينها ولو دفعت ملايين الارواح، اسمه لايزال يذكر كبقية مما خلفته فرنسا في بعض الشوارع والأماكن ولكن بعد عشرات السنين تحول الاسم إلى المحمدية.

هي ضربة موجعة لمن اعتلى هضبة تطل على ديره الكبير وقال اين انت يامحمد؟ فجاء الرد بعد قرن ونصف بعد ان تحول الدير إلى ثالث أكبر مسجد في العالم بعد الحرمين والاكبر في إفريقيا التي ارادها لافيجري تنصيرها من بوابة الجزائر.

لم يهتم الحكام الفرنسيون الأوائل للجزائر من العسكريين والضباط السابقين للإمبراطور نابليون بونابرت بتنصير البلاد، فقد كانوا يتوجسون خيفة من الكنيسة الكاثوليكية، وفق ما جاء في كتاب فرنسا في ارض الاسلام للكاتب الفرنسي بيار فيرمن.

كما ان مجزرة” كتشاوة” التي جرت سنتين بعد احتلال فرنسا للجزائر، والتي استشهد فيها اربع ألاف مصلي اعتصموا في المسجد تنديدا على محاولة دوق دو روفيغو تحويله الى كنيسة ، قد اخرت من مشروع التنصير.

بعد ست سنوات عين الفرنسي انطوان ادولف جوبيش أسقفا للجزائر، ثم عين بعده لويس أنطوان أوغيستين الذي دشن في عهده كنيسة سانتا كروز بوهران وقام ببناء كنيسة السيدة الافريقية.

بعدها عادت رئاسة الاسقفية في الجزائر الى مارسيال ألمان لافيجري الذي تسلم منصبه في 1867.

من هو لافيجري؟

ولد لافيجري ببايون الفرنسية، ودرس في مدرسة كاثوليكية رغم أن أسرته لم يكن لديها ميول دينية محددة، إلى أن أصبح كاهنا.

انتقل لافيجري الى سوريا حيث أنشأ جمعية اسماها عمل الشرق.

وكان عمل الجمعية يتمثل في دعم مسيحيّي الشام، ومساعدة الإرساليات التبشيرية المسيحية في المنطقة، من خلال إنشاء مدارس للأطفال وبناء المستشفيات.

عند استلامه للأسقفية في الجزائر أنشأ جمعية الآباء البيض والراهبات التبشيريات للسيدة الافريقية في سنة 1868.

وقد حمل لافيجري عدة ألقاب منها رئيس أساقفة افريقيا وآخر ألقابه منحه اياه البابا ليون الثالث عشر وهو لقب الكاردينال.

كان لافيجري يطلب من رهبانه وراهباته أن يطبقوا تعاليمه بالحرف التي كان من بينها أن يتكلموا لغة الجزائريين ويلبسون لباسهم المتمثل في القندورة والبرنوس والشاشية والمسبحة، وأن يأكلوا أكلهم لكي يتمكنوا من اقناعهم باعتناق المسيحية، غير ان مساعيهم باءت بالفشل..

كان مقر هذه الجمعية في هضبة صغيرة عند مصب وادي الحراش حيث بنى لافيجري ديرا كبيرا اين يدرس ويعيش فيه الرهبان.

ركز الآباء البيض على تربية وتنصير اليتامى خاصة بعد وباء الكوليرا الذي أودى بحياة مئة ألف جزائري، بينما كانت الراهبات يركزن جهودهن على تنصير النساء والبنات..

من هرطقاته الشهيرة

“لا يمكن لهذا الشعب أن يبقى محصورا في قرآنه، يتعين على فرنسا أن تفسح لنا المجال لنقدم له الإنجيل، وإما عليها أن تطرد هذا الشعب إلى الصحاري، بعيدا عن العالم المتمدن”

من أقواله أيضا.. ” الجزائر ليست سوى باب مفتوح أمام قار”.

مشروع لافيجري

كان الهدف الأساس للافيجري تنصير الجزائريين وتحويلهم إلى الرومانية الكاثوليكية، و المساعدة في توطين المعمرين الفرنسيين والأوروبيين القادمين إلى الجزائر، جنتهم الإفريقية الموعودة، معتبرا أن الجزائر لم تكن شيئا في الماضي قبل غزوها من طرف فرنسا.

في عام 1985 تحول اسم لافيجري الى المحمدية نسبة لمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا بعد أكثر من قرن من تولي لافيجري أسقفية الجزائر، صفعة موجعة لدعاة التنصير والتبشير الذين لايزالون يعيثون فسادا في أدمغة المسلمين.

لافيجري الذي استهزأ بالإسلام محي أثره من الخريطة وبقي اسمه على لسان بعض الجاهلين لتاريخه الاسود ، وكلما يمشي الجزائريون فوق أرض المحمدية سيفتخرون بوجود الجامع الأعظم المعلم الديني والثقافي والعلمي والحضاري الكبير.

لافيجري في ساحة البازيليك

تمثال لافيجري لا يزال شاهدا على ملامحه السمجة، وهو منتصب اتجاه الارض الظاهرة التي داسها بأقدامه الدنسة، في ساحة كاتدرائية السيدة الافريقية او مدام لافريك كما يحلو للقدامى تسميتها

لمن يجهل التاريخ فان لافيجري هو من افتتح بازيليكا السيدة الافريقية عام 1872

بعد ان دامت الاشغال فيها اكثر من اربعة عشر سنة،

وقد شرع في بنائها القسيس لويس انطوان اوغستين بعد أن طلبت منه ذلك راهبة افريقية تدعى مارغريت

مقالات ذات صلة