-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"الشروق" ترصد أسعاره في مسمكة العاصمة

“السردين” يلتحق بالأسماك الممنوعة على الفقراء!

وهيبة سليماني
  • 19056
  • 0
“السردين” يلتحق بالأسماك الممنوعة على الفقراء!
أرشيف

تعرف سوق السمك في هذه الأيام، غلاء فاحشا، فـ”سردين” الفقراء لم يعد موجودا في الموانئ والمسمكات، وإن وجد فإن هذه المادة الغذائية الأكثر تناولا من طرف المواطن البسيط، لم يعد يتذوقها إلاّ الأغنياء.. الأسعار في ارتفاع متزايد، وأنواع كثيرة من السمك تقتنى مثل أدوية الصيدليات، حيث يقتصر الأمر فقط على تذوق كميات لا تشبع البطن!
وفي مسمكة العاصمة “لابيشري”، جعل التهاب أسعار السمك الذي يباع في محلاتها، الجزائري البسيط لا يدير لها وجهه، وكأن هذه المادة لم تعد تثير اهتمامه ولا تحرّك شهيته.

“السردين” غائب على موائد الفقراء في رمضان 2022
ويبلغ سعر الكيلوغرام الواحد لبعض أنواع الأسماك، نصف مليون سنتيم أو يتعدى ذلك، فالأسعار ارتفعت إلى درجة لا يصدقها من يدخل “لابيشري” بالعاصمة، فرغم الأنواع والأصناف المختلفة التي تعطي للمسمكة طابعها الخاص، وتستفز الشهية، وتأسر العيون قبل البطون، إلاّ أنّ “الزوالية” لا يمرون من هنا!.. كأن “لابيشري” مملكة لا تعنيهم.
ومن خلال جولة ميدانية قادت “الشروق”، خلال الأسبوع الأول لرمضان، إلى مسمكة العاصمة “لابيشري”، فإن السّردين لم يعد موجودا بين الأسماك، حيث قال لنا أحد الباعة، إن رداءة الأحوال الجوية هذه الأيام، وهيجان البحر، وراء عدم توفر كميات السردين هذه الأيام.
وأرجع عمي “محمد”، تاجر سمك في “لابيشري”، عدم صيد السردين، ووفرته في الموانئ، إلى عدم نمو “السردينة” بالحجم المطلوب، موضحا أنّ سعر هذا النوع من الأسماك وصل إلى 1000 دج للكيلوغرام في المدة الأخيرة، حيث لم يعد غذاء الفقراء ولا البسطاء، وخاصة في رمضان2022.

أسماك بسعر الذهب!
وزبائن “لابيشري”، قليلون في شهر رمضان، فهم يعدّون على الأصابع وحتى بعض الباعة الذين يعرضون صيدهم على الأرصفة، وداخل الصناديق الخشبية خارج المحلات، يبذلون كل جهدهم لشد انتباه الزبائن وإقناعهم بشراء ولو غرامات قليلة من بعض أنواع السمك.
“السمك لم يعد محسوبا في أنواع الأغذية التي تعنينا”، هكذا قال كهل في 60سنة، وهو يتفحص الأنواع المعروضة على طاولة كبيرة وسط قطع الثلج، حيث قال لـ”الشروق”، إنه ميسور الحال ولكنه يكتفي فقط بشراء بعض الغرامات من سمك “ماكرون” الذي بلغ سعر الكيلوغرام منه 1200 دج.
وأما سيدة فقد اشترت هي أيضا غرامات قليلة من سمك “الصندر”، حيث ابتسمت وقالت “كأننا نشتري أدوية من عند الصيدلي.. لا ينقصنا إلا وصفة الطبيب”.
وعن أسعار أنواع السمك الذي يباع في “لابيشري” خلال شهر رمضان، فإنها لا تقل عن 1000 دج، فسعر الكيلوغرام من “الصندر”، 1500 دج، و”الكلامار” هو أيضا بـ 1500 دج، و”المارلون” بـ1800 دج ويصل إلى 2000 دج.
وارتفع سعر سمك “الروجي” إلى 2000 دج، أما كبير الحجم فبلغ سعر 3000دج للكيلوغرام، وفيما يخص “دوراد” فسعره 1500دج، والسلمون بـ3300دج، وسمك البواجو بـ2000دج، وسمك “الراية” بـ1300دج للكيلوغرام الواحد.

شراء الجمبري بـ”الحبة” لتحضير “البوراك”
ويعتبر الجمبري بكل أنواعه من أغلى أنواع السمك في “لابيشري”، حيث لا يمكن إلا لفئة قليلة، وهي في الغالب من الأغنياء، شراء كيلوغرام أو أكثر منه، فهو مطلوب في رمضان لتحضير “البوراك”.
ويكتفي زبائن يحسبون على الأصابع في محلات المسمكة بالعاصمة، بشراء بعض “الحبات” من الجمبري، وبأوزان لا تزيد في الكثير من الأحيان، عن 200 غرام، حيث قالت سيدة إنها تشتهي “البوراك” بالجمبري، الأمر الذي جعلها تأتي للمسمكة لشراء وزن 6 حبات فقط من هذا السمك.
ويصل سعر الكيلوغرام من الجمبري الوردي المائل للأبيض، إلى 2700 دج، بينما سعر الجمبري الأحمر الداكن فيتعدى 4000 دج، وما يعرف بـ”لومار” فيتراوح سعر الكيلوغرام منه بين 6000 دج و7000 دج.

سوق السمك يحتاج لتنظيم ومراقبة
وفي سياق الموضوع، جدّدت اللّجنة الوطنية للصيد البحري، نداءها لوزارة التجارة قصد مراقبة سوق السمك، والتصدي لأشخاص يحاولون السيطرة على الثروة البحرية، وتأسّف رئيس هذه اللّجنة، حسين بلوط، للارتفاع الفاحش لأسعار السمك في الموانئ، والمسمكات، حيث أرجع ذلك لغياب تنظيم السوق، وإلى الاضطرابات الجوية الأخيرة.
وقال بلوط، إنّ أسعار “السردين” مع بداية 2022، تشهد ارتفاعا غير مبرّر، فبعد أن كان هذا النوع من الأسماك غذاء للبسطاء من الجزائريين، أصبح سعره يقترب من 1200 دج، حيث تعدى سعر الصندوق منه في بعض الموانئ المليون سنتيم و8000 دج عند بعض محتكري السوق.
واستغرب حسين بلوط بيع أسماك، ذات صيد محلي بأسعار ملتهبة، وأخرى تم تربيتها في الأحواض المائية، ولا يصارح بائعوها المستهلك بأنها كذلك، حيث تسوّق وسط أنواع من الأسماك المستوردة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!